إقامة الحد في الموصل

مضى عام واحد منذ أن صدم تنظيم "داعش" العالم باجتياحه ثاني أكبر مدينة في العراق "الموصل". ومن خلال لقطات الفيديو والمقابلات السرية التي تحصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كشف بعض السكان في الموصل كيف انقلبت حياتهم رأسًا على عقب. وأوضح السكان أن الحياة تغيرت بداية من إجبارهم على ارتداء الحجاب انتقالًا إلى تدمير المواقع الأثرية القديمة في العراق. ويحكم "داعش" الموصل وفقا لتفسيره للشريعة.

وكشف المقيمون عن اضطرار السكان لمشاهدة عمليات الإعدام العلنية والالتزام بقواعد "داعش" الصارمة أو مواجهة المعاناة التي لا يمكن تصورها.

وادعت امرأة واحدة، واسمها هناء، أنها سمعت قصصا من امرأة تعرضت للإذلال علنا ​​بعد أن ذهبت إلى السوق مرتدية البرقع. وعندما رأى عضو في هيئة الأمر بالمعروف التابعة لـ"داعش" أيديها عارية، انتقدها وأمرها بارتداء زوج من القفازات السوداء.

وتذكرت أيضا مشهد رؤية الأب يكافح للعثور على ابنته الصغيرة لأنها كانت في حشد من النساء يرتدين جميعا الحجاب الأسود المتطابق.

وتحدثت هناء عن تجربتها الشخصية لكيفية تغيير حياتها منذ وصول "داعش"، وتذكرت مناسبة واحدة عندما توسلت إلى زوجها لاصطحابها إلى مطعم لأنها كانت تشعر بالملل في المنزل، وأن النساء تحت حكم "داعش" لا يستطيعون الخروج من المنزل دون مرافقة الذكور.

وأضافت هناء: بمجرد أن جلسنا، قال لي زوجي إنني أستطيع أن أكشف عن وجهي لأنَّه ليس لـ"داعش" تواجد داخل المطعم وهو مكان للعائلات، مضيفة: بعد ذلك بوقت قصير اقترب صاحب المطعم من زوجي وطلب منه أن يجعلني أغطي وجهي، خوفا من الانتقام من مقاتلي "داعش".

وكان صاحب المطعم خائفا من أن يقوم مقاتلو "داعش" بجلده، واعترفت هناء أنها فعلت كما طلب صاحب المطعم، خوفا على سلامته.

ومن ناحية أخرى؛ تعاني الطائفة المسيحية الأقلية في الموصل، على يد "داعش". وكانت امرأة مسيحية، تدعى مريم قد هربت من منزلها في الموصل للعيش في مدينة "أربيل" الكردية.

وأوضحت مريم أنَّها تركت وراءها أعظم شغفها في الحياة، وهي مكتبة ضخمة من الكتب، ومنذ مغادرة المدينة، قيل لها من قبل جيرانها أن كتبها العزيزة ألقيت إلى الشارع وأغلق منزلها. ورش على جدار منزلها، حرف "إن" دلاله على أنَّها "نصرانية" (مسيحية).

وكان تنظيم "داعش" نشر ـ في الآونة الأخيرة ـ صورًا جديدة من أحدث أعماله "الوحشية"، من رمي رجل متهم بالشذوذ الجنسي من غرفة من قاعة المحكمة، إلى رجم اثنين من الزناة حتى الموت، ونسف المساجد الشيعية في مدينة الموصل، وضريح جوناه، الذي دمر في العام الماضي.