القدس المحتلة – وليد ابوسرحان
قررت بلدية الاحتلال في القدس إقامة "مغتسل توراتي" للمستوطنين قبالة المسجد الأقصى المبارك، وذلك ضمن المشاريع الاستيطانية والتهويدية التي تنفذ في المدينة لتغيير طابعها ومعالمها العربية والإسلامية لليهودية الإسرائيلية. وأكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، الثلاثاء، أنّ بلدية الاحتلال رصدت مليون دولارًا أميركيًا في موازنتها للعام 2015 لإقامة "مغتسل توراتي" على جبل الزيتون، في موقع البؤرة الاستيطانية "معاليه هزيتيم"، المقامة في حي رأس العمود المقدسي، قبالة المسجد الأقصى من الناحية الشرقية الجنوبية.
وأوضحت مصادر في بلدية الاحتلال، أنّ "المغتسل التوراتي" سيخدم 105 عائلات يهودية، في الموقع المذكور، وعدد من البؤر الاستيطانية القريبة.
وأشارت المصادر إلى أنّ بلدية الاحتلال أقرت ميزانية غير اعتيادية لتمويل المشروع، كونه يخدم تعزيز وجود المستوطنين بشأن القدس القديمة، وخاصةً بسبب الأحداث التي شهدتها مدينة القدس في الأشهر الأخيرة، رغمًا من قول جهات الاحتلال الإسرائيلي الاختصاص ذاته، إن هذا المغتسل التوراتي والميزانية الضخمة المخصصة له، يثيران عددًا من علامات التعجب والاستفهام، كوْنه يخدم عددًا محدودًا جدًا من المستوطنين.
وقالت "مؤسسة الأقصى" إنّ اقامة مثل هذا المشروع التهويدي، الذي عادة ما يستخدم لأداء طقوس تلمودية تتعلق بالهيكل المزعوم، أو يستخدم في حالات استعداد المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى، أو ما شابه بحسب التعليمات التوراتية/التلمودية، - قالت إنه مشروع يهدف إلى تهويد محيط المسجد الأقصى والقدس القديمة بطوق من المشاريع التهويدية الاستيطانية ومحاصرة المسجد بعدد من الأبنية الدينية اليهودية.
وأضافت المؤسسة أنّ سلطات الاحتلال وأذرعها التنفيذية يسابقون الزمن بتكثيف التهويد والاستيطان في منطقة سلوان الكبرى، ومنها منطقة جبل الزيتون، وخاصةً حي رأس العمود، المقابل للمسجد الأقصى، ومن بين أهداف مثل هذه المشاريع تقطيع أواصر التواصل الجغرافي والاجتماعي بين أحياء القدس، وكذلك محاولة عزل هذه الأحياء عن المسجد الأقصى، ضمن مخطط شامل لتقليل عدد الوافدين إلى القدس القديمة والمسجد الأقصى.
ودعت "مؤسسة الأقصى" الأمة الاسلامية والعالم العربي، رسميًا وشعبيًا، إلى مزيد من الدعم لمدينة القدس، وإمداد أهلها بما يمكنّهم من التصدي والصمود في وجه آلة الاستيطان والتهويد، التي تستهدف الأرض والمقدسات والإنسان المقدسي.