طفل رضيع إلى جوار بندقية وقنبلة

أظهرت لقطات مصورة بثها تنظيم "داعش" طفلًا رضيعًا ذو وجه ملائكي ينام نومًا هنيئًا، إلا أنَّ التنظيم كان يستهدف من وراء بث تلك اللقطات البعث برسالة تقشعر لها الأبدان بعد أن أحاط أفراد "داعش" الطفل ببندقية وقنبلة فضلًا عن تغطيته بواسطة وشاح يحمل شعار التنظيم.

وأُعيدت مشاركة هذه الصور، التي لم يتم التأكد من صحتها بعد، بواسطة سوري منتمي لـ"داعش"، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكتب معلقًا عليها: "ماذا سيحدث لهذا الطفل؟".

ويعتقد مسؤول التنظيم في الرقة أبو محمد، أنَّ هذا الرضيع يُعد آخر الأطفال الذين أجبروا على الظهور إلى جانب الأسلحة من قبل آبائهم المتشددين.

ويبدو أنَّ المصدر الأصلي لتلك الصور هو موقع "تويتر" عن طريق حساب تابع لـ"داعش" أو أحد المناصرين للتنظيم، إذ تأتي تلك القطات بعد أيام فقط من عرض لقطات لطفل يظهر إلى جانب بندقية وقنبلة بالإضافة إلى وثيقة يبدو وأنَّها شهادة ميلاد هذا الطفل. وتم تحميل هذه الصورة من قبل أحد الأفراد الذي يلقب نفسه بـ"أبوورد الرقاوي"، ويزعم أنَّه "مفجر الثورة السورية"، محذرًا من أنَّ "هذا الطفل سيشكل خطرًا عليكم وليس علينا فقط".

وتتشابه الصور إلى حدٍ كبيرٍ مع تلك الطرق الدعائية الأولى للتنظيم المتطرف الذي لطالما يحاول نشر الأفكار المتشددة بين الأجيال الجديدة من المتطرفين.

وكان العديد من خبراء التطرف قد أشاروا إلى أنَّ مثل هذه اللقطات تندرج تحت محاولات التنظيم لإظهار استدامته. وتوضح الوثيقة الموضوعة إلى جوار الطفل أنَّ اسمه "جراح" وتُدعى أمه "أم" بينما يلقب أبوه باسم "أبو". ويزعم البعض أنَّ تلك الوثيقة هي شهادة ميلاد أصدرها التنظيم للطفل.

من ناحيته؛ أكد الخبير في شؤون التطرف كلارك جونز، أنَّه بإظهار شهادة ميلاد الطفل، تُبين حقيقة سعي التنظيم لتلقين الأطفال، مشيرًا إلى أنَّ التنظيم يحاول البعث برسالة أنَّه سيظل متحكمًا في كل تلك الأوضاع لفترة طويلة.

ولفت جونز إلى أنَّ هذه المشاركات قد تعتبر بمثابة ذريعة للتدخل العسكري في العراق بعد تراجع المستويات المعيشية لفرض التنظيم سيطرته على البلاد، مشيرًا إلى أنَّ الدعاية جزء لا يتجزأ من العمليات التي يشنها "داعش"، إذ يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي.