دمشق نورا خوام
اتهمت منظمة "العفو الدولية" في تقرير صحافي لها نُشر، الثلاثاء، جميع الأطراف في النزاع السوري؛ بانتهاك القانون الإنساني الدولي وارتكاب الانتهاكات الجسيمة في حق حقوق الإنسان، بعد مقتل مدنيين في أعمال العنف.
وأكدت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان، أنّ جهات المعارضة المسلحة مثل "جبهة النصرة" اختطفت ما يقرب من 100 شخص، 142 منهم من الأطفال الذين تعرضوا إلى التعذيب في بعض الأوقات، وتم إجبارهم على دفع غرامات من أجل الإفراج عنهم.
وأوضح التقرير الصادر عن المنظمة، أنّ السكان الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب؛ شهدوا حملات من القصف الجوي التي شنتها القوات الحكومية السورية، وأشارت إلى استخدام القنابل البرميلية المدمرة إلى حد كبير في هذه الهجمات، فضلًا عن خزانات الوقود أو أسطوانات الغاز المليئة بالمتفجرات والشظايا.
وأبرزت بيانات صادرة من مجموعة مراقبة سورية، أنّ القنابل البرميلية قتلت 3124 مدني على الأقل في محافظة حلب بين كانون الثاني/يناير 2014 وآذار/مارس 2015.
وأظهر تقرير تلفزيوني للمنظمة، مشاهد مروعة توضح فظائع لا يمكن تصورها لما يعاني منه أولئك الذين يعيشون في الحرب الأهلية في سورية، ووصف مواطنون من مدينة حلب، الوضع في المدينة السورية التي مزقتها الحرب، بأنه مأساوي حيث يرون جثث الأطفال مقطوعة الرأس وأجزاء من الجثث ملقاة في الشوارع.
وأضاف أحد العاملين في مصنع محلي، بعد قصف استهدف الفردوس في العام 2014: "رأيت جثث الأطفال من دون رؤوس، وجثث في كل مكان"، وتابع: "هكذا أتصور الجحيم".
وتحدث جراح في إحدى المستشفيات السورية عن الإصابات المروعة التي يتعرض لها الناس خلال هجمات بالقنابل البرميلية، قائلًا: "لم نرى هذه الأنواع من الإصابات في أي كتاب طبي".
وأردف أنّ "القنابل البرميلية أفظع سلاح يتسبب في الكثير من عمليات البتر ويجعل الأمعاء تخرج من الجسم، إنها رهيبة جدًا، رأينا أشياء لا تصدق".
وزاد عضو في الدفاع المدني في مدينة حلب، أنّ المدنيين محاصرون في "دائرة الجحيم" بشكل مستمر حيث تمتلئ الشوارع بالدماء، منبهًا إلى أنّ الأشخاص الذين يقتلون ليسوا الذين يقاتلون.
وجددت المنظمة في ختام تقريرها، دعوتها إلى جميع أطراف النزاع السوري من أجل وقف الهجمات المتعمدة على المدنيين والأهداف المدنية مثل المستشفيات والمدارس؛ وإنهاء الاستخدام العشوائي للأسلحة مثل القنابل البرميلية وقذائف الهاون في المناطق المأهولة بالسكان؛ وطالبت بإنهاء الاعتقالات التعسفية والاختطاف والتعذيب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق.