حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

عقدت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في محافظة شمال غزة لقاءًا هامًا، الأثنين، حول "مقاطعة البضائع الإسرائيلية وسبل تعزيزها كثقافة كفاحية لمقاومة الاحتلال.
 وجاء ذلك في مقرها في مخيم جباليا في حضور عدد من أعضاء هيئتها القيادية وكوادرها وأعضائها ومناصريها ونشطاء من تجمعيها الشبابي والنسوي.

واستهل اللقاء الذي أداره منسق المبادرة الوطنية في محافظة الشمال عرفان أبو خوصة بمداخلة شاملة عن المقاطعة بمختلف أشكالها قدّمها "أيمن علي " مسؤول لجنة التثقيف وبناء الكادر.

واستعرض علي، الجذور التاريخية للمقاطعة التي تنامى ظهورها في فلسطين مع ازدياد الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني لاسيما العدوان العسكري البربري المتكرر على قطاع غزة وإمعانها في سياسة الفصل والتمييز العنصري، مشيرًا إلى البدايات الأولى لتلك المقاطعة التي نشأت فترة تواجد الانتداب البريطاني وبداية تأسيس "دولة إسرائيل" على حساب فلسطين.

وأوضح مسؤول لجنة التثقيف، بالأرقام حجم الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي جرّاء اتساع دائرة المقاطعة لبضائعه التي يحاول إغراق الأسواق الفلسطينية باستغلاله لتحكمه في المعابر والمنافذ والاتفاقات الاقتصادية التي وُقّعت معه، مستهجنًا في الوقت ذاته حالة الوهم السائدة بين أوساط الناس بأن البضائع الإسرائيلية فائقة الجودة ولا بضاعة تضاهيها.

 ودعا علي إلى ضرورة مغادرة هذا الوهم بالتشجيع على الإقبال على البضائع المحلية وتحسين جودتها.

وأضاف أيمن علي أن "التخلي والمقاطعة لبضائع الاحتلال توفر آلاف فرص العمل للخريجين الجامعيين بالإضافة إلى أنها واحدة من أهم الوسائل في مقارعة الاحتلال الهادفة لعزله اقتصاديًا وسياسيًا وخطوة على طريق محاكمته على ما يقترفه من جرائم بحق شعبنا".

وأكد أهمية ترسيخ القناعات بمفاهيم المقاطعة والإيمان بمساهمتها في تحقيق الانتصار على الاحتلال مثلما حققتها نماذج سابقة في الهند وجنوب أفريقيا وغيرها من الشعوب التي عانت من الاحتلال و جبروته.

وبيّن أنه في ظل تغول إسرائيل بعنصريتها يتوجب علينا المقاطعة وتوسيع دوائرها عالميًا وتنويع أشكالها لتشمل المقاطعة الأكاديمية والفنية وسحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية والضغط باتجاه إلغاء الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال لاسيما اتفاقية باريس الاقتصادية.

 ودعا مسؤول لجنة الإعلام والعمل الجماهيري نبيل دياب إلى تعميم ثقافة المقاطعة التي ابتكرتها حركة المبادرة الوطنية منذ بدايات تأسيسها لتشمل كافة شرائح مجتمعنا بدءًا من المنزل مرورًا بالمحال التجارية ووصولًا للمدارس والجامعات ومختلف التجمعات وتفعيل وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية لتوسيع رقعة انتشارها سيما وأنها أصبحت تشكل وسيلة ناجحة في مقاومة الاحتلال في ظل غطرسته المتواصلة.

وأشار إلى أن المقاطعة لا يمكن لها أن تنجح إلا بالتكامل وتعميق مفاهيمها بقناعة راسخة لدى مختلف شرائح المجتمع.

وأضاف "أنه من غير المقبول أن تعتدي إسرائيل على شعبنا وأرضنا ونبتاع بضائعها ونروجها في أسواقنا، داعيًا الشباب إلى ممارسة دور فعال في حملات المقاطعة واستثمار مواقع التواصل الاجتماعي لتفعيلها واستغلال مهاراتهم وإبداعاتهم في ضم أكبر عدد ممكن ليصبحوا مقاطعين".

ولفت دياب إلى أهمية عقد الندوات واللقاءات في الجامعات والمدارس وأيضًا للتجار وأصحاب المحلات التجارية وتوعيتهم بأهمية المقاطعة وكيفية إشراكهم فيها.