رام الله - أمال بسيس
يواصل الاحتلال الإسرائيلي ممارساته الممنهجة في القدس من أجل تهويدها بالكامل. وخلال محاولته هذه يعمل الاحتلال على جعل الحياة صعبة جداً على الفلسطينيين فيها، من تعرض بالضرب إلى هدم البيوت وطرد أصحابها منها بالقوة، وغير ذلك من انتهاكات. ومنها أيضاً رفض المحكمة العليا الإسرائيلية اعتراضات أهالي بيت صفافا على الطريق السريع "بيغن" أو شارع 4، الذي سيمر من أراضي قرية بيت صفافا ويقتطع المئات من الدونمات المملوكة لأهاليها البلدة.
وهذا الشارع يهدف إلى الربط بين مدخل المدينة، ومستوطنات "غوش عتصيون"، ومستوطنة جبل أبو غنيم ""هارحوما
ومن هذه الانتهاكات أيضاً قيام الاحتلال بالاعتداء على الفلسطينيين في مخيم شعفاط إذ أمر بهدم 55 وحدة سكنية في منطقة رأس خميس في المخيم.
ويوثق فيلم " القدس وعد السلام" كل ما تتعرض له المدينة من اعتداءات. ويروي الفيلم نشأة المدينة وتاريخها منذ أن سكنها اليبوس إلى الكنعانيين العربومن بعدهم الغزوات التي طالتها. كما يعرف الفيلم الوثائقي بالمسجد الأقصى وساحات المدينة ويتطرق لوعد "بلفور" الذي أقر الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين. ويذكرنا "القدس وعد السلام" بالمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ومنها مذبحة "دير ياسين"، ومراحل الاستيطان التي حدثت على مرحلتين
الأولى عام 48 وما يسمى بالقدس الغربية واحتلال عام 67 وما يسمى بالقدس الشرقية. كما يوثق الفيلك كيفية سيطرة إسرائيل على حائط البراق واتخاذهم له معبداً، وحرق المسجد، ورد فعل الفلسطينيين من أهل القدس الغاضب عندما أصدرت المحكمة الإسرائيلية تصريحاً يسمح بصلاة اليهود فيه، وحدوث انتفاضة الأقصى عام 1996.
ويستمر الفيلم بتوضيح الممارسة الإسرائيلية لتهويد المدينة وطمس معالمها العربية، من هدم بيوت ومصادرة ممتلكات الفلسطينيين بقرار من رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، وتحويل جبل أبو غنيم لمستوطنة، وضم القدس الشرقية إلى القدس الجديدة عام 1980وجعل القدس عاصمة يهودية إلى الأبد.
وضم الفيلم لقطات مؤثرة كالحاج موسى الذي بكى وهو يتحدث عن القدس وأبنائه الثلاثة في سجون الاحتلال. وهناك الطفل "حمزة الكركي" الذي قال "أعيش في خيمة وأشوف الأقصى أحسن من أني أعيش في قصر وما أشوف الأقصى" .