القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
بدأت عائلة جندي إسرائيلي أعلنت كتائب عز الدين القسام عن أسره خلال العدوان الأخير على قطاع غزة ، حملة لاسترجاعه ضمن صفقة تبادل أسرى ما بين إسرائيل وفصائل المقاومة.
وذكر موقع القناة العبرية العاشرة، صباح الأربعاء، أن عائلة الجندي شاؤول أرون، الذي فقدت آثاره في غزة وأعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس عن اختطافه خلال الحرب الأخيرة على غزة، بدأت بحملة لإعادته لإسرائيل.
وحسب الموقع، فإن العائلة بدأت أمس الثلاثاء بلقاء مع الصليب الأحمر الدولي في تل أبيب، مطالبةً الجيش الإسرائيلي بتغيير إعلانه من جندي ميت غير معلوم مكان دفنه إلى جندي مفقود وإتاحة الفرصة أمام التحرك الدبلوماسي من أجل الحديث مع "حماس" بشأنه.
وكانت سلطات الاحتلال اعترفت بانها فقدت جثتي جنديين إسرائيليين خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة، فيما كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الأربعاء، عن العدد الحقيقي لمصابي جيش الاحتلال في العدوان على غزة، والذي وصل إلى 1620 جنديًا.
وأكدت الصحيفة في تقرير نشرته مساء الثلاثاء أن المجتمع الإسرائيلي كان ينظر للجنود المصابين في غزة من مبدأ "المهم أنه بقي على قيد الحياة"، إلا أن معاناة الجنود الجرحى بدَّدت هذه المقولات، بعد بقاء الكثيرين منهم في طور العلاج التأهيلي حتى الثلاثاء، ومنهم من تسببت المقاومة بفقدانه القدرة على المشي.
وكشفت الصحيفة أيضًا عن اعتراف الجيش الإسرائيلي بـ 500 من جنوده معاقين جراء إصابتهم في العدوان على القطاع، في حين تبلغ ميزانية شعبة التأهيل في الجيش 3.3 مليار شيكل سنويًا.
ونقلت الصحيفة شهادة من أحد الجنود الذين اشتركوا في المعركة البرية في القطاع ويدعى "ليؤور يلين" من كيبوتس "بئيري" شرقي القطاع، وهو نجل رئيس مجلس مستوطنات أشكول "حاييم يلين"، وأصيب بعدة طلقات في رجليه على يد مجموعة مقاومة من حماس في إحدى أقوى اشتباكات العدوان، ولا زالت إحداها في رجله اليسرى.
ويضيف يلين في هذا السياق "المهم أنني لست وحدي، فطلقة حماس ترافقني، كما أن الأهم أن رأسي لا زال على جسدي"، في حين بقي يلين يتنقل على كرسي متحرك منذ انتهاء العدوان، حتى تمكن أخيراً من العودة للمشي.
وتحدث يلين عن الاشتباك الذي خاضتها مجموعته مع مقاتلين من حماس شرقي الشجاعية في الـ 22 من تموز/ يوليو قائلاً: "تعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق ازدحامًا وتوجد بها مقرات قيادية لحماس، واستمر القتال قرابة الـ 5 ساعات، تلقينا فيها الكثير الكثير من النيران عبر عشرات المقاومين، حاولوا خلالها مفاجأتنا طوال الوقت، وفي المرحلة الأخيرة، وعندما حاولنا صد هجوم من الأنفاق أصابتني صلية كلاشنكوف من المباني المرتفعة القريبة".
ونتيجة لتلك الصلية أصيب يلين برجليه بشكل مباشر، ومن شظايا دخلت في يده ووجهه، وتم نقله على عجل وفي حالة متوسطة إلى مستشفى "سوروكا" ببئر السبع لتلقي العلاج.
ووصف يلين الجحيم الذي يعيشه قائلاً "لا يمكن لأحد أن يفهم عمق المأساة التي مررنا بها، ولا يمكن أن يفهم أحد ما الذي يعنيه فقدان الأصدقاء في الحرب والتعرض لمشاهد القتل والدماء، والكثيرون ينظرون إلى الإصابات الطفيفة على أنه خدش فقط ولا يعلمون ما تعني".
ولفت إلى أنه عاد إلى منزله بعد علاجه الأولي في المستشفى وبقي خطر الصواريخ يتهدده في كيبوتس "بئيري" حتى انتهاء العدوان.
ودعا يلين إلى منح الجنود الذين اشتركوا في العدوان فرصة تفريغ ما بهم من آلام، لأن الكثيرين لا يعلمون ما حصل مع الجنود هناك، "وللأسف نحن نعيش في دائرة موجات الحروب، والذي لا يتوقف لحظة، ليفكر بالذي حصل معه فهو في مشكلة كبيرة".
كما نقلت الصحيفة شهادة جندي آخر ويدعى " شاؤول حنوني" من العفولة، الذي قال لنفسه قبل خروجه للعدوان إن هذا العدوان سيكون الأخير الذي يشترك به ويتطوع للاحتياط، ولكنه أصيب بجراح خطرة بعد سقوط قذيفة هاون على رؤوس الجنود في أحد أماكن تجمعهم قرب كيبوتس " بئيري"، وقتل أيضاً في تلك العملية 4 جنود، في حين أجريت له عمليات جراحية وعلى مدار الأشهر الماضية، قبل أن يتمكن من العودة للبيت.
وتحدث حنوني عن الحادثة التي وقعت في الـ 28 من شهر تموز، حين تجمع الجنود قرب كيبوتس "بئيري" للاستراحة وشحن هواتفهم النقالة، وأضاف "وفجأة سقطت علينا قذيفة هاون بلا سابق إنذار، وتسببت إحدى الشظايا بتهشيم يدي وقطع شريان رئيسي فيها".
وأشار إلى أنه لا يمكنه العودة للحياة الطبيعية فصور الجنود القتلى تلاحقه أينما حل وارتحل.
ونقلت الصحيفة شهادة الجندي المصاب "سرحين البرنت"، والذي قال إن ما جرى معه من أصعب التجارب البشرية التي مر بها إنسان، فأصيب بجراح عندما كان يحاول إنقاذ قائد فصيل في الكتيبة 202 من لواء المظليين وعدد من الجنود بعد انهيار حائط عليهم شرقي خانيونس في الـ 27 من أيلول الماضي.
وأضاف وجسده يرتجف "مهمتنا كانت البحث عن أسلحة في أحد الأحياء، وقمنا بتطهير عدد من المنازل، وفي البيت الأخير فجروا بنا عبوة ناسفة كانت مثبتة على إحدى الجدران، ودفنت مجموعتي كاملة، بما فيهم قائد الفصيل تحت ذلك الجدار، وكنا على بعد 15 متر من تلك القوة وبدأنا بإنقاذهم تحت وابل من إطلاق النار التي شملت قذائف ال RPG والقنابل اليدوية والسلاح الرشاش".
وتحدث عن تمكنهم من سحب 7 جنود من تحت الجدار والذين عانوا من إصابات مختلفة، ولكنه وعندما قام بإنقاذ قائده تلقى طلقة من داخل إحدى الأنفاق القريبة وأصيب بجراح طفيفة.