غزة/ رام الله – محمد حبيب/ وليد أبوسرحان
أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب أنَّ القيادة الفلسطينية قررت وقف أشكال التنسيق الأمني كافة مع الاحتلال، ردًا على الاغتيال المتعمد للوزير زياد أبو عين، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية.
جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلى بها الرجوب عقب الاعلان عن استشهاد الوزير أبو عين، أثناء قمع الاحتلال لفعالية لزراعة الزيتون في قرية ترمسعيا.
هذا، وأعلن الرئيس محمود عباس، الحداد ثلاثة أيام على استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" زياد أبو عين.
ووصف الرئيس الاعتداء الوحشي الذي أدى إلى استشهاد المناضل وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بـ"العمل البربري الذي لا يمكن السكوت عليه أو القبول به.
وأكد "إننا سنتخذ الاجراءات اللازمة والضرورية بعد معرفة نتائج التحقيق في استشهاد المناضل أبو عين"، مدينًا استمرار الحكومة الإسرائيلية بالاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكّد المتحدث باسم حكومة التوافق إيهاب بسيسو استشهاد زياد أبو عين رئيس هيئة مكافحة الجدار والاستيطان، صباح الأربعاء، بفعل اعتداء المستوطنين وجنود الاحتلال عليه .
وأضاف بسيسو، في تصريح صحافي، أنَّ "أبو عين كان يشارك في فعاليات غرس الزيتون في منطقة بورين، جوار الجدار العنصري الفاصل، قبل أنَّ تعتدي عليه قوات الاحتلال بالغاز السام، ما أدى لاستشهاده".
وأبرز بسيسو أنَّ "الحكومة لن تدخر جهدًا في سبيل التحقيق في هذه الجريمة، والعمل على رفع دعاوي قضائية في كل المحافل، بغية تحقيق القصاص العادل من مرتكبي هذه الجريمة"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "ضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف نزيف الدم الذي يتسبب به الاحتلال".
ونوه إلى أنَّ "هذه الجريمة ارتكبت أثناء الهجوم على الأبرياء وهم يدافعون عن حقوقهم بالمقاومة الشعبية، ومع هذا فإن الاحتلال تعمد قتل أبو عين بدم بارد"، مبرزًا أنَّ "الحكومة الفلسطينية ستعلن الحداد على روح أبو عين، وستقيم عرسًا وطنيًا بمشاركة الكل الفلسطيني".
بدوره، أكّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أنَّ جريمة قتل الشهيد زياد أبو عين ستحاسب عليها إسرائيل ولن تمر مرور الكرام.
وأضاف المالكي "سنعلن الحداد، 3 أيام كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكن لن نسكت على قتل الشهيد أبو عين، الذي كان ينتقل بين كل الضفة الغربية لمواجهة الاستيطان ومقاومة الجدار، بكل قوة، دون خوف أو تردد، وغير آبه بعنجهية الاحتلال وبربريته".
وكشف المالكي أنَّ "الرئاسة الفلسطينية أمرت بفتح تحقيق عاجل لمعرفة النتائج الحقيقية لمقتل الشهيد أبو عين، رائد العمل السلمي المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسوف نستمر في كشف جرائم الاحتلال على كل صعيد"، مؤكّدًا أنَّ "الشهيد أبو عين قتل بعدما ضربه جنود الاحتلال بأعقاب البنادق على صدره، ما أدى إلى تعرضه لإصابة بليغة ومن ثم استنشاق غاز سام ومسيل للدموع".
من جانبه، دعا عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" النائب قيس عبد الكريم "أبو ليلى" القيادة الفلسطينية للإسراع في الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية وسائر المؤسسات المعنية بإنفاذ القانون الدولي، لمحاكمة إسرائيل على جرائمها في حق شعبنا الفلسطيني.
وأكّد أبو ليلى "اغتيال الشهيد أبو عين جريمة تضاف لسجل الاحتلال الأسود في حق أبناء شعبنا الفلسطيني"، مشيرًا إلى أنَّ "أبو عين كان يقوم بواجبه في إطار حركة المقاومة الشعبية السلمية في الدفاع عن الأرض، وحقوق المواطنين في مواجهة الغزو الاستيطاني".
وشدّد على أنَّ "إسرائيل لا تميّز بين وزير ومواطن، لأن غريزة القمع متأصلة لدى الاحتلال، في قمع التحركات الشعبية التي تحتج على ممارساته غير الإنسانية"، موضحًا أنَّ "إسرائيل تهدف من وراء هذه الممارسات إلى كيّ وعي الفلسطينيين، وإجبارنا على الرضوخ للاحتلال"، مشيرًا إلى أنَّ "هذا الهدف مستحيل لأن شعبنا متأصل على هذه الأرض".
ودعا أبو ليلى الحركة الوطنية الفلسطينية لتصعيد المقاومة الشعبية كشكل من أشكال النضال والارتقاء بها إلى الانتفاضة الشعبية.
