مدينة القدس

أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أن سياسة الإبعاد عن مدينة القدس والمسجد الأقصى وقرارات الحكم الإداري على المُعتقلين المقدسيين، سياسة ترمي إلى إفراغ المدينة من أجل الانقضاض على المسجد الأقصى وإحكام سيطرتها عليه.

جاء ذلك التصريح في بيان أصدرته الجمعة عقب إصدار محكمة الصلح الإسرائيلية قرارًا بالإبعاد عن القدس لداهود الغول، صالح درباس، مجد درويش، فارس أبو غنام وأكرم الشرفا، بالإضافة إلى إصدار قرار الحبس الإداري لأمين سر الإقليم عدنان غيث ولخمسة معتقلين آخرين.

واعتبرت "فتح" أن هذه الإجراءات التعسفية التي ترتكبها حكومة الاحتلال المتعاقبة تأتي في سعي حكومة الاحتلال إلى إفراغ مدينة القدس من رموزها الوطنية وشبابها الذين يتصدون بصدورهم العارية في مواجهة المحتل، تمهيدًا لإحكام السيطرة على كل ما هو فلسطيني يعادي الاحتلال وإجراءاته غير الشرعية في تهويد مدينة القدس، لتضمن حكومة الاحتلال السيطرة على الشارع الفلسطيني في القدس لمنع أي حراك شعبي مساند من جهة، ومن جهة أخرى هي تستكمل قانون الإبعاد عن المسجد الأقصى ومدينة القدس والذي شرعت دولة الاحتلال تنفيذه في مطلع العام 2009، بهدف تفريغ المسجد من المرابطين، في الوقت الذي تشرعن فيه دخول الأقصى من قبل الجمعيات الاستيطانية التي تطالب ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وعلى الصعيد ذاته دأبت بتنفيذ مشروعها بالتقسيم الزماني والمكاني.

واستهجنت فتح فرض حكومة الاحتلال سياسة العقاب الجماعي للمرابطين والمرابطات داخل باحاته، مضيفا أن الأقصى يمر اليوم في خطر محدق في الوقت الذي ادعت فيه حكومة الاحتلال للأردن بإرادتها الحفاظ على الوضع الراهن بداخله.

وفي ختام بيانها طالبت فتح الأمة الإسلامية والعربية أن تتحرك لنصرة القدس والأقصى، وإنقاذهما من براثن الاحتلال الإسرائيلي، ومن سرعة تدنيسه والاعتداءات المتكررة  في حقه والتي تجري على قدم وساق، داعيًا الشارع الفلسطيني للتصدي إلى أعتى آلات البطش والتدمير التي تستخدمها الأذرع التنفيذية خلال اقتحاماتها المتكررة للأحياء والبلدات المقدسية، مؤكدًا أن ما يجري اليوم في مدينة القدس المحتلة يتنافى مع كل الشرائع والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وحرمة المقدسات وحرية العبادة وحق ممارسة الشعائر الدينية التي كفلتها.

في سياق متصل، حذّر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الاحتلال الصهيوني من حدوث فوضى في المنطقة نتيجة تصاعد وتيرة الأحداث في القدس المحتلة.

وأكد مشعل في تصريحات صحافية الجمعة: "أن الأحداث الأخيرة هي نتيجة "لعب نتنياهو بالنار والسماح للنشطاء اليمنيين بدخول المسجد الأقصى"، محملاً نتنياهو مسؤولية الأحداث المتصاعدة في القدس المحتلة.

وأضاف "الشعب الفلسطيني لم يعد لديه ما يخسره في ظل استمرار الاحتلال وبناء المستوطنات والاعتداء على الأطفال والنساء والأماكن المقدسة"، مؤكدًا أن العمليات الفدائية في القدس هي رد فعل تلقائي على ممارسات الاحتلال بحق المقدسيين والمقدسات الإسلامية.

وتابع " التعنت الإسرائيلي، المقترن بعجز المجتمع الدولي عن حل القضية الفلسطينية من خلال تسوية عادلة تعطي الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير والتخلص من الاحتلال، سيؤدي إلى فوضى في المنطقة وليس على الساحة الفلسطينية فقط إضافة إلى نشوب نزاع".

وعن موضوع المصالحة الفلسطينية، أوضح مشعل التزام حركته بالمصالحة مع حركة فتح بقيادة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معتبرًا إياها "ضرورة وطنية" رغم تدهور العلاقات بين الحركتين.