حكومة التوافق الوطني

دعا النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن "الجبهة الشعبية" جميل المجدلاوي، حركة "حماس"، إلى مغادرة معابر قطاع غزّة، وتسليمها لحكومة التوافق الوطني، دون شروط مسبقة .

وقال المجدلاوي، في مقابلة وزعها المكتب الإعلامي لـ"الجبهة الشعبية"، الجمعة، "أوجه نداءي إلى الأخوة في حركة حماس، غادروا هذه المعابر، أنتم بسيطرتكم على المعابر أصبحتم عبئًا على شعبكم، ولا أعتقد أنَّ الخفة أو حتى عدم الاستشعار الكامل للمسؤولية تصل بحيث ترتبط قضية فتح المعابر ببضعة موظفين لحماس، يبقون على هذا المعبر أو ذاك".

وأضاف "يا إخوتنا، يا حماس، أصبحت سيطرتكم على قطاع غزة في بعض أوجهها، لاسيما في المعابر، عبئًا على شعبكم، أنتم أولاً هكذا تحولون دون فتح المعابر كما ينبغي، وثانيًا تحولون دون الشروع في عملية إعادة الإعمار كما ينبغي، أنتم، وهذا هو المهم، تعطون الآخرين ذرائع بغض النظر من هم الآخرين، فمسؤوليتكم كقيادة تسيطر على قطاع غزة الآن أن تسحبوا هذه الذرائع".

وتابع "غادروا المواقع مغادرة تامة، وأعطوا المفتاح لأبي مازن (الرئيس الفلسطيني محمو عباس)، وتعال استلم يا أبو مازن أنت ومن يمثلك، لنرى بعد أن ننزع هذه الذرائع كيف يمكن أن يساهم أمر كهذا في تخفيف معاناة شعبنا على مختلف الأصعدة".

وعن مسؤولية حكومة التوافق في هذا الإطار قال المجدلاوي "الصراحة تدعوني لأن أقول أن حكومة التوافق الوطني مقصرة كثيرًا، وكثيرًا جدًا، بالقيام بمسؤوليتها تجاه القطاع، هذه مسألة أعلناها تكرارًا وليس لمرة واحدة، ولكن الجانب الآخر من الحقيقة أن الأخوة في قيادة حماس عندما يقولون لهذه الحكومة تفضلي واستلمي المعابر، يشترطون الشراكة، والشراكة التي يقصدونها أن يبقى موظفو حماس وغالبيتهم على الأقل في مكانهم".

ورأى أنه "لا يجوز أن نغادر الحكومة ونبقى نتعامل مع المؤسسة الرسمية باعتبارنا مؤسسة رسمية موازية، نحن نقول تفضلي يا حكومة استلمي المعابر، بعد ذلك نقول بمنتهى الوضوح أن لا أحد .. لا أبو مازن... ولا الحكومة ولا أحد يستطيع أن يتجاهل حقيقة أن لحركة حماس الآن ما لا يقل عن 30 إلى 35% من المناصرين والمؤيدين في شعبنا وفي كل مؤسساتنا الرسمية والتمثيلية".

وأردف "بالتالي حماس ستكون موجودة تحصيل حاصل، دون أن تضع مثل هذه الاشتراطات، التي أولاً سياسيًا لا يجوز أن تبقى قائمة، وثانيًا تتحول إلى ذرائع لدى الآخرين، لأنني أنا أدرك أن بعض الآخرين لا يريدون لعجلة المصالحة أن تسير."

وعن الزيارة المرتقبة لوفد من منظمة التحرير إلى قطاع غزة والمعوقات التي تؤخرها بيّن المجدلاوي أنه "لا توجد معوقات جدية، المعوقات هو تردد قيادة فتح في إتمام هذه الزيارة، لأن كل القوى جاهزة، سواء للمشاركة عبر من يمكن أن يأتي مع الوفد من رام الله، أو من سيشارك في غزة لأنه كما يعرف الجميع هناك بعض القيادات مثل قيادة الجبهتين الشعبية والديمقراطية وغيرها لا تسمح لها إسرائيل بالانتقال من الضفة إلى غزة أو العكس، لهذا يمكن أن تمثل بشخصيات قيادية من القطاع".

واعتبر أنه "لا يوجد أي مبرر، كان المبرر الذي طرحه الأخ عزام الأحمد في الاجتماعات الأخيرة للجنة السياسية والتنفيذية أنه سيلتقي مع الأخ موسى أبو مرزوق في القاهرة، من أجل أن ينضج بعض الملفات. وفي حينها، وفي الاجتماع ذاته، قيل للأخ عزام (لا ضرورة لذلك ولا داعي، يمكن أن تبحث كل الملفات على طاولة البحث المشترك)".

وفي شأن سبل جمع الكل الفلسطيني للاتفاق على الأقل على استراتيجية توحد هذا الشعب، أشار المجدلاوي إلى أنَّ "المفتاح والحلقة المركزية والأساس المتين الذي يمكن أن نبني عليه هو الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومفتاح هذه الحلقة بيد الرئيس أبو مازن، لأنه هو الوحيد الذي يملك الحق في دعوة هذا الإطار، أنا أدرك بطبيعة الحال التعقيدات الإقليمية التي تعترض عقد هذا الإطار، لاسيما أن الجميع حريص على أن تبقى مصر هي بوابة وأرض الاتفاق وإنهاء هذا الانقسام الفلسطيني الكارثي".

واستدرك بالقول "لكن بعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولم يعد سرًا أن اللقاء بين أخينا عزام وأخينا موسى تعذر في القاهرة يوم الجمعة الماضي، كما كان ينبغي أن يحدث، وهذا يعني أن عقد الإطار القيادي في القاهرة أيضاً سيكون متعذرًا، لكن عندنا بدائل، إذا لم يكن في غزة بما يمثل الجميع، وهناك إمكان لعقد مثل هذا الاجتماع في غزة، كما يمكن أن نجتمع في مقر المجلس الوطني الفلسطيني في عمان ، يمكن أيضاً أن نجتمع في مقر الدائرة السياسية للمنظمة في تونس".

وأبرز أنَّ "هذا الأمر يمكن أن نعالجه في إطار المؤسسة الفلسطينية، إذا تعذر كل ذلك فاتفضل يا أخ أبو مازن فوض من تراه مناسبًا لتنعقد طاولة حوار قيادي، لا تأخذ طابع الحوار فقط، ولكن تأخذ طابع الإطار القيادي المؤقت، بالصلاحيات التي نص عليها اتفاق القاهرة، أي متابعة تنفيذ اتفاقات القاهرة، والإقرار بالمسائل السياسية الكبرى، ثم بالبدء بإعادة البناء لمؤسسات المنظمة التي تجمعنا جميعًا على أسس وطنية وديمقراطية بالانتخاب الديمقراطي داخل الوطن وحيثما أمكن في مواقع الشتات".

وتطرق المجدلاوي في المقابلة إلى ملفات تهويد مدينة القدس، والمسؤولية العربية والإسلامية في هذا الاطار، إضافة إلى ما وصلت إليه عملية السلام، بعد فشل المفاوضات، ومصادقة حكومة تل أبيب على خطة لتشجيع هجرة يهود أوروبا إلى إسرائيل، وزيارات الوفود الغربية إلى قطاع غزة والمعركة المقبلة..