وفي سياق متصل، دعت حركة "حماس"، في بيان لها، السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، عقب استشهاد أبو عين، الذي نعته في بيان رسمي.
واعتبرت حماس "أنه آن الأوان لتحشيد كل قوى شعبنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي"، متقدّمة بخالص العزاء لشعبنا ولأهل الشهيد وذويه سائلين المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان.
وأدانت الفصائل الفلسطينية، الأربعاء، الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، والتي أدّت إلى استشهاد أبو عين.
وأكّد المجلس الوطني الفلسطيني، على لسان رئيسه سليم الزعنون أنَّ "ما تعرض له الشهيد زياد أبو عين هو عمل إرهابي بامتياز، مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي بكل عنصرية"، مطالبًا بمحاسبة إسرائيل على هذه الجريمة البشعة وعلى غيرها من الجرائم التي يجب على المجتمع الدولي، لاسيما الأمم المتحدة، أن تبادر فورًا لوضع الشعب الفلسطيني تحت الحماية الدوليّة".
ونعى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، المناضل الوطني ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان زياد أبو عين، مبرزًا أنَّ "اعتداء جنود الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة المقاومة الشعبية في ترمسعيا وعلى زياد أبو عين بالضرب وقنابل الغاز، مما أدى إلى استشهاده، يعبّر عن مدى همجية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي وجنوده"، مشيرًا إلى أنَّ "هذا الاعتداء الوحشي قد جرى في يوم إعلان حقوق الإنسان العالمي".
وأضاف البرغوثي، أنَّه على الرغم من القمع والتنكيل إلا أنَّ المقاومة الشعبية لن تنكسر أو تتراجع، وستستمر ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري، حتى الحرية والاستقلال، وأن الشهيد زياد أبو عين انضم لقافلة الشهداء الألفين ومئتين وستين، الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية هذا العام.
واستنكرت "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" استشهاد رئيس هيئة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الوزير زياد أبو عين، الأربعاء
وأكّدت الجبهة أنَّ "استشهاد أبو عين على يد قوات الاحتلال عمل همجي ولا يمكن السكوت عليه"، محمّلة حكومة نتنياهو المتطرفة المسؤولية الكاملة عن استشهاد أبو عين، داعية إلى "محاكمة نتنياهو كمجرم حرب".
ودعت الجبهة المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته، واتخاذ خطوات عملية لإثبات مصداقية مؤسساته القانونية والإنسانية، وإلزام دولة الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية، وإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني".
و نعت "الجبهة العربية الفلسطينية" أبو عين، مبرزة، في بيان صحافي، "إننا ونحن ننعي لجماهير شعبنا قائدًا وطنيًا ومناضلاً فذًا، وأحد رجال فلسطين الأوفياء، تشهد له ميادين وساحات النضال كافة، المناضل الكبير زياد أبو عين، الذي كان مثالاً للمناضل الفذ والمكافح الصلب العنيد، وها هو اليوم يقدم روحه الطاهرة فداءً للمبادئ التي آمن بها، ليجسد حلم شعبنا في دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ودعت الجبهة جماهير الشعب الفلسطيني إلى الانتفاضة في وجه الاحتلال، وفاء لروح الشهيد، ولأرواح شهداء شعبنا وثورتنا كافة، مؤكّدة أنَّ "دماء شهدائنا لن تذهب هدرًا".
بدورها، أبرقت حركة "الشبيبة الفتحاوية في فلسطين"، بيانًا نعت فيه أبو عين، لافتة إلى أنّ "القائد زياد أبو عين، الذي تعرض لإصابات واعتداءات متعددة أثناء قيادته ومشاركته في العديد من فعاليات المقاومة الشعبية في باب الشمس، والمناطير، وعين حجلة، وغيرها من مواقع الاشتباك مع المحتل، يرسم اليوم بدماءه الطاهرة درب الحرية والاستقلال، ويؤكد حتمية الانتصار على هذا الاحتلال النازي، وقطعان مستوطنيه، تضاف إلى تاريخه المشرف الذي خطه في أعوام عمره، الذي قضاه مناضلاً نقيًا، وأسيرًا من أجل الوطن، وها هو اليوم يختم حياته شهيدًا ورمزًا نضاليًا ابتغاءً للقدس وفلسطين".
وكان أبو عين قد تعرض لاعتداء من طرف جنود الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، أثناء فعالية لزراعة أشجار زيتون، في ترمسعيا شمال رام الله، حيث ضربه أحد الجنود بواسطة خوذته في صدره، إضافة إلى استنشاقه الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة، حيث جرى نقله إلى مستشفى رام الله الحكومي، وهناك أعلن عن استشهاده.
وتولى أبو عين مسؤولية هيئة الجدار والاستيطان، وكان وكيلاً لوازرة الأسرى والمحررين، وهو الفدائي الأول الذي اختطف من الموساد الإسرائيلي، ويتهمه الاحتلال بالوقوف خلف عمليات فدائية في ألمانيا.