حكومة الاحتلال الإسرائيلي

شجَّع الصمت العربي الرسمي على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو على المضي قدمًا في سن قانون "يهودية إسرائيل"، وممارسة المزيد من التطرف والعنصرية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.

وصرّح المعلق في القناة العبرية العاشرة، رفيف دروكير، بأنَّ سلوك الأنظمة الرسمية العربية يُعد أحد الأسباب التي تدفع الائتلاف الحاكم الذي يقوده بنيامين نتنياهو للتطرف السياسي، والذي كان آخر مظاهره المسارعة إلى سن قانون الدولة القومية.

وبشأن الاتصالات التي تجري لاستكمال سن القانون، أوضح أنَّ نتنياهو يرى أنَّ "مهادنة البيئة الإقليمية تمنحه القدرة على المضي قدمًا في سن القانون، دون ممانعة دولية"، مشيرًا إلى أنَّ ممثلين عن نتنياهو يجرون اتصالات مع ممثلي الدول الأوروبية لإقناعهم بعدم الاعتراض على القانون، حيث إنَّ "إسرائيل" ستلفت نظر الحكومات العربية إلى أنه من غير المعقول أن تبدي أوروبا هذه الحساسية تجاه القانون، في الوقت الذي لا يحرك الجانب العربي ساكنًا".

ومن جانبه، أكد المفكر الإسرائيلي البارز، مدير "مركز التفكر الاستراتيجي" يورام إيتنغير، أنَّ معظم الحكام العرب أيدوا "إسرائيل" في حربها الأخيرة على قطاع غزة.

وأضاف إيتنغير، إنَّ الحرب التي شنَّتها "إسرائيل" على غزة كانت أيضًا حرب مصر والسعودية والأردن ودول عربية أخرى، منوهًا إلى أنَّ الحكام العرب اختاروا أن يقفوا ضد الشعب الفلسطيني في الحرب ممثلًا في "حماس".

وفي مقال نشرته الجمعة صحيفة "إسرائيل اليوم"، المقربة من ديوان نتنياهو، أشار إيتنغير، إلى أنَّ الحكام العرب يرون في التدمير الهائل الذي لحق بغزة "إسهامًا في تعزيز أمن أنظمتهم، وضمانًا لاستقرار الإقليم".

وعدّ أنَّه "من الطبيعي أن تصطف الأنظمة العربية إلى جانب "إسرائيل" ضد "حماس"، في الوقت الذي تعلن فيه هذه الأنظمة أنَّ جماعة "الإخوان المسلمين" التي تنتمي إليها "حماس" جماعة متطرفة، متوقعًا أن يتطور الموقف العربي الرسمي في تطابقه مع "إسرائيل" إلى حد المجاهرة برفض إقامة دولة فلسطينية، حيث إنَّ هذا الموقف يعبّر عن مصالح الأنظمة العربية أيضًا، على حد قوله.

وشدَّد إيتنغير على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام التابعة للنظامين المصري والسعودي في العداء للمقاومة الفلسطينية، لاسيما قناة "العربية"، موبخًا الغرب، وخصوصًا الولايات المتحدة؛ لأنَّ حكوماته لا تدعم "إسرائيل" في حربها ضد الحركات الإسلامية، بالقدر نفسه من الدعم الذي تتلقاه من الأنظمة العربية.

وأعاد إيتنغير للأذهان حقيقة أنَّ الحرب التي تشنها "إسرائيل" ضد جماعة "الإخوان المسلمين" ممثلة في "حماس"، تعد حرب الغرب؛ لأنَّ هذه الجماعة تهدد الأنظمة المتحالفة مع الغرب في المنطقة.

ولكي يلفت الأنظار إلى حجم إسهام "إسرائيل" والأنظمة العربية في الدفاع عن مصالح الغرب، زعم إيتنغير، أنَّ الهدف الرئيسي لجماعة "الإخوان" هو إقامة دولة الخلافة على أنقاض الغرب، معتبرًا أنَّ "إسرائيل" والأنظمة العربية يحولان دون تأسيس هذه الدولة.

ولفت إيتنغير أنظار الغرب إلى أنَّ شعار "الإخوان"، "الله غايتنا، والقرآن دستورنا، والرسول زعيمنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، مشدّدًا على أنَّ الدور الذي تقوم به "إسرائيل" يجعل لها موقعًا متقدمًا للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، من خلال الحرب التي تشنها على الإسلاميين، على حد قوله.