القدس – محمد حبيب
انطلقت مسيرة حاشدة من مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة، إلى المسجد الأقصى المبارك، السبت، مشيًا على الأقدام، بمشاركة رئيس "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ رائد صلاح.
وتأتي المسيرة، التي انطلقت من مسجد الحاج عبد الله أبو يونس في حي الحليصة في مدينة حيفا، تحت شعار "الأقصى مسؤوليتي"، بتنظيم من "الحركة الإسلامية" في حيفا.
وشهدت المسيرة، مشاركة العشرات من أبناء مدينة حيفا وضواحيها والداخل المحتل، ووفود من مدينة القدس المحتلة في المسيرة، فضلًا عن الشيخ سيدي الشامي إدريس الذي حضر من المغرب للمشاركة في المسيرة، والتي تخللها عدة كلمات قصيرة.
وأكد الشيخ صلاح، في كلمته، أنَّ المسيرة جاءت في الوقت التي يتعرض فيه المسجد الأقصى لاعتداءات وغطرسة من طرف الاحتلال، وأن غطرسة وغباء الاحتلال ومحاولاته السيطرة على الأقصى ستفشل، لأن هذه المسيرة ستشكل من أرواحنا ودمائنا وأنفسنا درعًا بشريًا يحمي القدس والأقصى".
وأضاف صلاح، أنَّ هذه المسيرة تنطلق من حيفا الساحلية، ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي، وهي تشكل بداية خلاص القدس والمسجد الأقصى من الاحتلال.
وأوضح أنَّ هذه المسيرة من حيفا إلى الأقصى تعبير قوي للقاصي والداني، وأنه لن تثنينا المعوقات عن الوصول إلى القدس والأقصى، فكل شيء دونهما يهون.
وبيّن أنَّ قرارات الإبعاد التي فرضها الاحتلال على كل من يحاول نصرة الأقصى أو حتى ملاحقته لحافلات البيارق لن تمعنا من الوصول ولو مشيًا على الأقدام إلى المسجد.
وشكر الشيخ صلاح، الحضور ووفد القدس والضيف الذي قدم من المغاربة للمشاركة في المسيرة، قائلًا: "نحن مع مدينة حيفا مع بيوتها وأهلها سننطلق منها إلى الأقصى في مسيرة حيفا الأولى نحو القدس، ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال".
وشدد على ضرورة مواصلة الرباط في المسجد الأقصى والتواصل الدائم معه، لمواجهة الأخطار المحيطة به، لافتًا إلى أنَّ المسيرات نحو الأقصى ستستمر بجميع أنواعها وأشكالها حتى تحريره.
بدوره، أكد منسق المسيرة سندباد طه، أنَّ فكرة المسيرة جاءت من خلال ممارسة رياضة المشي اليومي، وكان حلمي السير مشيًا على الأقدام إلى الأقصى، وتم عرض الفكرة على "الحركة الإسلامية" وعلى الشيخ رائد صلاح، والذي دعمها وتبناها.
وأوضح طه، أنَّها تهدف لإعلاء كلمة بأن المسجد الأقصى مسؤوليتي، ومسؤولية كل إنسان عربي ومسلم وحر، لأن ما يتهدده من هجمات إسرائيلية وحفريات وأنفاق يرمز لنا بأنه دائمًا في خطر.
وأشار إلى أنَّ المسيرة ستمر على بعض القرى المهجرة وصولًا إلى الأقصى الخميس المقبل، بالتزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية.
وأضاف طه أنَّ المسيرة انطلقت من حيفا في ذكرى النكبة لتؤكد أن كل سياسات الإبعاد الإسرائيلية ومنع الحافلات من الوصول للأقصى لا يمكن أن تشكل عائقًا أمامنا، إلا أننا سنواصل مسيرتنا وتواصلنا مع المسجد.
من جهته، قال ادريس، إنَّ مشاركتنا جاءت لتؤكد أن جميع الأجيال في المغرب روحًا وجسدًا مع القدس والأقصى، مباركًا كل جهد ينصر القدس والأقصى، قائلًا: "أنتم الأمل وكل واحد منكم يمثل دور صلاح الدين الأيوبي".
من جانبه، بارك مسؤول ملف القدس في "الحركة الإسلامية" سليمان اغبارية، القائمين على هذه الفكرة الجريئة التي بحاجة التي إلى همة عالية من أجل نصرة القدس والأقصى.
وأشار اغبارية، إلى أنَّ المسيرة تحمل معها رسالة للاحتلال تؤكد أن كل عقباته لمنع الوصول إلى الأقصى ستفشل، وسنظل نحن الحماة لقبلة المسلمين الأولى.
وأكد المشاركون في المسيرة أنَّ سياسات الاحتلال في منع أهل القدس والداخل من دخول الأقصى ستفشل، وسنستخدم كل طريقة من أجل نصرة القدس والأقصى.
وشددوا على أن المسيرة تحمل رسالة ونداء إلى الأمة العربية والإسلامية بضرورة أن تنتصر للقدس والأقصى، مؤكدين أن المسيرة ستصل للقدس في الموعد المحدد لها، ولن يمنعهم أي شيء من تحقيق أهدافها.
يشار إلى أنَّ المسيرة تمر بعدة محطات على مدار ستة أيام، وستقطع مسافة 200 كم، وصولًا إلى الأقصى في الموعد المحدد لها ظهر الخميس المقبل.
في سياق متصل، أفاد المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى "كيوبرس"، بأنَّه سيتم استقبال المسيرة في كل محطة مع المبيت، ثم يتواصل مسيرها إلى المحطة التالية غلى حين الوصول إلأقصى، بحسب الترتيب التالي السبت حيفا، الانطلاق الساعة 9:00، المبيت في أم الفحم، المسافة 47 كم /10ساعات.
ونوَّه "كيوبرس"، بأنَّه في يوم الأحد سيتم الانطلاق أم الفحم بعد صلاة الفجر، والمبيت في زيمر، المسافة 28كم/ 5:38 ساعات، ويوم الاثنين سيتم الانطلاق من زيمر بعد صلاة الفجر، والمبيت في مدينة الطيرة، المسافة 31 كم/ 6:30 ساعات.
وذكر المركز أنَّ يوم الثلاثاء سيتم الانطلاق من مدينة الطيرة بعد صلاة الفجر، والمبيت في اللد، المسافة 28 كم /6:00 ساعات، ويوم الأربعاء سيكون الانطلاق من اللد بعد صلاة الفجر، والاستراحة في عمواس 21كم /4:30 ساعة + ابو غوش "المبيت" ، 15كم/3:30 ساعات.
وأضاف أنَّ يوم الخميس سيكون الانطلاق من أبو غوش بعد صلاة الفجر، وصولًا لمدينة القدس والمسجد الأقصى، إذ سيكون المبيت في القدس القديمة " 17كم/4:00 ساعات.
وسيصل المشاركون في المسيرة إلى الأقصى الخميس المقبل، وسيكون باستقبالهم أهل القدس، ثم سيتم بعد صلاة الجمعة تكريم جميع المشاركين الذين سينطلقون بعد ذلك إلى قرية اجزم المهجرة للمشاركة في مهرجان العودة للتأكيد على أن النكبة تذكرنا بمأساة الأقصى والقرى المهجرة، وأن الشعب الفلسطيني مع القدس والأقصى ومع حق العودة.