سمكة القرش عند بائع السمك في الخليل

حالة من الاستغراب ظهرت على وجوه بعض أبناء مدينة الخليل حينما شاهدوا سمكة القرش معلّقة في شارع عين سارة وسط المدينة، ورغم الحصار المفروض على قطاع غزة وإغلاق المعابر وإعاقة نقل البضائع؛ إلا أنَّ أسماك القرش من بحر غزة ويافا وصلت أخيرًا أسواق مدينة الخليل إلى جانب أنواع أخرى أثارت عجب المواطنين يزيد طولها عن متر ونصف. أسماك القرش وثعبان البحر وحورية البحر وأرانب البحر والجمل باتت الآن معروضة في الثلاجات الخاصة بالأسماك في أسواق الخليل بعد وصولها خلال الأيام القليلة الماضية للمدينة المحرومة من أطايب البحر على مدى أعوام طويلة بسبب السياسات الإسرائيلية، لاسيما أنَّ سكانها محرومون من زيارة البحر سواء عن طرق غزة أو الأرض المحتلة.

صاحب محلات "سفينة الصياد" ناجي النتشة، أكّد في مقابلة مع "فلسطين اليوم" أنَّ أنواع السمك المذكورة أعلاه وصلت حديثًا منطقة الخليل، مشيرًا إلى أنَّ سكان الخليل المحرومين منها يحبونها كثيرًا، وعليها طلب من قبل المواطنين رغم قلة وجودها.

أما عن كيفية وصول الأسماك إلى الخليل، أوضح النتشة، أنَّ المشكلة الأكبر التي تواجه تجار الأسماك هي الاحتلال الذي يعيق نقل الأسماك من البحر إلى الخليل، بالإضافة إلى الضريبة المفروضة على الأسماك من قبل الحكومة الفلسطينية على استيراد الأسماك التي تدخل محافظات الضفة الغربية.

وأضاف أنَّ بعض الأسماك التي يتم استخدامها من قبل المواطنين في علاج بعض الأمراض، تزيد من نسبة الطلب عليها، الأمر الذي يرفع من سعرها على المستهلك الفلسطيني، مشيرًا إلى أنَّ سعر الكيلو الواحد يبدأ من 15 شيكل وأكثر بالاعتماد على نوع السمك.

واستنكر النتشة وجود ضريبة على الأسماك التي تدخل الضفة، مبررًا ذلك بأنَّ الأسماك يتم اصطيادها من قبل المواطنين وليس من قبل شركات أو مؤسسات أو جهات مختصة، وبالتالي فالعائد المادي يعود إلى المواطن الغزّي بشكل مباشر، مطالبًا بإزالة الضريبة المفروضة على استيراد الأسماك.

يُذكر أنَّ وجبة "المقلوبة" تحتل المرتبة الأولى لدى سكان الخليل، يليها الوجبات التي تعتمد على الأرز واللحم الأحمر، ثم الوجبات المرتبطة بالأسماك، رغم أنَّ قلة وجود محلات بيع الأسماك والأسماك نفسها جعل الطلب على السمك أقل من المأكولات الأخرى.

وتوقع النتشة في حال بقاء تصدير الأسماك من غزة ويافا إلى الضفة والخليل بشكل خاص أن تزدهر تجارة الأسماك وتعود إلى مجدها بعد تراجعها على مدار الأعوام الماضية.