غزة – محمد حبيب
كشفت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، مساء الأثنين، عن بعض التفاصيل الخاصة بالعملية التي تم فيها قتل 7 من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة في آب/أغسطس 2014، واختفاء الجندي أورون شاؤول، وأعلنت "حماس" لاحقًا أنها تحتفظ به، وذلك في أعقاب التحقيقات التي أجراها جيش الاحتلال حول "العملية الأصعب" - حسب تعبير الجيش - في العدوان الأخير على قطاع غزة.
وجاء في تقرير القناة العاشرة أنه "قبل أن يقرر جيش الاحتلال العملية البرية كان يعلم جيدًا أن المقاتلين الفلسطينيين الموجودين في منطقة الشجاعية هم الأكثر عنفًا والأكثر تدريبًا وتسليحًا، لذلك قرر إرسال لواء جولاني لمواجهتهم، إلا أنهم لم يتوقعوا أن تُسجل هناك أحد أصعب المعارك في قطاع غزة، حيث قتل 7 جنود شرق الشجاعية ومن بينهم أورون شاؤول الذي أُعلن أنه (قتيل) وأن مكان دفنه غير معلوم وجثته لدى حماس".
وجاء في التقرير أيضًا أنه خلافًا للاعتقاد السائد، إلا أن نتائج التحقيق أظهرت أن أشلاء الجندي شاؤول تم خطفها خلال المعركة وأن قائد القوة أصيب خلال الاشتباك".
وأورد التقرير العسكري، أن "العملية بدأت 20 من تموز/يوليو، تحركت قوة كبيرة بهدف احتلال الجزء الشمالي من حي الشجاعية والقوة كانت تتحرك برفقة مجنزرتين وطاقمين، الأول تحت قيادة قائد الكتيبة المدعو أوهاد روزفلد والمجنزرة الثانية تتبع لقيادة المدعو (ج) والهدف "تطهير" أحد المباني الذي كانت تتمركز فيه مجموعة من المقاتلين".
ووفقًا لنتائج التحقيق "فإن رتل الدبابات الأول مرّ بهدوء نسبي من المكان والجنود أخذوا لأنفسهم أماكن لإطلاق النار وقبل بلوغ المبنى المطلوب بمئات الأمتار تحركت المجنزرتان إلى طريق فرعي حيث كان يقع في الجهة اليسرى مبنى مكون من طابقين محاط بأشجار الزيتون والحمضيات والكرمة من جهته اليمنى".
وعلّقت المجنزرة التي كان يتواجد في داخلها روزفلد بسبب خلل فني وتم إبلاغ القيادة بتوقف المجنزرة من أجل جرها من المكان، لكن الضابط روزفلد قال: "لا يجب الانتظار حيث يبعد المبني 120 مترًا وأعطى أوامره للجنود الثمانية الاستعداد للنزول من المجنزرة والتوجه مشيًا على الأقدام نحو القوة الأولى المكونة من الدبابات".
واستمرت المجنزرة الثانية التي يقودها المدعو (ج) بالتوجه قدمًا نحو المجنزرة العالقة إلا أنها توقفت هي الأخرى على بعد أمتار من المجنزرة الأولى، وحاول الضابط روزفلد الاتصال بضابط المجنزرة الثانية (ج) إلا أن الاتصال انقطع فقرر روزنفلد النزول من المجنزرة.
وأضافت القناة العاشرة "في تمام الساعة 00:45 وقبل أمتار قليلة من العودة إلى المجنزرة؛ بعد الحديث مع المدعو (ج) أطلق الفلسطينيون أول صاروخ نحو المجنزرة حيث ما زال الجنود بداخلها ثم اتبعوه بصاروخ ثان أصاب بشكل مباشر المجنزرة التي اشتعلت بها النيران فقتل جميع الجنود السبعة في المكان، وبدأ الفلسطينيون بإطلاق النار من أسلحتهم الخفيفة".
وذكر روزفلد "قبل وصولي إلى المجنزرة بأقل من مترين تم تفجيرها وأُطلقت علينا قذائف آر بي جي أصابت محرك المجنزرة ثم انفجر، وعندما سمعت أصواتًا تتحدث باللغة العربية، أخرجت قنبلة يدوية من جعبتي وانتظرت قدومهم، ويداي على الكابس".
وكشف التحقيق عن أنه خلال الاشتباك بين المقاتلين الفلسطينيين وجنود جيش الاحتلال نجح المقاتلون في الوصول للمجنزرة المدمرة وأخذوا منها أشلاء الجندي أورون شاؤول واختفوا داخل نفق حفر في البيت، وعندها تم إصدار التعليمات بإستخدام سياسة الأرض المحروقة (هنيبعل).
وواصل التقرير "وصلت القوة 13 وقائد وحدة المدرعات ودخلوا المنزل وعثروا على فوهة النفق الذي خرج منه وعاد إليه المقاتلون الفلسطينيون وبحوزتهم جثة شاؤول".