وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

قررت إيران والقوى العظمى تمديد المفاوضات بينهما إلى الاثنين المقبل، من أجل التوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، علمًا أنَّها ثالث مهلة خلال أسبوعين بعدما اتهمت طهران الغرب بعرقلة المفاوضات.

وأكد كلا الطرفين على إحراز تقدم في المفاوضات خلال أسبوعين من المحادثات؛ ولكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وصف مساء أمس الجمعة، المحادثات بأنها بطيئة للغاية وغادر على إثرها هو ونظيره الفرنسي لوران فابيوس قائلين بأنهم سيعودون السبت.

وبعد فوات الموعد المحدد من جانب الكونغرس الأميركي وغياب المفاوضين صباح الجمعة، عن إجراء مراجعة عاجلة مدتها 30 يومًا للاتفاق، فقد صرَّح مسؤولون في الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي بأنهم قرروا تمديد تخفيف العقوبات الموقعة على إيران حتى الاثنين لإتاحة المزيد من الوقت لإجراء محادثات نحو الوصول إلى اتفاق نهائي.

وتسعى كل من إيران وست من القوى العظمي العالمية وهي: بريطانيا، الصين، فرنســا، ألمانيا، روسيا والولايات المتحدة الأميركية نحو إنهاء أكثر من 12 عامًا من الخلاف بسبب البرنامج النووي الإيراني عبر التفاوض من أجل فرض قيود على الأنشطة النووية مقابل تخفيف العقوبات.

وتبقى بعض المسائل مثار جدل بين الطرفين من بينها استمرار وجود التسليح من قبل الأمم المتحدة على المنشآت الإيرانية وكذلك السماح بدخول مفتشين للمواقع العسكرية في إيران وأجوبة طهران حول نشاطها السابق المشتبه به لأغراض عسكرية.

وصرَّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأن المفاوضين ربما يقضون نهاية الأسبوع في فيينا، متهمًا الغرب بعرقلة المفاوضات بعد المطالب المبالغ فيها التي أبدوها خلال المحادثات.

ويعقد ظريف اجتماعات مكثفة على مدار أسبوعين مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أجل التوصل إلى اتفاق يحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران والتي تؤثر بشدة على الاقتصاد في البلاد، على أن التوصل إلى اتفاق سيكون بمثابة أكبر خطوة نحو التقارب ما بين إيران والغرب منذ الثورة الإيرانية التي اندلعت في عام 1979.

وأعلن البيت الأبيض الجمعة، أنَّ الولايات المتحدة وشركاء التفاوض لم يكونوا أبدًا قريبين من التوصل إلى اتفاق مع إيران ولكن الوفد الأميركي لن ينتظر إلى أجل غير مسمى وهو ما أكد عليه وزير الخارجية الأميركي الخميس حينما أشار إلى أن صبر واشنطن بدأ ينفذ.

ونقلت وكالة أنباء الصين الرسمية "شينخوا" عن مصدر دبلوماسي إنَّ الغرب وطهران توصلوا تقريبا إلى استيضاح البرنامج النووي الإيراني المزعوم، وأنَّ تقدمًا كبيرًا على وضع حد أقصى لقدرة إيران النووية في الصفقة.

ويرى المستشار البارز للزعيم الإيراني علي خامنئي، علي ولايتي، بأن تصريحات كيري هي جزء من الحرب النفسية التي تمارسها أميركا ضد إيران، كما قال مسؤول إيراني كبير رفض الكشف عن هويته إنَّ الولايات المتحدة والقوى الست العظمى تسعى إلى عرقلة المفاوضات وقد اتضح ذلك جليًا بعدما أصبح لديها جميعًا فجأة خطوط حمراء سواء بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا.