صنعاء ـ عادل سلامة
عززت المقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، انتصاراتها في عدن الثلاثاء، فاستولت على الميناء ومنطقة المعلا وحي كريتر ومناطق إستراتيجية أخرى في المدينة.
وجاءت هذه الانتصارات غداة استيلائها أيضا على المطار الدولي لعدن وحي خور مكسر، الذي يقع في قلب المدينة، وأوضحت مصادر ميدانية متطابقة، إنه بهذه الانتصارات الجديدة، باتت عدن محررة بالكامل باستثناء جيوب صغيرة، وإن المقاومة بصدد ملاحقة فلول المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في جيوب محدودة أبرزها منطقة في منطقة التواهي الساحلية، وتوقعت مصادر عسكرية في الميدان حسم المعركة بالكامل خلال ساعات.
وأعلن المتحدث باسم قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، العميد أحمد عسي، أمس الثلاثاء، أن ما تشهده عدن، هو عملية متكاملة بين تحالف "إعادة الأمل"، والمقاومة الشعبية، وهي انتصار تكتيكي محدود، يعقبه عمل استراتيجي تمهيدًا لتحقيق أمن اليمن واستقراره بشكل عام، وليس على جزء من عدن فقط، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية على الأرض في اليمن، مستمرة، وهناك عمل مشترك بين العمليات الجوية والبرية والبحرية.
وﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤدث ﺍﻟﺮﺳمي ﺑﺎﺳم الحكومة اليمنية ﺭﺍﺟﺢ ﺑﺎﺩﻱ، أمس الثلاثاء، ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟدولية ﻟﻠصليب ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺇﻟﻰ تسلم ﺃﺳﺮﻯ ﺟﻤﺎﻋﺔ "ﺃﻧﺼﺎﺭ الله" الحوثية ﻓﻲ مدينة عدن، وأكد أن هؤلاء اﻷﺳﺮﻯ "ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ تسلمهم ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ بشكل رسمي".
وكشفت مصادر مطلعة أن حكومة الرئيس هادي ستباشر ابتداء من يوم غد الخميس، العودة التدريجية إلى عدن، مضيفة أن البداية ستكون بوزيري "النقل" و"الداخلية".
وبيّن مدير مكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الدكتور محمد مارم، أن الرئيس الشرعي سيؤدي صلاة العيد في ساحة العروض بخور مكسر، مشيرًا إلى أن هذا التقدم أتى بعد إحراز المقاومة الشعبية في الجنوب اتصالات بتحرير عدد من المحافظات، وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وأضاف مارم أن العمل يجري حاليًا لإصلاح مطار عدن، واستعادة الاتصالات مع برج المراقبة في المطار، كون المحافظة أصبحت ركاما بعد استهداف ميليشيات الحوثي وأتباع الرئيس المخلوع صالح للبنى التحتية في المحافظة.
وأفادت مصادر سياسية وميدانية يمنية، أمس، بأن ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، باتت تعاني من حالة انهيار كبير في صفوفها، وذلك بعد النتائج الميدانية المبهرة التي حققتها القوات العسكرية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في عدن، في غضون الساعات الـ48 الماضية.
وذكرت المصادر أن النتائج العسكرية الميدانية في عدن التي باتت شبه محررة من قوات الحوثيين وصالح، أدت إلى فرار معظم القيادات العسكرية الميدانية، سواء في أوساط الميليشيات الحوثية أو القوات الموالية للرئيس المخلوع، من جبهات القتال في عدن، في الوقت الذي تبقت فيه العناصر المقاتلة في الجبهات، وهي عناصر غير عقائدية وأقرب إلى "المرتزقة"، حيث تتسلم مبالغ مالية، يوميا، للقتال والصمود، وتشير المعلومات إلى أن هذه العناصر باتت مفككة الأوصال، إثر الهزائم المتلاحقة وانعدام الدعم اللوجيستي، هذا عوضا عن فرار القيادات البارزة.
وأشارت إلى أن الحوثيين وصالح "لم يضعوا خطة انسحاب من عدن وكانوا يعتقدون أنهم سوف يظلون في المدينة لوقت طويل وأن عدن سوف تكون أحد ملفات التفاوض في أي مفاوضات مقبلة".
ولفتت المصادر الميدانية، إلى أن المسلحين الحوثيين بدأوا في الانسحاب من كثير من المواقع، ومنها محافظة شبوة، وذلك تحت تأثير جملة من الأسباب، في مقدمتها الهزيمة التي تلقتها تلك الميليشيات والقوات المتمردة على الشرعية، في عدن على يد القوات الموالية لهادي والمقاومة الشعبية وبدعم كبير من قوات التحالف، إضافة إلى المقاومة الشرسة التي يلاقونها في الجنوب ووجودهم في محيط يرفض وجودهم، في ظل شح الدعم الذي يتلقونه من قياداتهم العليا، التي باتت مشتتة ومقطعة الأوصال جراء الغارات الجوية وقطع معظم طرق وخطوط الاتصال فيما بينها، كما تؤكد المعلومات.
وفي ردود فعل الحوثيين على اندحارهم في عدن، نشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" التي تخضع لسيطرة الحوثيين ما وصفته ببيان صادر عن أهالي عدن وعناصر "الحراك الوطني الجنوبي"، و"لقاءات التصالح والتسامح الجنوبية"، واتهمت فيه إسرائيل والولايات المتحدة بإرسال "مرتزقة" إلى عدن، على حد تعبير النداء، الذي دعا اليمنيين قاطبة بعد أن استحثهم بأسماء وألقاب تاريخية.
ودعا البيان "آل البيت"، إلى "الزحف" نحو عدن لتحريرها من "الغزاة الأجانب من المرتزقة المحترفين"، بحسب وصف النداء، وفي الوقت الذي احتفلت عدن وبقية المدن والمناطق التي لا تخضع لسيطرة الانقلابيين الحوثيين، بالنصر الذي تحقق في عدن، عبر مواطنون في صنعاء عن فرحتهم بالهزيمة القاسية للميليشيات في عدن، وأكدوا أن ظروف سيطرت الميليشيات على العاصمة تمنعهم من التعبير عن فرحتهم "على الطريقة اليمنية"، أي بإطلاق الأعيرة النارية في السماء.
ورغم الوقائع على الأرض، فإن الحوثيين يزعمون أنهم يحققون انتصارات، وقال رئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، في اتصال مع السفير الصيني في اليمن والموجود في سلطنة عمان حاليا، إن "زمام الأمور بأيدي الجيش واللجان الشعبية وأنهم يحققون الانتصارات المتتالية"، على حد تعبيره.
وفي الوقت الذي بدأت الشرعية تعود إلى عدن، شددت سلطات الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء إجراءاتها الأمنية، بعد مقتل عدد من المسلحين الحوثيين في هجوم مسلح، أول من أمس، وقد تبنت المقاومة الشعبية فيما يعرف بـ"إقليم آزال"، الهجوم وسلسلة هجمات مماثلة في ضواحي العاصمة وفي محافظتي عمران وذمار المجاورتين من الشمال والجنوب لصنعاء.
واعتبر مراقبون تنفيذ الهجوم في قلب العاصمة، تطورًا نوعيًا في عمل المقاومة والجماعات المناوئة لاغتصاب الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح للسلطة، ونشر الحوثيون المزيد من القوات الأمنية في مداخل العاصمة وفي شوارعها.