رام الله – وليد أبو سرحان
حمل رئيس مركز القدس الدولي الدكتور حسن خاطر، الأربعاء، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن اشعال الحرب الدينية في المنطقة.
وشدد أنّ اصّرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة تدنيس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك دون أدنى اكتراث بمشاعر أكثر من مليار ونصف من المسلمين في العالم، ما هو إلاّ اشعال مقصود ومتعمد لنار "الحرب الدينية" التي باتت طبولها تقرع في الأماكن كلها.
وأضاف خاطر، أنه على المجتمع الدولي إذا أراد أن ينتصر للوسطية والحضارة الإنسانية يواجه " التطرف الديني" عمومًا دون تمييز بين دين وآخر.
وأكد أنّ الحرب على "داعش " لا يجب أنّ تقتصر فقط على الذين أحرقوا معاذ الكساسبه، وأنما يجب أنّ تطال أيضًا الذين أحرقوا الطفل محمد أبو خضير في القدس مطلع تموز/يوليو 2014م، لافتًا أنّ "داعش" لم تعد اسمًا لتنظيم معين، بقدر ما أصبحت رمزًا وعنوانًا لظاهرة "التطرف الديني" أينما كانت .
وحذر خاطر أنّ هناك العديد من هذه المنظمات المتطرفة التي أصبحت قوة لا يستهان بها بالمستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية، مجموعات تدفيع الثمن وفتيان التلال وغيرهما، وأنه لم يعد سرًا أنّ هذه المنظمات شكّلت منذ البداية لتنفيذ جرائم عنصرية خطيرة في حق الفلسطينيين.
تتعلق بحرق المساجد والكنائس، وتدنيس حرمتها وقتل العرب وتهجيرهم ونهب أراضيهم وأموالهم، مؤكدًا أنّ ما نسب إلى "داعش" ليس أكثر بشاعة مما تنفذه هذه التنظيمات، التي يقودها حاخامات ورجال دين متطرفون أمثال الحاخام يتسحاق جينزبورغ وتلاميذ الحاخام شلومو غورين واتباع باروخ غولدشتاين وغيرهم.
وقال الدكتور خاطر إنّ تراكم التفاقمات الناجمة عن انفلات هذه التنظيمات اليهودية المتطرفة ضد الفلسطينيين، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى الأخص المسجد الأقصى المبارك، سيؤدي إلى تأجيج ظاهرة التطرف الديني ليس في المنطقة العربية وحدها وانما في العالم أجمع، وسيدفع بقوة في اتجاه صدام ديني شامل يقوده "دواعش" العصر من اتباع الديانات كلها.
وطالب المجتمع الدولي أنّ يتنبّه لظاهرة "التطرف اليهودي" التي تجتاح الأراضي الفلسطينية، وأنّ يتعاطى معها بنفس المنطق الذي يتعاطى به مع ظاهرة "التطرف الديني" التي تجتاح المنطقة عمومًا، معتبرًا أنّ الممارسات اليومية بحق القدس والمسجد الأقصى تجعل من دولة الاحتلال حاضنة كبيرة وخطيرة لهذه الظاهرة المتفاقمة.