القدس المحتلة – وليد أبو سرحان
عرضت الحكومة الإسرائيلية على تركيا مليار دولار تعويض لأسر ضحايا سفينة مرمرة التركية، مقابل إغلاق القضية وسحب الدعوى المرفوعة ضد تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية.
وأوضحت مصادر تركية، الجمعة، أن ذلك العرض المقدم من حكومة بنيامين نتنياهو جاء قبل أسابيع؛ بهدف تحسين العلاقات الإسرائيلية مع تركيا واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
وبحسب هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية IHH، فإن العرض الإسرائيلي الجديد تم تقديمه من خلال رجل أعمال يهودي مقيم في تركيا.
وسحبت تركيا سفيرها لدى تل أبيب بعد الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مرمرة" التركية التي كانت متجهة لفك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة العام 2010، مما أدى إلى مقتل 9 ناشطين أتراك وارتفع العدد إلى 10 لاحقًا بوفاة أحد المصابين، وتشترط أنقرة تقديم اعتذار إسرائيلي رسمي عن الهجوم ودفع تعويض مالي لأسر الضحايا، بالإضافة إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وبحسب الهيئة التي كانت مشرفة على تسيير السفينة إلى غزة، فإن الطّرح الإسرائيلي الجديد ينص على فتح خط بين تركيا وإسرائيل لنقل المساعدات إلى قطاع غزة، وتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وفتح الموانئ الإسرائيلية أمام المساعدات التركية المقدمة إلى أهالي القطاع دون تعرض هذه المساعدات إلى التفتيش من قِبل أجهزة الجمارك الإسرائيلية، بالإضافة إلى تعهد الحكومة الإسرائيلية بدفع غرامة مالية قدرها مليار دولار لأهالي الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في الحادث.
ومقابل ذلك، طلبت الحكومة الإسرائيلية من الحكومة التركية التخلي عن الاستمرار في القضية وسحب الدعوى المقدمة ضدّ الدولة الإسرائيلية في المحكمة الدولية.
ونقل موقع الهيئة عبر شبكة الإنترنت عن محامي الدفاع لأهالي الضحايا، جاهد غوك ديمير، بأنّه أبلغ الوسيط الإسرائيلي بأنّ "مسألة رفع الحصار المفروض على قطاع غزة أمر لا يمكن التساوم فيه، وأن الطرح الإسرائيلي بشأن تخفيف الحصار مرفوض ما لم تتعهد الحكومة الإسرائيلية برفع هذا الحصار بشكلٍ كامل ومن دون شروطٍ أو تعهدات"، على حد تعبيره.
وفي خطوة تعكس مدى تراجع العلاقات بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ألغى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في السادس من الشهر الماضي، مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن، بعد أنَّ تبين مشاركة شخصيات إسرائيلية في جلسة المؤتمر التي كان من المخطط أنَّ يلقي كلمة فيه.
ودخلت العلاقات الإسرائيلية التركية "المتدهورة من الأساس" في منحى جديد من التدهور، بعد سلسلة من الاتهامات بين كبار قادة البلدين، على خلفية انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مسيرة باريس، ووصفه إياه بـ"المتطرف".