حركة "فتح"

اتهم أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول، حركة "حماس" باحتضان تيار انفصالي يسيطر أمنيًا على قطاع غزة، معتبرًا ما تردّد من تصريحات لقادة الحركة بالنفي مجرد "أكاذيب مكشوفة". وشدَّد مقبول في تصريح إذاعي صباح الثلاثاء، على وجود تيار انفصالي داخل "حماس"، يرفض حكومة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية، مبديًا استغرابه من نفي الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري السيطرة على القطاع، قائلًا "على الناطق الإعلامي باسم حماس ألا يردد هذه الأكاذيب المكشوفة، فالجميع يعرف أنَّ كل أشكال السيطرة في قطاع غزة هي لحماس، وأن هناك ما يسمى " حكومة الظل".

وطالب بضرورة تمكين حكومة الوفاق الوطني من بسط سيطرتها في قطاع غزة ورفع يد حماس الأمنية، التي فجرت منازل قادة "فتح" في القطاع ، ومنعت إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرمز ياسر عرفات، مجدّدًا التأكيد أنَّ إجراء انتخابات في ظل سيطرة "حماس" على القطاع غير ممكنة، ورفضها تمكين حكومة الوفاق الوطني من بسط سيطرتها وسلطة القانون في قطاع غزة.

وأوضح أنَّ التعبيرات التي تطلقها "حماس" حول حكومة الوفاق ليس لها علاقة بالمدة القانونية، مبينًا أنَّ النص الوارد في اتفاق تشكيل حكومة التوافق الوطني هو "يجري الإعداد للانتخابات بعد تشكيل الحكومة بستة أشهر"، ولم يرد فيه إطلاقًا عبارة "أنَّ مدتها ستة أشهر" مستطردًا "بما أنَّ حماس تسيطر على غزة وتعتدي على مؤسساتنا الوطنية، لا يمكننا إجراء الانتخابات".

من جهته أكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في "حماس"، أنَّ انتقاد الحركة الشديد لحكومة الوفاق الوطني ومرجعيتها المتمثلة في الرئيس محمود عباس، بسبب تقصيرها تجاه قطاع غزة وقضاياه ، لا يعني تهور الحركة في إسقاط هذه الحكومة ، لأن قرار الحركة هو المصالحة ولا سبيل إلا المصالحة غيرها.

وبيّن البردويل الثلاثاء، قائلًا "يجب التفريق بين الانتقاد الشديد من قبل حركة حماس للحكومة أو مرجعيتها وما يتعلق بقرار الحركة في المصالحة التي هي خيار الشعب وهو ما تم الاتفاق عليه، معربًا عن أمله في استكمال ملفات المصالحة بجميع أركانها بما فيها الحكومة".

وأشار إلى أنَّ "حماس" لن تبرر للحكومة أي تقصير ولا تسامحها أو مرجعيتها على تقصيرها في قطاع غزة الذي هو جزء من الوطن، مشدّدًا على أنَّ وضع الحكومة الحالي لا يجعل حركته تتهور في إسقاطها؛ لأنَّ الحركة تدرك أنَّ عليها ضغوط من مرجعيتها الرئيس عباس والاحتلال الإسرائيلي، وتريدها "حماس" أن تكون شجاعة وتقوم بواجبها تجاه أهل غزة.

وتابع "على الأقل أن تضع الحكومة قطاع غزة في موازنتها للعام الجديد 2015، وأن يباشر وزراء الحكومة عملهم في جميع الوزارات بقطاع غزة، كان ينبغي على الحكومة أن تمارس اتصالاتها في غزة في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها خلال الحرب والمنخفض الجوي، لا أن تبقى صامتة ولا تحرك ساكنًا وكأنها مؤسسة دولية كالصليب الأحمر".

ولفت البردويل إلى أنَّ المصالحة لها مقتضيات ومستلزمات، وغزة من الوطن، مشيرًا إلى إعطاء الحكومة ستة أشهر قابلة للتمديد إذا كان جدولها مزدحمًا ولم تستطع انجازه في ستة أشهر، لكن من الواضح أنَّ الحكومة تتعامل ببلادة ضد غزة، ولا تضطرنا للتعامل معها من بعد دستوري وتشريعي عند ذلك سيكون خطر وهو ما يريده غيرنا ولا تريده حركة حماس".

وحول إصرار حركة "فتح" على معرفة من يقفون خلف التفجيرات التي استهدف منازل بعض قياداتها لاستكمال ملفات المصالحة، أكد البردويل، أنَّ أول من دان هذه التفجيرات واعتبرها خارجة عن القانون هي حركة "حماس"، متسائلًا لماذا المزايدة الآن؟، ولماذا تتخذ هذه القضية شماعة للتهرب من المصالحة، مؤكدًا أنَّ موقف السلطة في رام الله من قطاع غزة سلبي جدًا ولا تريد أن تخدم القطاع وتدير ظهرها له سواء بما فيها حركتي "فتح" و"حماس"، مشيرًا إلى أنَّ السلطة وجدت في التفجيرات والتي لا بد من الوصول للفاعلين حجة للتهرب من المصالحة التي تتمسك بها حركة "حماس".

وأفاد بأنَّ التفجيرات لا علاقة لها بالمصالحة، وأنه لا يمكن معالجة التفجيرات بالهروب من المصالحة ، مؤكدًا إصرار البعض على الربط بين التفجيرات والمصالحة هو أمر واضح للهروب أو إيجاد شماعة للهروب ، معربًا عن استغرابه من هذا السلوك الذي يعزز الانقسام.

وعن إجماع الفصائل الفلسطينية على ضرورة أن تقوم حركة حماس بالكشف عن الذين يقفون خلف التفجيرات ، أوضح البردويل أنَّ حركة "حماس" أولًا وفي النهاية ليست المسؤولة عن قطاع غزة لأن هناك حكومة، ومن باب الأدب "حماس" وافقت على طلب الفصائل، إلى أن أعلن الرئيس عباس بأنه لا يؤمن بالتحقيقات حتى لو أجرتها الحركة.

وتمنى من الفصائل التي تداعت لتطلب من "حماس" شيء أن تفعل الأمر ذاته في الضفة الغربية وتمنع الاعتقال السياسي، مبيّنًا "مع احترامنا للفصائل كنا نتمنى أيضًا أن تساهم في الكشف عن مطلقي النار على النائب حسن خريشة، وأن لا نجد هذا الضخ الإعلامي القذر الذي يمارس ضد غزة بواسطة الإعلام المصري"، متسائلًا "لماذا يتم تكبير الجريمة في غزة ويتم تصغيرها في الضفة الغربية؟".

وعن البيان الذي صدر باسم "داعش" في غزة وهدَّد فيه مجموعة من الكتاب والمثقفين، أكد البردويل عدم وجود شيء اسمه "داعش" في قطاع غزة، قائلًا "عندما يتم الحديث عن "داعش" في غزة هذا يعني حملة إعلامية لتوجيه أنظار العالم إلى أنَّ غزة مركز لـ"داعش" وغيرها"، موضحًا أنَّ هذه البيانات ينتهجها بعض المعتوهين سياسيًا من أجل زيادة الضغط على غزة واستعداء العالم لغزة كما فعلت في العراق وسورية.

وختم البردويل حديثه، بأنَّ "الجميع يعلم رؤية حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، التي تتميز برؤية إسلامية معتدلة لا تؤمن بالعنف، وتؤمن بالإصلاح وإقناع الناس بكل القيم، ولا تمارس أي ضغط على أي جهة من الجهات وتعيش مع الجميع وتريد للجميع أن يعيش في وطن واحد".