حكومة الاحتلال الإسرائيلي

فجر رئيس جهاز مخابرات الاحتلال "الموساد" الأسبق شفطاي شفيط، موجة من التساؤلات في الحلبة السياسية لدى الاحتلال، بشأن إمكان انهيار المشروع الصهيوني في المنطقة، والمتمثل في دولة "إسرائيل" واستمرارها على أنقاض الشعب الفلسطيني المشرد في بقاع العالم.

ولقي تحذير شفيط بشأن انهيار المشروع الصهيوني بسبب السياسات غير العقلانية التي تتبعها حكومة بنيامين نتنياهو، اهتمامًا في الأوساط السياسية والإعلامية العبرية، خصوصًا وأنَّ ذلك التحذير جاء من مرجعية عسكرية وأمنية بارزة.

وأكد الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد"، شفطاي شفيط، أنَّ "إسرائيل" تواجه التحديات الإستراتيجية بعمى وبجمود فكري وسياسي، بشكل لا يدفع إلى الاطمئنان على مصير المشروع الصهيوني برمته.

و نشر شفيط، مقالًا الاثنين الماضي على موقع صحيفة "هآرتس" تساءل فيه "كيف حدث أنه في الوقت الذي أصبح مصيرنا متعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، تحرص حكومتنا على توتير العلاقات مع واشنطن على هذا النحو".

وواصل شفيط الذي يُعتبر من أهم رؤساء جهاز الموساد، طرح أسئلته الصعبة "كيف حدث أنَّ أوروبا التي تمثل السوق الأكبر لنا تغلق أبوابها أمامنا وتوشك على فرض عقوبات علينا"، مستهجنًا من رهانات تل أبيب على تعزيز العلاقات مع كل من روسيا والصين.

وأشار شفيط إلى أنَّه بفعل السياسات الاحتلالية تعاظمت الكراهية لليهود بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، في حين أنَّ الدعاية والدبلوماسية الإسرائيلية تنتقل من فشل إلى آخر، في الوقت الذي يحقق فيه الفلسطينيون انجازات كبيرة ومهمة، منوهًا إلى أنَّ "إسرائيل" تخسر مواطن تأييدها في الأكاديميات الغربية، لاسيما في الولايات المتحدة، وأهمها على صعيد الطلاب اليهود الأميركيين، الذين باتوا غير مستعدين للدفاع عن السياسات الإسرائيلية الرسمية.

ولفت شفيط إلى تعاظم حركة المقاطعة الدولية على الاحتلال، واشتداد أثرها وانضمام عدد كبير من النخب اليهودية المثقفة إليها، معتبرًا أنَّ حرب غزة الأخيرة تدلل على أنَّ الاحتلال مصاب بعمى استراتيجي، موضحًا أنَّه استخدم كل قوته العسكرية في هذه المواجهة غير المتناسبة مما قلص من قوة ردعها.

وبيّن أنَّ الجدل المحتدم في حكومة الاحتلال يدلل على تهاوي روح التضامن في المجتمع الصهيوني "التي تمثل إحدى ضمانات بقائنا هنا"، على حد تعبيره، مشددًا على أنَّ أكثر ما يدلل على الخطورة التي تواجه المشروع الصهيوني حقيقة أنَّ مزيدًا من المستوطنين يتهافتون للحصول على جواز السفر الأجنبي، بسبب تدهور الشعور بالأمن الشخصي لديهم.

وأوضح شفيط أنَّ ما يفاقم الشعور بالقلق لديه حقيقة أنَّ التيار الديني الصهيوني، الذي بات يهيمن على الكثير من دوائر صنع القرار، معني باندلاع حرب دينية مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين، محذرًا من أنَّ سلوك هذا التيار سيفضي إلى توحيد العالم الإسلامي ضد "إسرائيل".

وشدَّد على أنَّ المخرج الوحيد الذين يضمن بقاء المشروع الصهيوني هو التعاطي بإيجابية مع المبادرة السعودية، مشددًا على ضرورة فتح قنوات اتصال سرية مع مصر والسعودية لإنهاء الصراع بناءً على ما جاء في المبادرة، مشكّكًا في نوايا وقدرة نتنياهو على الإقدام على مثل هذه الخطوة بسبب وقوعه تحت تأثير التيار الديني الصهيوني.