غزة – محمد حبيب
دعا عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس تجمع "الشخصيات المستقلة" ياسر الوادية، إلى ضرورة تطبيق بنود المصالحة الوطنية والوصول لمطالب المواطنين في كل محافظات الوطن ومواجهة الأيادي التي وصفها بالخبيثة التي تلوث المجتمع الفلسطيني.
وأكد الوادية في تصريح صحافي الجمعة، أنَّ أصحاب ملفات "الفساد" وصانعي المصالح الحزبية ومن يعتاش على الانقسام ومعاناة المواطنين ويتاجر بدماء الشهداء ويتسوّق على جراح الشعب المكلوم ويفصّل القوانين على مقاس أهدافه يمثلون البطانة السيئة التي تفصل تنفيذ المصالحة الوطنية عن الشعب ويعطلون إعمار كل ما تم تدميره في قطاع غزة منذ عام 2008 ولا ينظرون سوى لمصالح بعضهم البعض وتجميد عمل حكومة التوافق الوطني على حد قوله.
وأوضح أنَّ "المستفيدين من تعطيل المصالحة الفلسطينية يتغذون على بيع كيس الأسمنت في السوق السوداء وأثروا جيوبهم منذ أعوام مضت باستثمارات فاحشة جلبت الهلاك للشعب وامتصت دماء الأبرياء ونشرت الفساد والعنصرية والمصالح الحزبية والشخصية في مجتمعنا"، مضيفًا أنَّ "حالة اللامصالحة واللاانقسام أصبحت واقعًا ملموسًا يريد منا أبطال التراشق الإعلامي أن نطبقه في الوطن خدمة لمصالحهم المقيتة".
وطالب الوادية كل رب أسرة يعيش تحت سقف بيت مدمر أو على أنقاض مصنعه أو نزح إلى مدرسة أو استقر في "كرافان" أو فقد مصدر رزقه بأن ينظر إلى أبنائه ويتذكر نخوته ويثور ضد من يعطل الإعمار ويجمد المصالحة ويهين تضحياته بمساعدات غذائية فارغة ومعونات مادية يتم توزيعها على أساس حزبي، داعيًا كل متضرري الانقسام من أبناء المعتقلين السياسيين وأهالي الشهداء والجرحى وضحايا التقارير الكيدية ومقطوعي الرواتب وممنوعي السفر وأصحاب المنازل المهدمة والمصانع المدمرة بأن يخرجوا من عباءة تنظيماتهم ويثوروا ضد كل من يعطل المصالحة والإعمار.
وذكر أنَّ "التجمع" لن يقف مكتوف الأيدي أمام كل المحاولات في الوطن للقفز على معاناة الشعب وسيواصل دوره في دعم تنفيذ المصالحة ودفع عمل حكومة التوافق الوطني، مشدّدًا على أنَّ الشجرة التي يقف عليها البعض لن تحميهم من بطش التاريخ وستكشفهم أمام أبناء شعبنا الذي نفذ صبرهم من رؤية تصرفاتهم الغير مسئولة واللامبالية بحق معاناتهم على حد قوله.
وكان المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، صرّح بأنَّه رغم التصريحات والمهاترات الإعلامية من قبل "حماس"، إلا "إننا في "فتح" سنواصل جهودنا بهدف إعادة إعمار قطاع غزة".
وأضاف، في بيان أصدره، الجمعة، "سنبذل كل جهد ممكن من أجل التغلب على الصعوبات التي تضعها إسرائيل من جهة وحماس من جهة أخرى؛ لأنَّ هدفنا وبوصلتنا لم ولن تتغير وستبقى بوصلتنا نحو القدس والدولة والوحدة الوطنية رغم أنف التيار الانقلابي الذي يسعى جاهدًا إلى حرف البوصلة عن الهدف الحقيقي، وإدخالنا دائمًا في آتون الخلافات الداخلية التي لا تخدم إلا حكومة نتنياهو".
