الاحتلال ينتقم من أهالي مدينة القدس

تفرض سلطات الاحتلال إجراءات عقابية جماعية على أهالي القدس، ردًا على عمليات المقاومة الأخيرة في المدينة وضواحيها، مستغلة بذلك عمليات المقاومة الأخيرة، حيث أغلقت مداخل الأحياء السكنية الفلسطينية بالمكعبات الإسمنتية ولم تبق إلا عدد محدود جدًا من المداخل التي نصبت عليها حواجز عسكرية لتفتيش الأهالي ومركباتهم والحد من حرية الحركة لديهم.

وباتت أحياء القدس مغلقة، ومغادرتها والدخول إليها يتم عبر حواجز جيش وشرطة الاحتلال التي تواصل التنكيل بالمواطنين وخصوصًا أسر وأهالي رجال المقاومة الذين نفذوا عمليات ضد الاحتلال ومستوطنيه خلال الفترة الماضية.

وفجرت سلطات الاحتلال فجر الأربعاء منزل الشهيد عبد الرحمن الشلودي، في حي البستان في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، بقرار عسكري صدر عن "قائد الحكم العسكري"، وبإيعاز من رئيس وزراء حكومة الاحتلال ووزير الأمن الداخلي.

واقتحم العشرات من أفراد قوات الاحتلال برفقة خبراء متفجرات، وبمساندة مروحية، حي البستان بعد منتصف الليلة، وبعد محاصرة منزل الشهيد الشلودي داهمت البناية المكونة من 5 طوابق، وأجبرت السكان على الخروج منها خلال دقائق ولم تسمح لهم بأخذ أغراضهم أو مقتنياتهم الخاصة، كما أخلت 3 منازل مجاورة للبناية، تعود لعائلات القيمري وأبو رجب وقعقور، ثم احتجزت السكان أكثر من 4 ساعات في خيمة اعتصام الحي.

وأوضح شاهد عيان أنَّ قوات الاحتلال، أخذت القياسات للبناية وللشقق المجاورة، كما أجبرت السكان على سحب سياراتهم من المنطقة، ثم شرعت بزرع المتفجرات "الديناميت"، وفجرت المنزل عند حوالي الساعة 3:45 فجرا، وسط تكبيرات السكان، مضيفًا أنَّ عملية تفجير المنزل ألحقت أضرارًا في المنازل المجاورة.

وكان الشلودي استشهد بتاريخ 22-10-2014، بعد انحراف مركبته عن مسارها في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، حيث أطلق حراس "القطار الخفيف" عليه 3 رصاصات أدت إلى استشهاده بعد ساعات من إصابته، بعد تركه فترة طويلة مكان وقوع الحادث دون تقديم العلاج الفوري إليه وعدم نقله إلى المستشفى.

ويعتبر هدم منزل الشلودي والتهديد بهدم منازل شهداء القدس "العكاري وجعابيص وأبو الجمل وحجازي" مخالف للقوانين والاتفاقات الدولية، خصوصًا اتفاق "جنيف" الرابع 1949: المــادة 33، والتي تنص بأنَّه "لا يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصيًا، وتُحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد أو التطرف".

وعلى ضوء اشتعال المقاومة في القدس نتيجة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى برفقة مسؤولين من الاحتلال في الكثير من الأحيان، كشفت القناة العبرية العاشرة الليلة الماضية عن توجه أمني يقضي بمنع مسؤولي الاحتلال من دخول المسجد الأقصى المبارك.

وأرجعت القناة هذا المنع إلى ما قالت إنه "الأوضاع الأمنية المتوترة" في مدينة القدس المحتلة، مشيرة إلى أن ذلك قد يخفف من حالة الاحتقان التي تسود المنطقة.