تهديد من تنظيم داعش المتطرف

وجّه مقاتل ملثم منتمي إلى تنظيم "داعش"، رسالة بالفرنسية إلى المواطنين في فرنسـا تعهد خلالها بأن تمتلئ شوارع العاصمة باريس بجثث القتلى، قبل أن يطلق النار على رأس جندي سوري ويركل جسده من أعلى جرف صخري.

وتعمد المتطرف الصراخ في وجه الكاميرا أثناء تسجيل فيديو عملية الإعدام الوحشية بواسطة كاميرا عالية الوضوح، وأخبر المشاهدين بأن "داعش" تحب الموت مثلما يحبون هم الحياة، مشجعًا المجموعات المؤيدة للتنظيم في فرنسا على تنفيذ المزيد من الهجمات المتطرفة داخل البلاد.

وتأتي هذه التهديدات الأخيرة بعد سلسلة من الهجمات التي تبناها "داعش" في فرنســا هذا العام، بما في ذلك مذبحة تشارلي إبدو التي وقعت في السابع من كانون الثاني/يناير، وأسفرت عن 12 قتيل، وكذلك عملية الذبح المروعة بحق مالك لشركة توصيل بالقرب من ليون والتي وقعت في 26 من حزيران/يونيو.

وصوّر التنظيم فيديو الإعدام للجندي السوري الأربعاء، وجاء بعد رسالة التهديد في ريف حماة وهي المنطقة التي يسيطر عليها "داعش"، ثم قام بعدها مكتب الدعاية التابع للتنظيم بنشر الفيديو على مواقع الإنترنت، وزعم ذلك المتطرف بأنه واحد من بين 500 مواطن فرنسي آخر يجاهدون ضمن تنظيم "داعش" في الشرق الأوسط، كما أعلن أن رسالته لا يوجهها فقط للمواطنين الفرنسيين وإنما أيضًا للمجتمع الدولي وكل شخص يحارب الله ورسوله.

وأصدر "داعش" العدد الجديد من المجلة الدعائية باللغة الفرنسية التي تشاركها مؤيدي التنظيم على نطاق واسع من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قبل يوم من تسجيل الفيديو، وأشاد "داعش" في الإصدار الجديد من مجلتها بالهجوم المتطرف الذي وقع الشهر الماضي بالقرب من مدينة ليون من قبل سائق التوصيل ياسين صالحي البالغ من العمر 35 عامَا الذي أقدم على ذبح رئيسه في العمل هيرفييه كورنارا والتقط بعدها صورة سيلفي مع رأسه المقطوعة بعد الكتابة عليها باللغة العربية، ثم اصطحب هذه الجثة إلى مصنع الغاز المجاور الذي كان يأمل بتفجيره ولكن محاولته باءت بالفشل ومن ثم قام بتعليق رأس السيد كورنارا على السياج وأحاطها برايات إسلامية.

ولم يكن صالحي يخفى عن الجهات الأمنية منذ عام 2006، ولكن عند اعتقاله تبين بأنه لم يكن لديه سجل إجرامي، وبالتالي أسقطت عنه تحقيقات "التطرف المحتمل" عام 2008، ولكن مصادر مقربة من التحقيق ذكرت أن صالحي كان متطرفًا منذ أكثر من عقد من الزمن بعد تواصله مع معتنق الإسلام فريدريك جان سالفي - المعروف باسم "علي" – والذي يشتبه به في التحضير لهجمات في اندونيسيا مع مسلحي "القاعدة".



وعلي الرغم من أن صالحي زعم قيامه بذلك الهجوم المتطرف لمروره بمصاعب في عمله ومنزله، إلا أن "داعش" أشاد بذلك العمل لأنه في نظرهم وفقًا لـ"فوكاتيف Vocativقد أضر بمصالح أعداء الله، وجاء هجوم صالحي بعد ستة أشهر من مذبحة تشارلي إبدو التي راح ضحيتها 17 شخصا.



وأكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن فرنسا تواجه "تهديدات متطرفة كبيرة" تحتاج إلى وقت طويل لمواجهتها، مضيفًا أن هناك 1,537 من المواطنين الفرنسيين أو المقيمين في فرنسـا مدرجين ضمن شبكة متورطة في كونها متطرفة ، ويعتقد بأن من بينهم 442 يقاتلون الآن في سورية بينما قتل منهم 97 شخصًا.