غزة – محمد حبيب
أكدت القوى الوطنية والإسلامية في الذكرى 98 لوعد بلفور المشؤوم، وقوفها صفًا واحدًا لحماية الانتفاضة الحالية والعمل على تطويرها وتوفير مقومات الصمود والتصدي لجماهير الشعب الفلسطيني، خصوصًا في مناطق الاحتكاك مع المستوطنين وبؤرهم الاستفزازية.
وشددت الفصائل خلال مسيرة في ذكرى وعد بلفور دعما لانتفاضة القدس والتي انطلقت من أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة غزة حتى مبنى الأمم المتحدة وقفتها أمام الأمم المتحدة على ضرورة تصليب الفلسطيني ورفض كافة المناورات الهادفة إلى إجهاض الانتفاضة.
ودانت الفصائل الموقف الأميركي الذي يتماهى مع موقف حكومة الاحتلال بالكامل المستمر في تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد للاحتلال في الوقت الذي يكثف من أشكال الضغط على الموقف الفلسطيني.
وأوضحت الفصائل على ضرورة توفير المناخ المناسب للإسراع في إنجاز ملف المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني والإسراع في تنفيذ قرارات المجلس المركزي في دورته الأخيرة.
وذكرت الفصائل أن "ذكرى وعد بلفور ما زالت تغص في حلق الفلسطينيين لأنه سبب الظلم التاريخي الذي يحيق بهم كما وسبب آلامهم وعذاباتهم ولم تنجح الأيام والأعوام بمسح الذاكرة الفلسطينية وحشوها بأحابيل وأكاذيب الرواية الصهيونية ومعها الدوائر الاستعمارية".
وأضافت الفصائل "إن هذه الانتفاضة العارمة التي تعم أرجاء وطننا وتجسد وحدة شعبنا في القدس والضفة وغزة وفي المثلث الجليل والنقب تمثل محطة نوعية على طريق نضال شعبنا ومقاومته من اجل انتزاع حقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمته القدس الشريف".
وسلمت القوى الوطنية والإسلامية مذكرة من خلال مندوب الأمم المتحدة إلى الأمين العام بان كي مون باسم الجماهير الفلسطينية تطالبه بالتدخل العاجل لوقف تطرف الدولة التي تمارسه إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وجددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تأكيدها على أنَّ وعد بلفور "وعد جائر وباطل ومرفوض، وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، محملة بريطانيا وكل من ساندها مسؤولية ما نتج عنه من معاناة حتى الآن، وذكرت الحركة في بيان لها بمناسبة الذكرى الـ 98 لوعد بلفور، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة عنه، الاثنين "إن فرض هذا الكيان كأمر واقع بالقوة عبر طرد شعبنا من أرضه لا يمكن أن يغير حقائق التاريخ والجغرافيا، لأن شعبنا يتمسك بحقوقه الثابتة والمقدسة، ويرفض التفريط والمساومة عليها مهما كلف الثمن".
وأكدت "حماس" تمسكها بنهج المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة كخيار استراتيجي قادر على ردع الاحتلال واسترداد الحقوق المسلوبة وتحرير الأرض والأقصى والمقدسات وتحرير الأسرى.
وشددت على ضرورة تعزيز الانتفاضة من خلال صف وطني موحد في وجه الهجمة الصهيونية على المسجد الأقصى، ودعت الحركة قادة الدول العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم "لتحمل مسؤولياتهم التاريخية لمساعدة شعبنا للتحرر من الاحتلال، بتوفير الدعم لشعبنا المنتفض، والضغط على الاحتلال لإجباره لوقف عدوانه على شعبنا والرحيل عن أرضنا ومقدساتنا".
ودعت المجتمع الدولي، خاصة المنظمات الدولية، إلى التحرك من أجل حماية اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم، وتأمين الحياة الكريمة لهم في سورية ولبنان والعراق وتجنيبهم ويلات الحروب الداخلية.
وحذرت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين الاثنين، من إنتاج وعد جديد على غرار "بلفور" لوقف لهيب انتفاضة القدس التي تدخل شهرها الثاني دفاعًا عن المقدسات الإسلامية، ورداً على الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين.
وذكرت الحركة في بيان صحافي صدر الاثنين بمناسبة ذكرى وعد بلفور "إن اليوم تمر ذكرى وعد بلفور المشؤوم، والذي منح غطاءً دوليًا لجرائم العصابات الصهيونية ضد أرض وشعب فلسطين؛ فكان سببًا في طرده وتشريده من وطنه، وتعرضه لمسلسلٍ طويل من المعاناة والآلام".
وأضافت "98 عامًا مرت دفع خلالها شعبنا فاتورة التقاء المصالح الغربية والصهيونية، التي ترجمها بيان وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور، والذي أعطى لليهود وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
وأشارت الحركة في بيانها إلى أن أعوامًا تمر، ومجازر وحشية ترتكب، ولا يزال شعبنا ثابتًا، متجذرًا في أرضه، يواجه بصدور شبابه العزل آلة القتل والعدوان الإسرائيلي، ينشدُ الكرامة، الحرية والاستقلال.
وجددت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، في ظل واقع شعبنا الأليم، وفصول المعاناة المتواصلة بحقه، والتي ترتبت على ذلك الوعد المشؤوم، العهد لجماهير شعبنا وأمتنا أنها ماضية في خيار الجهاد والمقاومة وصولًا لتحرير وطننا كاملًا دون التفريط بشبرٍ واحد من ترابه، مهما كلف ذلك من تضحيات.
وحذرت من التحركات التي تهدف لكبح انتفاضة القدس، ورأت فيها حلقة في مسلسل طويل من التآمر على شعبنا وقضيته - كانت بدايته وعد بلفور - بهدف حماية كيان الاحتلال، وضمان بقائه، وعليه فإننا ننبه إلى خطورة إنتاج وعد جديد يعطي للصهاينة حقاً في المسجد الأقصى والقدس.
وشددت حركة "الجهاد" على أن إقدام وبسالة شباب الانتفاضة المباركة، فضح المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال، وكشف للعالم جليًا مدى هشاشتها ووحشيتها؛ وما مشاهد الإعدام بدم بارد التي تستهدف الأطفال والفتيات الفلسطينيات أمام العدسات يوميًا، إلا نموذج على تلك الوحشية والإجرام الصهيوني.
وبينت أن قوة شعبنا وديمومة مسيرة جهاده أقوى من كل المخططات التي يراهن الأعداء على نجاحها في دفع شعبنا لليأس والاستسلام وتصفية قضيته، وما انتفاضة القدس المباركة إلا تعبير أصيل عن وضوح الرؤية لدى الشباب الفلسطيني الرافض للاحتلال ولكل الاتفاقات الظالمة معه.