فرحة فتوحات "داعش" في الرمادي

أقام تنظيم "داعش" استعراضًا عسكريًا في أعقاب الاستيلاء على مدينة الرمادي العراقية المهمة في موجة من العنف وعمليات قطع للرؤوس، حيث انتشرت الجثث المشوهة في الشوارع على أعتاب العاصمة بغداد.

وذبح التنظيم ما يقرب من خمسمائة شخص في الوقت الذي اضطر فيه ما يقرب من خمس وعشرون ألفًا للفرار من منازلهم خلال الأيام القليلة الماضية.

وأوضح المتحدث باسم محافظ الأنبار مهند هايمور، أنَّه لا يوجد إحصاء دقيق بشأن أعداد القتلى.

ومن الممكن أن يصل عناصر "داعش" إلى العاصمة العراقية خلال الشهر المقبل.

نشر "داعش" صور الاحتفالات وظهرت في هذه الصور الأطفال وهم يحملون الأسلحة الآلية ويعتلون شاحنات "بيك آب"، التي تحمل مقاتلي التنظيم المبتهجين وتجوب شوارع الرمادي الملطخة بالدماء.

ويظهر في شريط فيديو رجلًا يحمل تعابير بالرعب اعتقل من قبل المسلحين وقد تم تصويره قبل قطع رأسه بوحشية. في حين شنَّ المقاتلون الشيعة هجومًا مضادًا من أجل استعادة المدينة، إلا أنَّ هذا النوع من التكتيكات يؤدي لإشعال حرب شاملة في المنطقة.

وأوضح شهود عيان أنَّ عناصر "داعش" يتجهون شرقًا تجاه قاعدة الحبانية العسكرية، التي تبعد حوالي عشرون ميلًا شرق الرمادي، حيث يتجمع رتلًا عسكريًا مكون من ثلاثة آلاف من القوات الشيعية شبه العسكرية.

وأشار الأستاذ غاريث ستانسفيلد، إلى أنَّه إذا كان "داعش" يعتزم الوصول إلي بغداد فإن هذا سيكون بمثابة المذبحة المطلقة ما بين السنة والشيعة.

وأضاف أنَّ "داعش" حقق الكثير من النجاحات ويتحرك بوتيرة سريعة ما يعني أن بغداد تواجه مخاوف حقيقية من هذا التنظيم سواء على صعيد القوات الموجودة خارج بغداد أو الخلايا الموجودة بالفعل داخلها، مشددًا على أنَّه إذا ما أراد "داعش" وأتيحت له الفرصة لدخول بغداد فلن يكون الأمر سهلًا بالنسبة إليه نظرًا لأن بغداد تعد معقلًا عسكريًا للميليشيات الشيعية.

وكشف الأمم المتحدة عن أنَّ قرابة خمس وعشرون ألف شخص قد فروا من مدينة الرمادي بعد أن هاجمت الميليشيات المسلحة المدينة. وأعلن المتحدث الرسمي للتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة أنَّ هناك غارات جوية مكثفة قد تم تنفيذها من قبل التحالف ضد المتطرفين وتوجيه تسعة عشر غارة جوية قرب الرمادي خلال الاثنان وسبعون ساعة الماضية وذلك بناءًا علي طلب من قوات الأمن العراقية.

يذكر أنَّ المعارك التي يقودها "داعش" طالت مدينة سامراء التي تبعد مسافة سبعون ميلًا شمال العاصمة بغداد، كما تجري معارك وحشية في نيباي التي تبعد مسافة خمسون ميلًا شمال غربي العراق، في حين تعد خسارة الرمادي أسوأ انتكاسة للجيش منذ بداية التصعيد من جانب تنظيم "داعش" في أواخر العام الماضي.

وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي، الميليشيات الشيعية بالاستعداد للتوجه إلى المحافظة التي يسيطر عليها المسلمين من السنة من أفراد تنظيم "داعش"، متجاهلًا مخاوف الولايات المتحدة من أن ذلك قد يشعل العنف الطائفي.

وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنَّ المعارك الجارية ضد الميليشيات المسلحة ستستمر طويلًا في حين ستكون أشد ضراوة في محافظة الأنبار غرب العراق، مشيرًا إلى أنَّه لا يزال واثقًا بشأن القتال في مواجهة تنظيم "داعش" بالرغم من النكسات التي تحققت مثل خسارة الرمادي.

وعلى أحد مواقع الإنترنت التي يتردد عليها أعضاء تنظيم "داعش" كانت هناك رسالة من التنظيم تدعي أنَّ مقاتليه اقتحموا القاعدة العسكرية الخاصة باللواء الثامن إضافة إلي الدبابات وقاذفات الصواريخ التي خلفها ورائهم الجنود الفارين، ولم يتم التحقق من صحة الرسالة.

وحققت القوات العراقية والمقاتلين الأكراد تقدمًا ضد تنظيم "داعش"، بما في ذلك استرجاع مدينة تكريت الشمالية وذلك بفضل الدعم من خلال الضربات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إلا أن التقدم كان بطيئًا في الأنبار.