القدس المحتلة ـ وليد ابوسرحان
أثار قرار رئيس الكنيست الإسرائيلي السابق أبراهام بورغ الانضمام إلى حزب "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، أكبر الأحزاب الفلسطينيية في الأراضي المحتلة عام 1948، صدمة في الساحة السياسية والحزبية في إسرائيل، وطرح الكثير من التساؤلات في شأن الدوافع التي تقف وراء ذلك. وانتقدت قوى اليمين واليسار الإسرائيلية، الخطوة، على اعتبار أنَّ الجبهة المذكورة ترفع علم العداء لـ"الساميّة".
وشارك بورغ، في مدينة الناصرة، مساء السبت، في مؤتمر "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، معلنًا عن تأييده له، وطالبًا الانتساب إلى عضويته.
ورحب رئيس كتلة "الجبهة" النائب محمد بركة بانضمامه معتبرًا أنَّ "انضمام بورغ لنا هو أمر مهم ومحط فخر".
وأكّد بورغ، اليهودي المتدين، وابن الزعيم السابق لحزب "المفدال" (حزب المستوطنين) يوسف بورغ، أنَّ "هذه كانت المرة الأولى في حياته التي يحضر فيها نشاطًا سياسيًا في يوم السبت، فاليهود عادة يحافظون على قدسية السبت كيوم راحة، إلا في حال وجود خطر على الحياة".
وأبرز بورغ، أثناء كلمته أنه "يرى في الأوضاع الراهنة، التي تعيشها إسرائيل، مسألة حياة أو موت، لذلك قرر أن يخرق عادته، وحرمة السبت".
كما أعلن أنه "قرر هجر أحزاب القومية اليهودية، التي تدير سياسة استعلاء قومي على العرب والفلسطينيين، والانضمام إلى حزب يهودي عربي، مثل الجبهة، لأن هناك مصلحة في إحداث هزة للمجتمع الإسرائيلي، والحركة السياسية فيه".
وأعرب عن "خجله" من قيادة إسرائيل في الأعوام الأخيرة، لاسيما حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أدّى إلى تدهور مصالح إسرائيل، وألحق أضرارًا فادحة بحياة المواطنين ومستوى معيشتهم، وهدد بكارثة للشعب الفلسطيني".
وأضاف أنَّ "هناك تطرفًا أعمى لدى القيادة الإسرائيلية، يتناقض مع القيم اليهودية التي تربيت عليها، وأنا أردُّ بهذه الخطوة على تلك السياسة المجنونة".
في المقابل، انتقد المتطرفون هذه الخطوة، واعتبروها "آخر محطة في خيانة التاريخ والمبادئ"، كما اعتبرها زميل بورغ في حركة "السلام الآن" يوسي بيلين، خطأ.
وكتب بيلين في شأنها أنه "لا يعتبر الانضمام إلى الجبهة جريمة، لأنها حزب مشروع، تتوفر فيه عناصر الديمقراطية، ولديه تاريخ مثير للاهتمام (على سبيل المثال دعم قرار التقسيم عام 1947، وريادته في طرح حل الدولتين)، لكن "الجبهة ليست حزبًا ساميًّا، وإذا شئت فهي ضد الساميّة، وتعتبر الساميّة إكراهًا واحتلالاً وتنكيلاً وسلبًا".
يذكر أنَّ بورغ، البالغ من العمر 59 عامًا، قد تبوأ عددًا من أهم المناصب في إسرائيل، وخدم في مطلع شبابه في الجيش، وجرى تسريحه منه في سن الثامنة والعشرين، وانضم إلى حركة "سلام الآن"، ثم إلى حزب "العمل"، وانتخب رئيسًا للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في عام 1988، وأصبح وزيرًا لاستيعاب المهاجرين في حكومة إسحاق رابين، ثم انتخب رئيسًا للوكالة اليهودية، ورئيسًا للمؤتمر "السامي" العالمي.
وعاد إلى الكنيست وانتخب رئيسًا له، كما أصبح رئيسًا موقتًا للدولة العبرية، لشهور عدّة، في الفترة ما بين استقالة عيزر فايتسمان، وانتخاب موشيه قصاب.