القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
يجري جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريبات "مناورة" عسكرية ضخمة شمال فلسطين بمشاركة كل أصناف الأسلحة بما فيها الطائرات الهجومية "إف 15"، تأهبًا لإمكان اندلاع حرب مع حزب الله اللبناني.
ويأتي ذلك نتيجة إصرار الحزب على الانتقام لمقتل جهاد مغنية ولواء إيراني في غارة جوية إسرائيلية على القنيطرة السورية مساء الأحد الماضي.
وأكدت مصادر إسرائيلية، السبت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، هدد بتنفيذ أي عمل عسكري ضد سورية أو لبنان، مشيرًا إلى استعداد الجيش وتأهبه لتنفيذ أي مهمة تطلب منه.
وجاء ذلك التصريح خلال زيارة غانتس لمقر قيادة الجبهة الشمالية للجيش في مدينة صفد الجمعة.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد بدأ ظهر الجمعة، تدريبات عسكرية مكثفة على الحدود الشمالية مع لبنان وسورية، حيث ظهرت حركة نشطة للآليات العسكرية .
وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية، أن طائرات مقاتلة من نوع " إف15" تشارك في التدريبات العسكرية التي ستنتهي مساء السبت .
وتقرر أمر التدريب بعد اجتماع قيادة الجيش لتقييم الوضع في الحدود الشمالية عقب الهجوم على القنيطرة في الجولان السوري المحتل، والذي أدى إلى مقتل قادة عسكريين من حزب الله اللبناني وضابط في الحرس الثوري الإيراني .
ووجه وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، الجمعة، تهديدًا إلى إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في قطاع غزة، في أعقاب التوتر الأمني في مرتفعات الجولان المحتلة وعند الحدود مع لبنان بعد الغارة في القنيطرة، معتبرًا أن إسرائيل لن تتحمل استفزازات من أحد .
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن يعلون قوله خلال مداولات في مقر قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، إنه 'ثمة أهمية لأن نحافظ على برودة أعصاب وصبر، وأن نعرف كيف نرد بالشكل المناسب لكي يوضح لكل من يحاول المس بنا أنه لن نتحمل استفزازات في أية جبهة كانت".
وأضاف أن "إسرائيل سترى بالحكومات والأنظمة والمنظمات الموجودة خلف الحدود الشمالية "أي لبنان وسوري" أنها مسؤولة عما يحدث في أراضيها، وستعرف كيف ستقبض الثمن في أية حالة يتم فيها المس بسيادة إسرائيل ومواطنيها وجنودها".
وتابع يعلون : "لن نتحمل وسنرد بشدة ضد أية محاولة كهذه"، داعيًا السكان والمتنزهين في منطقة الحدود الشمالية، إلى الحفاظ على مجرى الحياة الطبيعية ولكن عليهم الانصياع لتعليمات الجيش في حال اقتضت الحاجة لذلك".
واستعرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يوآف هار إيفن، وكبارالضباط في قيادة الجبهة الشمالية، تقارير أمنية خلال المداولات التي حضرها يعلون.
وتصاعد التوتر في الجولان وعند الحدود مع لبنان، في أعقاب الغارة الإسرائيلية في القنيطرة، مساء الأحد، والتي أسفرت عن استشهاد ستة مقاتلين من حزب الله ولواء إيران.
وتوعدت إيران وحزب الله بالرد على الغارة، فيما حشد الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة ونقل مدرعات وعتاد عسكري إلى المنطقة الشمالية، كما نصب بطاريات "القبة الحديدية" تحسبًا لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل .
وطالبت حكومة بنيامين نتنياهو من روسيا التدخل لدى حزب الله لمنع وقوع حرب قاسية عقب الغارة التي شنتها طائرة إسرائيلية، على القنيطرة داخل الأراضي السورية .
وكشفت مصادر إسرائيلية ليلة السبت النقاب عن قنوات خلفية بين تل أبيب وبيروت، طلبت خلالها إسرائيل من المخابرات الروسية إيصال رسائل تهدئة لحزب الله وعدم الانجرار لحرب قاسية بين الطرفين.
ووفق ما قاله المحللون الإسرائيليون في استوديو الجمعة في القناة العاشرة الإسرائيلية الذي يقدمه المحلل العسكري في القناة بن دافيد، فإن إسرائيل تستغل موسكو وعلاقاتها الطيبة بالعرب من أجل إيصال رسائل في القنوات الخلفية مفادها أن إسرائيل لا تريد حربًا مع حزب الله.
كما أكدت في رسالتها أن عملية الاغتيال في القنيطرة كانت دفاعًا عن النفس وليس إشهارًا للحرب على "حزب الله".
وحول مضمون الرسالة التي حملتها المخابرات الروسية لحزب الله قالوا: إن اسرائيل مستعدة أن تتفهم ردًا ضد دوريات عسكرية أو جنود إسرائيليين على الحدود ولكنها لن تستوعب أبدًا استهداف مستوطنات اليهود أو المدنيين الإسرائيليين وأنها سترد بكل قوة على حزب الله. على حد قولهم.
ومن ناحية اللواء الإيراني الذي قتل في الغارة الإسرائيلية، أفاد المحللون أن إسرائيل قامت بتسريب رسائل لإيران مفادها أنها لا تغتال لواءات إيرانيين، ولكن هذه رسالة مناقضة فقد سبق واحتدمت الاغتيالات بين الإسرائيليين والإيرانيين وأن هناك حرب حقيقية في هذا المجال، مضيفين أن إسرائيل كانت تعرف من هو الهدف الذي اغتالته.
وحول إذا كان السياسيون في الأحزاب الإسرائيلية قاموا بتوريط قادة الأمن الإسرائيلي في القنيطرة، نفى المحللون العسكريون هذه النظرية، مبينين أن قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية يملكون التدريب والمقام الذي يخوّلهم لرفض أمر من هذا النوع إذا كانوا غير مقتنعين به.