تونس ـ كمال السليمي
اشتدّت الانتخابات الرئاسية التونسية حدة بعد ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع، وبدء عملية فرز الأصوات، حيث استبقت حملة السبسي النتائج الرسمية، بإعلان فوزه على حساب منافسه المنصف المرزوقي الذي اتهم منافسه بارتكاب مخالفات وتجاوزات "لا يمكن السكوت عنها".
وأعلن الباجي قائد السبسي فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد في تونس، بعد وقت قصير من انتهاء التصويت، وتوجه إلى منافسه، الرئيس المؤقت المنتهية ولايته المنصف المرزوقي وبعد شكر التونسيين على التصويت لصالحه، بالدعوة للعمل من أجل مستقبل تونس، وفق ما نقلت صحيفة "الصباح" على موقعها.
وكان مدير حملة السبسي، محسن مرزوق، أعلن مباشرة بعد إغلاق مكاتب التصويت فوز مرشح حزبه وزعيم "نداء تونس" العلماني، بالدورة الثانية من هذه الانتخابات، فيما نقل موقع صحيفة "الشروق" وموقع صحيفة "الصباح" التونسيين أنَّ حملة السبسي، أعلنت فوز مرشحها دون الإعلان عن أرقام أو نسب مئوية.
وتشير النتائج المبدئية حسب مصادر غير رسمية إلى تقدم الباجي قائد السبسي على منافسه الرئيس المؤقت المنتهية ولايته، المنصف المرزوقي، موضحة أنَّ الفارق بينهما قد يكون بضعة آلاف فقط.
وأغلقت مراكز الاقتراع في كل المحافظات في السادسة من مساء الأحد, وبدأ على الفور فرز الأصوات في مكاتب الاقتراع ليتم لاحقا تجميع النتائج في مراكز المحافظات, ثم في مقر الهيئة المستقلة للانتخابات في العاصمة.
ومن جانبه, نفى مدير حملة المرزوقي، عدنان منصر، صحة النتيجة التي أعلنتها حملة السبسي، مؤكدًا "لا أساس من الصحة لفوز السبسي"، مشيرًا إلى أنَّ فارق الأصوات التي حصل عليها كلا المرشحين قد يكون بضعة آلاف.
وأشار منصر إلى أنَّ حملة المرشح المنافس ارتكبت الكثير من التجاوزات غير القانونية، في مختلف مراكز التصويت على مستوى جميع المحافظات التونسية، موضحًا أنَّ الحملة وجّهت ملاحظات إلى هيئة الانتخابات.
وشدّد منصر على أنَّ حملة المرزوقي ستهنئ السبسي في حال تأكّد فوزه، محذرًا من نشر نتائج غير صحيحة في وسائل الإعلام لغاية "فرض أمر واقع", مشيرًا إلى الإقبال الكثيف للناخبين في الساعتين الأخيرتين من الاقتراع, ما يعني أن الاستطلاعات قد لا تأخذ في الاعتبار هذا الإقبال المتأخر.
ومن جهتها، ذكرت الهيئة المستقلة للانتخابات أنَّ نسبة المشاركة في عملية التصويت بلغت 48%، وكانت تقارير إعلامية أفادت بأنَّ مراكز الاقتراع لم تشهد زخمًا أو إقبالًا كثيفًا من الناخبين، معظمهم من كبار السن، في ظل غياب أعداد الشباب عن المشاركة في العملية الديمقراطية.
وكان 11 ألف مكتب اقتراع في الداخل التونسي فتحوا أبوابهم في الثامنة صباحًا بتوقيت تونس، حتى السادسة مساء، وشارك وفق الهيئة المستقلة للانتخابات 48% من أصل 5.3 ملايين تونسي، بينهم 390 ألفا في الخارج، يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات الأولى بعد رحيل نظام الرئيس الأسبق بن علي.