صائب عريقات عضو نظمة التحرير الفلسطينية

صرَّح كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، بأنَّ السلطة الفلسطينية ستحل نفسها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع "إسرائيل" تكون نتيجته دولتين لشعبين بحلول نهاية العام.

وأوضح عريقات خلال حديثه في حلقة نقاش في القدس الجمعة تحت عنوان “حان الوقت للشرعية الدولية”، التي نظمتها مجلة “فلسطين إسرائيل”، قائلًا إنَّ "اللجنة التي شكلها المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال اجتماعه الأخير في آذار/ مارس قررت تحديد مهلة أمام إسرائيل كملاذ أخير".

وأضاف: "سيكون على إسرائيل أن تختار قبل نهاية العام: إما أن يكون لدينا عقد وشراكة تؤدي إلى حل الدولتين، أو ستكون المسؤولة الوحيدة عن المناطق والسكان من نهر الأردن وحتى البحر الأبيض المتوسط”، موضحا: "لا يمكن لهذا أن يستمر".

وتساءل عريقات ساخرًا: “هل نتوقع مفاوضات مع حكومة نتنياهو؟ لا، لقد أوقف المفاوضات، جميعكم تدركون ذلك… على ماذا ستتفاوض مع الفلسطينيين؟ هل بإمكان نتنياهو نطق العدد 1967؟ هل بإمكانه وضع خارطة على الطاولة؟".

وهاجم عريقات اقتراح نتنياهو الأخير بترسيم حدود الكتل الاستيطانية التي ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في أي حال من الأحوال.

 وقال نتنياهو لوزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني الأسبوع الماضي، إنَّ "إسرائيل على استعداد لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وترسيم الحدود للكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، في تغير حاد من موقف طويل الأمد، وورد أن نتنياهو أظهر استعداده للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين تشمل تنازلات إسرائيلية عن أراض في الضفة الغربية.

ورحب نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع، بالفكرة العامة التي تقف وراء مبادرة السلام العربية، وهي اتفاق إقليمي بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة.

وأشار ممثل الإتحاد الأوروبي المنتهية ولايته في الأراضي الفلسطينية السفير جون غات روتر، في حلقة النقاش إلى أنَّ إمكانية التخفيض في العلاقات الأوروبية الإسرائيلية إذا لم تعد إسرائيل إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.

وتابع غات روتر في إشارة منه إلى "إسرائيل"، إنَّ “هناك اقتراح في الإعلام، في المجال العام، عن علاقة معينة تمر في أوقات عصيبة”، وأضاف: "أعتقد أنه قد يكون لهذا الانطباع تأثير على حسابات القادة”.
وقال الدبلوماسي الأوروبي أنه "على الرغم من أن فرص النجاح القليلة، سيكون الإتحاد الأوروبي شريكا في التوسط في أتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

وجاءت تصريحات غات روتر في أعقاب زيارة قامت بها في الأسبوع الماضي وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي موغيريني إلى تل أبيب، والتي شدَّدت أيضا على ضرورة استئناف محادثات السلام بين الاحتلال والفلسطينيين بأسرع وقت ممكن، حيث قالت إن "الوضع الراهن الذي لا تجري فيه القيادة من الطرفين محادثات دبلوماسية لأكثر من عام لا يمكن أن يستمر”.

واسترسل: "على الرغم من كون الاتحاد الأوروبي عضوا في اللجنة الرباعية للشرق الأوسط إلى جانب الولايات المتحدة، لعب دورا ثانويا مقارنة بدور الولايات المتحدة في العملية السلمية، وهو موقف سيتغير قريبا، بحسب كما تعهد غات روتر.

وأردف: “نحن عازمون تماما، أكثر من أي وقت مضى، على لعب دور سياسي على الطاولة، بإمكاننا أن نجلب إلى الطاولة في نهاية المطاف قوة علاقاتنا مع الطرفين”.

وبيَّن: "حقيقة أن أول زيارة قامت فيها موغريني بعد تسلم منصبها كانت إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، على الرغم من وجود أزمات إقليمية ملحة أخرى، تُثبت مستوى الالتزام الأوروبي بالعلمية السلمية، وبات بالإمكان إحياء محادثات السلام المتوقفة من خلال زيادة الدور الأوروبي إلى جانب الأميركيين".

واستدرك: “إذا تمكنا نحن والأميركيون من تنسيق أعمالنا ومواقفنا، قد يكون لذلك مساهمة جادة”، مضيفا، “كانت هناك محاولات متقطعة في الماضي، ولكنها كانت متقطعة فقط، في الواقع، من المنصف القول أنه كان هناك طرف ثالث واحد على الطاولة، نرغب بأن نكون على الطاولة أيضا".

وذكرت تقارير أن تم وضع مسودة اقتراح فرنسي يهدف إلى استئناف المحادثات بين الجانبين مع تحديد جدول زمني لمدة 18 شهرا على الرف في أعقاب ضغوط أمريكية في انتظار التوصل إلى اتفاق نهائي بين مجموعة 5+1 وإيران حول الشأن النووي في وقت سابق من هذا الشهر.

وأشار غات روتر إلى أنه من أجل أن تكون المحادثات ذات مصداقية، خصوصًا في نظر الفلسطينيين، يجب تحديد "نهاية اللعبة"؛ ولكنه لم يقم بإعطاء تفاصيل حول والمعايير التي ستضعها أوروبا قبيل المحادثات.
وأشار السفير الأوروبي أيضا إلى أن غزة هي مسألة أخرى لم تتطرق إليها أوروبا بالشكل الكافي وقال: "لم يكن هناك لأحد إستراتيجية حقيقية بشأن غزة”، وأضاف: "نتيجة لما نراه من غياب إستراتيجية، لا توجد سوى مشاكل، علينا التفكير في غزة من الناحية السياسية أكثر من الناحية الإنسانية".