وتابع القواسمي أنَّه "في الوقت الذي نخوض فيه معركة سياسية محتدمة يخوضها الرئيس محمود عباس، نسعى من خلالها إلى استصدار قرار من مجلس الأمن لوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال، والانضمام إلى كل المنظمات الدولية إذا ما تم إجهاض مشروع القرار، ومع تعاظم الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ومع احتدام معركة الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس من عمليات التهويد، وفي ضوء العدوان الإسرائيلي الغاشم على شعبنا ومقدساتنا، ومع ارتفاع وتيرة التهديدات من حكومة نتنياهو وقادة اليمين المتطرف ضد الرئيس والتي وصلت إلى حد التصريح بضرورة التخلص منه، تخرج علينا "حماس" كما عودتنا دائمًا بحملة إعلامية ضد الرئيس و"فتح" والحكومة تتساوق في أهدافها مع الحملات الإسرائيلية".
واستطرد "إننا إذ لم نكن نرغب في يوم من الأيام الدخول في سجال إعلامي داخلي جانبي، ولكننا نجد أنفسنا مضطرين لتوضيح الحقائق أمام محاولات حماس التضليلية، ونحن إذ نستهجن ما جاء في بيانها الأخير الذي يبرؤها من الوضع الإنساني الكارثي وخصوصًا الصحي في قطاع غزة ويبرئ إسرائيل من حصارها المستمر منذ أعوام وعدوانها الأخير, وذهابها بشكل مباشر لاتهام القيادة وفتح والحكومة الفلسطينية وقيامها بإلقاء التهم جزافًا على الآخرين في عملية تضليل مكشوفة ولا تنطلي على أحد في الساحة الفلسطينية".
وأكد القواسمي أنَّ حركة "حماس" تجبي ملايين الشواقل من القطاع الصحي شهريًا وتحول تلك الجبايات إلى خزانتها ولا تقوم بتقديم أي خدمة بالمطلق مقابل تلك الجبايات, كما رفضت رفضًا قطعيًا تنفيذ قرار الحكومة القاضي بإعادة 2500 موظف من الأطباء المتخصصين وغيرهم إلى القطاع الصحي لدعمه وتطويره وسد حاجات المواطنين، كما تعمل متعمدة على إعاقة إعادة الإعمار من خلال فرض رسوم الجمارك والضرائب على المواد الأساسية اللازمة لإعادة الإعمار, وترفض تسليم المعابر وتشترط وضع الحواجز الرقابية والتفتيشية على كل المواد التي يتم إدخالها إلى قطاع غزة، الأمر الذي أعاق وأخر وأوقف عملية إعادة الإعمار، كما عقدت اتفاقًا سريًا لوضع آليات الرقابة على إدخال مواد إعادة الإعمار ومن ثم هاجمت السلطة والحكومة على هذا الاتفاق.
ولفت القواسمي إلى أنَّ حركة "حماس" هي من تحكم قطاع غزة وترفض رفضًا قطعيًا تسليم الحكم, وعمدت منذ اللحظة الأولى لتشكيل حكومة الوفاق الوطني على تفجير المصالحة مرة من خلال إغلاق البنوك والاعتداء على المواطنين واعتقالهم, ومرة أخرى بإطلاق الرصاص على قيادات وكوادر حركة "فتح" أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلنا وشعبنا, وأيضًا من خلال ما قامت به من تفجير لــ15 بيتًا لقيادات حركة "فتح" في قطاع غزة إبان إحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد ياسر عرفات، واستمرارها في عمليات التهديد المباشر وغير المباشر لأصحاب الرأي والكتاب والإعلاميين، مؤكدًا أنَّ "فتح" كانت تتجاوز في كل مرة الجراح، لقناعتها أنَّ فلسطين وشعبها أكبر من كل الخلافات الداخلية، ولقناعتها أن "إسرائيل" وحدها من يستفيد من الانقسام وأن هذه القناعة لم ولم تتغير.