غزة ـ محمد حبيب
يُصادف السبت الذكرى الـ26 لإعلان وثيقة الاستقلال، التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات، من الجزائر عام 1988، وتعد الإعلان الثاني للاستقلال بعد الأول الذي تم في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1948، عندما أعلنت حكومة عموم فلسطين الاستقلال في جلسة لمؤتمر المجلس الوطني. ولا زالت الكلمات التي ردَّدها عرفات حاضرة في أذهان أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، والتي قال فيها: "إنَّ المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وشكَّلت هذه الكلمات محور وثيقة إعلان الاستقلال التي خطها الراحل شاعر فلسطين الكبير محمود درويش، وصدح بها صوت القائد ياسر عرفات في قاعة قصر الصنوبر في العاصمة الجزائرية الجزائر، أمام المجلس الوطني الفلسطيني، معلنا بدء مرحلة جديدة من النزاع مع الحركة الصهيونية لتثبيت الحق الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة، وفي تثبيت القدس عاصمة لهذه الدولة.
وتمر ذكرى الاستقلال هذه الأيام، والقيادة الفلسطينية على أعتاب التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعترفت بتاريخ 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، بدولة فلسطين بصفة "مراقب" في المؤسسة الأممية.
ومن جانبه، أكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري، أنَّ تجسيد إعلان الاستقلال لدولة فلسطين لن يتم إلا بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام وآثاره الخطيرة التي تُعد أخطر ما يواجهه المشروع الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته.
وأوضح النائب الخضري أنَّ الاحتلال الإسرائيلي ينفذ كل سياساته لضرب أي احتمال لتجسيد إعلان الاستقلال وذلك من خلال فرض وقائع غير شرعية على الأرض ثم تتعامل معها كحقائق، فمن عزل القدس والعمل الدائم على تهويدها واستباحة واقتحام المسجد الأقصى المبارك والتوسع الاستيطاني في القدس والضفة الغربية إضافة إلى جدار الفصل العنصري إلى حصار غزة.
وناشد ، الكل الفلسطيني وخصوصًا حركتي "فتح" و"حماس"، ومع ذكرى إعلان الاستقلال، بضرورة نبذ الخلاف والتعالي على الجراح والبعد عن المناكفات والإسراع في اللقاء من أجل تعزيز الجبهة الداخلية وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني.
وأكد على الحق الفلسطيني في تجسيد إعلان الاستقلال حقيقة واقعة وذلك بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإنهاء الاستيطان والإفراج عن الأسرى وعودة اللاجئين، طالبًا من كل الدول الصديقة إلى الإسراع في الإعلان عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وممارسة ضغوط حقيقية في المحافل الدولية لإلزام "إسرائيل" بإنهاء الاحتلال.
وقدَّم الخضري شكره إلى الدول التي اتخذت مواقف مساندة للقضية الفلسطينية والتي اعترفت من خلال حكوماتها أو برلماناتها بالدولة الفلسطينية وأيضا الدول التي ترفض الاستيطان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية، مشدّدًا على أن إعلان الاستقلال لدولة فلسطين ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية لذلك على المجتمع الدولي العمل الفوري والسريع لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية.