"داعش" يُعلن سكّ عملته النقديّة الخاصة

يسعى تنظيم "داعش" إلى توطيد أقدامه في العراق وسورية عسكريًّا وسياسيًّا وأيضًا اقتصاديًّا؛ حيث أعلن أنه على وشك سكِّ عملته النقدية، للتعامل بها في "الخلافة" المعلنة، فيما تتمّ عمليات شراء النفط من الحقول التي يسيطر عليها التنظيم باليورو والدولار والدينار العراقي، وليس من المرجح أنَّ تتوقف مثل هذه التعاملات. وأصدر "داعش"، الذي جمع ثروته عبر النظم المالية الحديثة، تصاميمًا للقطع النقدية ومجموعة من فئاتها، زاعمًا أنَّ "هذه العملة سوف تحرِّر المسلمين من النظم المالية التي تستعبدهم"، ولكنه لن يتحاشى الاقتصاد السائد بصورة تامة، معترفًا بأنَّ "قيمة كل عملة ستعكس قيمة المعدن في أسواق السلع".

وكشفت مصادر مطلعة أنَّ "هذه الخطوة جاءت عن رؤية (خليفة داعش) أبوبكر البغدادي، الذي أشرف شخصيًا على تصميم العملة من الذهب والفضة والنحاس".

وأبرزت أنه "سيكون للذهب فئتان، وللفضة ثلاث فئات، وللنحاس اثنتان، ولن يكون لعملة خلافة داعش، غير المعترف بها في أي مكان في العالم، أدنى قيمة خارج شرق سورية، وغرب ووسط العراق، التي تقع تحت سيطرتها، وسيخضع أولئك الذين يجرؤون على التجارة مع داعش لخطر غسيل الأموال والتطرُّف".

وساعدت العملة الورقية التي جمعها "داعش" من الأعداء الموتى في تحويل التنظيم من كونه مجموعة متناثرة من بقايا الحرب الأهلية في العراق إلى أكثر تنظيم متطرِّف يمتلك سيولة نقدية في العالم.

ويؤكد مسؤولون في المخابرات العراقية أنَّ "داعش" استولى على نحو 500 مليون دولار أميركي، أي ما يعادل 320 مليون جنيه إسترليني، نقدًا، من مصارف الموصل عندما اجتاح المدينة في حزيران/ يونيو الماضي.
ويُعتقد أنَّ عمليات الخطف قد عادت للتنظيم المتطرف بنحو 25 مليون دولار، كما جمع من عمليات تهريب الآثار أكثر من 38 مليون دولار.

يذكر أنّه، حتى وقت قريب، كان النفط أحد مصادر "داعش" النقدية الرئيسيّة؛ إذ تتراوح المبيعات النفطية اليوميّة ما بين 1 إلى 4 مليون دولار، منذ أكثر من عام.

وأعلن "داعش" أنه "يهدف إلى العودة بالمنطقة إلى ما كانت عليه في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)"، وعلى الرغم من هذا، فقد يكون من الاختياري العيش في زخارف عصر ما بعد الثورة الصناعية والمعلوماتية، ومن المفضل استخدام الإنترنت وكذا الكهرباء والأسلحة المتطوِّرة في ساحة المعركة والسيارات.

وأبرز أحد أعضاء تنظيم "داعش"، العائد من شمال سورية إلى لبنان، أنّه "حتى بين التابعين للتنظيم، فإنَّ هذه العملة ستكون بمثابة حيلة، فإذا أرادوا شراء بيض بهذه العملة الجديدة، فيمكنهم ذلك، ولكن ستتم الأعمال الحقيقية بالنقود الحقيقة".