خطاب نتنياهو أمام الكونغرس

هاجم رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي السابق مئير داغان،  رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أنَّه ألحق ضررًا كبير بـ"إسرائيل" طوال فترة رئاسته للحكومة، مشددًا على أنَّ خطابه في الكونغرس، لم يحقق أي نتيجة تذكر، بل زاد العلاقة مع الإدارة الأميركية سوءًا ولم يؤثر على من يدير المفاوضات مع إيران.

وأكد داغان في مقابلة حول خطاب رئيس الحكومة في الكونغرس مع القناة العبرية الثانية الليلة الماضية، أنَّ "الخطاب لم يسبب أي تغيير في موقف المفاوضين، شعرت بأنَّ خطابه موجه للإسرائيليين أكثر من الأميركيين، لو أنَّ نتنياهو أجرى زيارات إلى روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا بعد يوم من الانتخابات، وبعدها زار الولايات المتحدة كان سيؤثر كثيرًا'. 

وأبرز بشأن العلاقات الشخصية السيئة بين أوباما ونتنياهو ومدى تأثيرها على العلاقة بين البلدين، أنَّ "رؤساء الدول بشر أيضًا والعلاقة الشخصية مهمة جدًا، لأنَّ الرئيس يجب أن يشعر بالثقة ليستطيع التحدث بحرية وصدق مع نظيره، ويمكن أن يؤثر أيضًا على القرارات المتخذة".

وأبدى داغان قلقًا شديدًا من إمكانية حصول إيران على سلاح نووي، واعتبر أنه في حالة حصول ذلك فيكون من الصعب العيش مع تهديد كهذا، وأن هناك طرق أخرى تستطيع إسرائيل سلكها لمنع هذا التهديد غير خطاب أجوف في الكونغرس، والفرصة ما زالت متاحة لاتخاذها.

وفي فترة تولي داغان رئاسة الموساد، نشرت الصحافة الكثير من حالات الاغتيال لعلماء نوويين إيرانيين، ورفض داغان التطرق إلى هذه الحالات أو الاعتراف بأنَّ "إسرائيل" من يقف خلفها؛ لكنه قال إنَّه "عندما يغتال أحد العلماء، ينمو عند الآخرين شعور سيء، ويجعلهم أقل استعدادًا ورغبة للاشتراك في برامج نووية مماثلة".

وحول آخر عامين من ولاية داغان، عندما كان نتنياهو يشغل منصب رئيس الحكومة وإيهود باراك يتولى وزارة الأمن، كانت هناك الكثير من الجلسات التي خطط فيها لمهاجمة مفاعلات إيران النووية، لكن أي منها لم يخرج لحيز التنفيذ، وبحسب داغان، حاول نتنياهو وباراك مرات عدة تنفيذ الهجمات، لكن رؤساء كل الفروع الأمنية رفضوا ذلك وعارضوا بشدة تلك القرارات، وبصعوبة شديدة تم منعها.

وتساءل داغان "لماذا لا تحاول إسرائيل البدء بمحادثات سلام مع إيران، إذا كانت هناك إمكانية للتفاوض مع الفلسطينيين حول السلام والحرب، فلماذا لا نتفاوض مع إيران حول ذات الموضوع، هذه القضية تشكل إحدى أهم مركبات حاضرنا ونتنياهو هو من أثارها".

وعقب على موضوع العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية بالقول "ارتكبت أخطاء كارثية في عهد نتنياهو، لم يستطع نتنياهو ردع حماس أو إسقاطها، نحن اليوم في حالة ما بعد وقف إطلاق النار من الممكن أن تنتهي في أي لحظة، وبالتأكيد هذا ليس إنجازًا".

وأعرب عن قلقه الشديد حول مستقبل دولة "إسرائيل" تحت قيادة نتنياهو، مبرزًا أنَّ لديه علامات سؤال كثيرة حول إذا ما كانت القيادة تقود "إسرائيل" لوضع أمني هش، قائلًا "لا أريد لأحفادي أن يكبروا في دولة ثنائية القومية أو دولة أبرتهايد، هذه هي نهاية الحلم الصهيوني".