غزة – محمد حبيب
أحيا المواطنون في مدينة القدس، ذكرى النكبة الفلسطينية الـ 67 بمسيرات ضخمة، ومواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، استمرت حتى ساعات متأخرة من الليلة الماضية، وعمّت القدس العتيقة بحواريها وشوارعها وأزقتها، ومعظم بلدات وأحياء المدينة داخل حدود البلدية العبرية، وخارج الجدار العنصري.
وكانت شرارة هذه الفعاليات مسيرة ضخمة، انطلقت عقب صلاة الجمعة، من قلب المسجد الاقصى المبارك بمشاركة الآلاف من المُصلين، رفعوا فيها الأعلام الفلسطينية بكثافة ورددوا الهتافات الوطنية التي تؤكد على الوحدة الفلسطينية الوطنية.
وألهب وزير الأوقاف التركي محمد غورماز، مشاعر المصلين خلال خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى التي أكد فيها أن القدس والأقصى جزء من عقيدة وإيمان المسلمين ويجب تحريرهما.
واخترقت المسيرة شوارع القدس العتيقة، متحدية بذلك الإجراءات العسكرية والأمنية والانتشار المكثف لقوات الاحتلال المدججة بالسلاح، واشتبك المشاركون مع قوات الاحتلال في باحة باب العامود، أحد أشهر بوابات البلدة القديمة.
في الوقت نفسه، نظم الحراك الشبابي في حي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة مسيرة خاصة أحياء لذكرى النكبة، ومناهضة هدم المنازل في المنطقة، في حين انتظم عدد من الشبان والفتيان في ماراثون رياضي في حي رأس العامود في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى؛ إحياءً لهذه الذكرى، وأيضًا تخليدًا لذكرى استشهاد الفتى ميلاد عياش من الحي.
وشهدت عدد من حارات وأحياء وأزقة القدس العتيقة، الليلة الماضية، مواجهات عنيفة جدًا ضد قوات الاحتلال، تركزت في حي الواد، وحارتي باب حطة والسعدية، ألقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع ورد الشبان بالحجارة والمفرقعات النارية.
وأبرزت لجنة المتابعة في بلدة العيسوية وسط القدس؛ اقتحمت قوات الاحتلال، البلدة وشرعت بإطلاق وابل من القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على الشبان وبصورة عشوائية ومكثفة تسببت بحالات اختناق لعشرات المواطنين، وأيضًا نحو 15 شابًا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، في ما ردّ الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة والمفرقعات النارية.
وأفاد شهود عيان، أنّ مواجهات عنيفة شهدها محيط الحاجز العسكري "المعبر" قرب مدخل مخيم شعفاط وسط القدس، استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل، أشعل خلالها الشبان النار بإطارات السيارات لعرقلة تقدم جنود الاحتلال، في الوقت الذي اصيب فيه عدد من الشبان بأعيرة مطلطية، ولم يبلغ عن اعتقالات.
أعلنت شرطة الاحتلال، في بيان صحافي لها، أنّ ثلاثة من أفراد ما يسمى "حرس الحدود" بجيش الاحتلال أصيبوا بالحجارة الليلة الماضية خلال مواجهات عنيفة شهدها حيّ الصوانة القريب من أسوار المدينة التاريخية، كما أصيب أكثر من عشرة شبان بأعيرة مطاطية في مواجهات عنيفة امتدت حتى ساعات الليل المتأخرة على المدخل الرئيس الشمالي لبلدة الرام شمال القدس المحتلة، وتم تحويلهم الى المشافي لتلقي العلاج، في حين امتدت المواجهات الى بلدة بير نبالا شمال غرب القدس المحتلة للمرة الأولى خلال فعاليات إحياء النكبة في المنطقة.
وفي تطور لاحق، اعتقلت قوات الاحتلال، سبعة شبان من سكان مخيم قلنديا شمال القدس، على حاجز عسكري فجائي نُصب لهم على طريق قرية جبع قلنديا شمال شرق القدس، واقتادتهم الى جهة مجهولة.