غزة – محمد حبيب
كشفت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس، الأحد، عن بعضٍ من استعداداتها لأيّة مواجهة مقبلة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ نشرت تقريرًا موسعًا حول معسكرات التدريب التابعة لها. ويوضح التقرير، الذي نشره المكتب الإعلامي للقسام، الأحد، أنه ما إن توقفت عمليات القسام العسكرية في معركة العصف المأكول "الحرب الأخيرة على قطاع غزة" من إطلاق الصواريخ على البلدات المحتلة العام 1948، وعمليات اقتحام المواقع وقتل الجنود، حتى بدأت مرحلة جديدة من الصراع في الإعداد والتجهيز لما وصفته بـ"معركة التحرير".
وأوضحت الكتائب أنها باشرت مع انتهاء المعركة بناء وإعادة إعمار وتشييد عددٍ من مواقع التدريب العسكرية بالقرب من الخط الزائل شمال وشرق وجنوب قطاع غزة.
وأكد محللون سياسيون وعسكريون أن مثل هذه المواقع العسكرية لها أبعاد كبيرة وتمثل نقلةً نوعية في الصراع بين المقاومة والكيان الصهيوني، على أساسٍ من التحدي والندية، وتشير إلى أن المقاومة وصلت إلى قمة التحدي في المواجهة مع المحتل.
ورأوا أن المقاومة أوجدت حالة ردعٍ كبيرة خلال الفترة الماضية من خلال استخدامها استراتيجية الفعل ورد الفعل المباشر.
واتفق المحللون على أن هذه المواقع أوصلت رسالةً قويةً إلى الاحتلال بأن المقاومة ما تزال قويةً وتعافت من آثار الحرب الأخيرة، بل وتستعد للحرب المقبلة دون خوف.
واعتبروا أن بناء المواقع المتقدمة مفيدٌ حيث يمثل حصونًا حمايةٍ قطاع غزة على غرار موقع عسقلان، قطاع غزة، الذي ردعت المقاومة فيه القوات الخاصة خلال معركة العصف المأكول مما أدى إلى انسحاب القوة المتوغلة وعدم عودتها.
وما تزال حالة الرعب ترافق سكان المستوطنات المحاذية لقطاع غزة مع سماعهم المتواصل التدريبات وإطلاق الصواريخ وتفجيرات في مواقع التدريب التابعة لكتائب القسام خلال الأيام الماضية، ما جعلهم يشتكون من استعداد حماس للحرب المقبلة، حسبما ذكرت وسائل إعلام صهيونية.
وأشارت صحف صهيونية إلى أن مواقع القسام يمكن مشاهدتها من مستوطنة "نتيف هعسره" شمال قطاع غزة، حيث تظهر السواتر الترابية المرفوع عليها الرايات الخضراء، بالإضافة إلى حفر الأنفاق وتوافد عشرات المقاتلين يوميًا للتدريب داخل المواقع.
وبحسب وسائل إعلام الاحتلال، فمن السهل مشاهدة الجرافات العاملة في بناء التحصينات شمال قطاع غزة على بعد مئات الأمتار من الخط الزائل، مؤكدةً أن القسّام تبني مواقع استراتيجية قويّة على طول الخط الزائل.
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بناء حماس لهذه المواقع يدل على ثقةٍ عاليةٍ بعدم وجود قلق من الجيش الصهيوني، إذ تبني حماس مواقع لها في مستوطنة نيسانيت التي حُررت العام 2005.
وأكد قائد عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجيش يراقب التطورات وينظر لها بعينٍ قلقة وسيتخذ قرارات عاجلة حولها قريبًا.
وأضاف التقرير أن دائرة الإعداد والتدريب التابعة لكتائب القسام أشرفت، أخيرًا على بناء عددٍ من المواقع العسكرية، وعلى سبيل المثال موقعا (اليرموك وفلسطين)، اللذان لا يبعدان عن الخط الزائل سوى مئات الأمتار، كتحدٍّ للعدو الصهيوني.
وأضافت: موقع "اليرموك" يقع إلى الشرق من حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، والذي لا يبعد سوى بضعة أمتار من الخط الزائل، ويقع موقع "فلسطين" في مستوطنة نيسانيت التي حُررت العام 2005، والتي تبعد مئات الأمتار أيضًا فقط عن الخط الزائل الشمالي لقطاع غزة.
ونقل موقع القسّام عن أحد مسؤولي الإعداد والتدريب، قوله إن القسام ستواصل التدريب والإعداد في هذه المواقع، ولن تهاب تهديدات الاحتلال.
واستبعد أن تكون رسائل القسام من خلال هذه المواقع مبهمة لدى قادة وجنود جيش الاحتلال، مشيرًا إلى أن رسائل هذه المواقع وصلت، وكانت على نفوسهم أشد من وقع السيف.
وأكد أن هذه المواقع ستواصل العمل والتدريب ليلاً ونهارًا بالإمكانات كافة ولن تلتفت إلى تهديدات الاحتلال.
وبيّن أن هذه المواقع جاءت لتطمئن المواطنين أن المقاومة لا تزال بخير ولم تنته بعد كما يزعم الاحتلال، وأنها في الخطوط المتقدمة للدفاع عن أبناء شعبها.
وأوضح أن العمل مستمر على قدمٍ وساقٍ لتطوير المواقع وتوسيعها، لتشمل كل ما يلزم لتدريب المجاهدين في التخصصات كافة، ورفعت الكتائب راية التوحيد على السواتر الرملية المحيطة بالمواقع.
وأوضحت كتائب القسام أنها ما تزال تواصل ترميم وبناء المواقع العسكرية قرب الخط الزائل شمال ووسط وجنوب غزة، وتعد العدة بشكل علني وواضح أمام العدو وقواته ، كرسالة قوة وتحدٍّ للعدو بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة.