غزة – محمد حبيب
أكدت الفصائل الفلسطينية أنَّ المساس بالأمن الداخلي في قطاع غزة "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه مهما كانت الأسباب، مطالبةً بتقديم المتهمين بأحداث الفوضى الأخيرة للقضاء.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها حركة "الأحرار" في مقرها في مدينة غزة مساء الأربعاء، بعنوان "دور الفصائل في مواجهة التحديات الأمنية".
بدوره، أكد النائب عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي، مشير المصري استعداد حركته للتضحية بكل ما تملك لتوفير الأمن في غزة، مشيرًا إلى أن حالات الانفلات والفوضى ما زالت في وضعها الطبيعي مقارنة مع الدول الأخرى.
وأضاف المصري: من الخطير أن يكون توجه سياسي لخريطة الأوضاع ونشر الفوضى في غزة"، مشددًا على أن تلك الجهات تستغل سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعانيها أبناء القطاع، لاسيما الموظفين الذين لا يتقاضون رواتبهم منذ أشهر عدة.
واعتبر أن التنسيق الأمني الذي تنتهجه السلطة مع "إسرائيل" لإضعاف غزة هو "تفكير خاطئ وسلوك مشين".
ووافق القيادي في "الجهاد الإسلامي" خالد البطش، على ما ذهب إليه المصري، مضيفًا: لا يمكن أن نسمح بتعرض غزة للخطر، لأن "المتضرر من وراء ذلك كله هو الشعب وليس "حماس" فقط.
وتابع البطش: القضاء هو الفيصل في قضية المتهمين بإحداث الفوضى في غزة، داعيًا إلى تشكيل لجنة للتأكد من البيانات التي عرضتها وزارة الداخلية.
وهذا ما طالب به القيادي في "الجبهة الديمقراطية" محمود خلف، مشددًا على أنَّ "الأمن الداخلي في غزة خط أحمر ولا يمكن أن نساوم عليه"، داعيًا إلى عدم الزج بأمن غزة الداخلي في المناكفات السياسية.
بدوره، شدد الأمين العام لحركة "الأحرار" خالد أبو هلال، على ضرورة تجريم كل من يحاول العبث بأمن غزة، مضيفًا: "كل عمل يخدم المقاومة هو عمل وطني، ومن يحاول نشر الفوضى فهو خائن، وخارج عن الإطار الوطني".
وأجمعت الفصائل على أنَّ سياسة الحكومة الإسرائيلية لن تتغير تجاه قطاع غزة، بل ستواصل التطرف في أراضي الضفة المحتلة وقطاع غزة، داعيةً إلى وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال.
وأضاف المصري: لا نعوّل على الانتخابات الإسرائيلية، والتجربة أثبتت إجرامهم جميعًا في سفك الدم الفلسطيني، مشيرًا إلى أن فوز نتنياهو للمرة الثانية دليلٌ على أن (الإسرائيليين) يتوجهون لمزيد من التطرف، مطالبًا ببناء إستراتيجية واضحة.
وهذا ما ذهبت إليه باقي الفصائل التي أكدت ضرورة وحدة كلمة الفصائل كافة ورصّ الصف، من أجل مواجهة مخططات حكومة نتنياهو الجديدة.
من جانبٍ آخر، أكدت الفصائل ضرورة استمرار العلاقة وتحسينها مع جمهورية مصر الشقيقة، مناشدة بضرورة فتح معبر رفح البري، وتسهيل حركة المسافرين من وإلى غزة.
وتابع أبوهلال: إننا بحاجة إلى العلاقة مع مصر، وكل الأحداث الجارية في مصر هي شأن داخلي لا علاقة للشعب الفلسطيني بها، مضيفًا أنَّ الموقف الفلسطيني يتسّم بالوضوح في علاقته مع مصر، لكن الضبابية تكمن في النظام المصري الذي ينساق وراء وسائل الإعلام الكاذبة.
من جانبه، شدد البطش على ضرورة الحفاظ على العلاقة مع مصر، مضيفًا: لا يمكن لنا معاداة مصر، ونحرص أن تبقى العلاقات متوازنة بيننا.
وأضاف القيادي في "الجبهة العربية الفلسطينية"، صلاح أبوركبة: نحن بحاجة لكل الدول العربية، لاسيما مصر الشقيقة، ويجب أن نتعامل مع أي حكومة مصرية تكون على سدة الحكم.