باراك أوباما و حسن روحاني

أعلن القائد الأعلى الإيراني حسن روحاني عن دعمه للرئيس السوري بشار الأسد، مبديًا تمسكه ببقائه على رأس السلطة السورية لمحاربة "داعش"، وذلك بعدما عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطط نظيره الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط أثناء القمة الـ 70 للأمم المتحدة.

وصرّح حسن روحاني في اجتماع مع بعض العلماء وقادة الفكر، بأن إيران سوف تتعاون مع أي دولة تضع محاربة التطرف على رأس أولوياتها، ولكنه أصر على أن طهران لن تعمل مع أي حكومة تسعى إلى تغيير النظام السوري.

وأفاد روحاني في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأحد: "أعتقد أن الكل يوافق على أن الرئيس الأسد يجب أن يبقى على رأس السلطة، حتى يمكنه أن يحارب التطرف".

وجاءت ملاحظات روحاني على هامش الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة، حيث تنظم روسيا والولايات المتحدة تحالفًا حول مستقبل سورية.

ويذكر أن بوتين وأوباما على وشك إعطاء خطابين قبالة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ثم يتواجها في أول لقاء رسمي لهما في العامين الأخيرين في ظل توترات بين البلدين.

وسخر بوتين قبل اللقاء الحاسم، من جهود الولايات المتحدة في الحرب في سورية، والتي قادت إلى مد من اللاجئين في الدول المجاورة وأوروبا بأسرها.

وأوضح بوتين أن موسكو، التي أرسلت هذا الشهر دبابات وطائرات حربية إلى قاعدة عسكرية روسية في سورية، كانت تحاول خلق إطار من العمل المشترك لحل الصراع داخل سورية.

وفي حوار مع برنامج "60 دقيقة" لقناة "سي بي إس" الأميركية الأحد قال بوتين: "نحن ندعم الحكومة الشرعية في سورية، ونرحب بأي عمل مشترك لتوحيد الجهود المتضافرة ضد التطرف".

ووصف تدريب الولايات المتحدة لعناصر المعارضة في سورية بأنه غير شرعي وغير مؤثر، وأضاف أن دمشق ينبغي أن تكون طرفًا في أي جهود دولية لمحاربة "داعش"، كما سخر من خطط تدريب 4500 مقاتل سوري لمحاربة "داعش" مفيدًا: "انتهى الأمر إلى تدريب 60 مقاتلًا فقط من قوى المعارضة المزعومة، 5 أو 6 أشخاص فقط منهم يحملون سلاحا فعليًا".

ونفى بوتين نية روسيا نشر قوى أرضية في سورية، موضحًا: "روسيا لن تشارك في أي عمليات أرضية في الأراضي السورية أو أي دولة أخرى، على الأقل ليس في خططنا الآن".

وأشار إلى خطر متطرفي "داعش" العائدين إلى بلادهم عقب انتهاء الحرب في سورية، وتابع: "هناك أكثر من ألفي مقاتل في سورية من دول الاتحاد السوفييتي السابق، بدلًا من انتظار عودتهم إلى بلادهم، يجب أن نساعد الرئيس الأسد على محاربتهم داخل سورية".

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، أن روسيا والولايات المتحدة سوف تشاركان في محادثات السلام السورية في تشرين الأول / أكتوبر المقبل، بالاشتراك مع إيران، السعودية، تركيا، ومصر.

وأضاف ميخائيل بوجدانوف في تصريحات لـ "ريا نوفوستي" حول الموضوع: "هناك أربع مجموعات عاملة يجب أن تتشكل في جينيف، وهم اللاعبون المؤثرون خارج سورية، أعتقد أنه سوف يقام في أكتوبر عقب انتهاء أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة".

ويبدو على أرض الواقع، أن روسيا بدأت بالفعل في تجميع الأطراف مع بعضها من خلال الاتفاق مع العراق وسورية وإيران أن ضباطهم وسوف يعملون معًا في بغداد لتبادل المعلومات الإستخباراتية حول "داعش".

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أنه على الرغم من الخلافات الحادة، إلا أن موسكو وواشنطن تتقاسمان الرغبة في العمل معًا على الملف السوري، وذلك بعد لقاء مع نظيره الأميركي جون كيري الأحد.

وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء المناورات الروسية في سورية، وأصرّت أن أوباما لن يدع بوتين يفلت بفعلته في أوكرانيا، بعد أن دمر علاقاته مع الغرب عن طريق الاستيلاء على شبه جزيرة القرم وتأجيج الصراع الانفصالي فيها.

وأبرز مسؤول كبير في وزارة الخارجية: "نحن فقط في بداية محاولة لفهم ما هي نوايا الروس في سورية والعراق، ومحاولة معرفة ما إذا كان هناك طرق للمنفعة المتبادلة هناك".

وكانت واشنطن طالبت بتنحي الأسد، معتبرة أنه المسؤول عن الغالبية العظمى من قتلى الحرب السورية الذين وصل عددهم إلى 240 ألف قتيل، ولكن حالة الفوضى التي خلقها "داعش" دفعت مؤيديه إلى تقديمه باعتباره الخيار الوحيد.