غزة – محمد حبيب
أعربت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، الأحد، عن قلقها من موافقة الاحتلال الإسرائيلي على نشر أفراد من الشرطة الفلسطينية في زي وعتاد عسكري في ثلاث بلدات واقعة شرقي القدس المحتلة بشكل دائم، محذرة من وجود تعهدات من طرف السلطة الفلسطينية مقابل السماح بانتشار الشرطة.
وكانت مصادر فلسطينية أكدت موافقة الارتباط الإسرائيلي على انتشار الشرطة الفلسطينية في بلدات الرام وأبو ديس وبدو، حيث يتم العمل حاليًا على تأمين كامل الاحتياجات اللوجستية، من مقر ملائم واحتياجات ثانية؛ لتأمين تواجد قوات الشرطة في المنطقة.
وتتواجد الأجهزة الأمنية الفلسطينية في ضواحي القدس بشكل غير رسمي منذ أكثر من 20 عامًا، إذ يحظر عليهم ممارسة أي نشاط أمني من دون تنسيق مسبق، وتخضع ضواحي القدس للسيطرة الأمنية من طرف الاحتلال والمدنية الفلسطينية.
وأبرز القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين يوسف الحساينة، أنّ هذه الخطوة تأتي لقطع الطريق على أية حالة نهوض وإحداث انتفاضة وهبة جماهيرية في وجه الاحتلال.
وطالب الحساينة السلطة الفلسطينية بمصارحة الشعب الفلسطيني، عن التعهدات التي قطعتها على نفسها مقابل السماح بانتشار الشرطة في تلك القرى بحجة "ملاحقة المخالفين"، منوهًا إلى أنّ مصطلح "ملاحقة المخالفين" فضفاض، ويحمل أكثر من معنى.
وشدد على ضرورة تحديد المهام الحقيقية للقوات الفلسطينية، للتأكد من عدم وقوعها في فخ التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يأتي في سياق الالتفاف حول حقوق شعبنا، حيث بات التنسيق الأمني سيفًا مسلطًا على أهالي القدس المحتلة والفلسطينيين.
كما جدد مطالبته بوقف التنسيق الأمني الذي يوفر للاحتلال مزيدًا من الوقت لتهويد المدينة المقدسة، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، ووجه إلى ضرورة قطع الطريق أمام الاحتلال لوقف الانتفاضة الشعبية الحقيقية، والتوحد لتنظيم فعاليات لمقاومة ومواجهة الاحتلال.
في سياق متصل، أشادت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بتصاعد العمليات البطولية الفردية لشباب وأبطال الضفة الفلسطينية والقدس المحتلة، ورأت فيها ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال، وأخيرًا قتل فتى مقدسي بدمٍ بارد.
وشددت "الجبهة" على أنّ "الهبة الشعبية المتواصلة في مدينة القدس، ومبادرة الشباب الفلسطيني في الضفة والقدس إلى الرد؛ يثبت تصميم شعبنا على المضي في طريق المقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال".
ورأت الجبهة في تصدر الشباب الفلسطيني هذه العمليات ما يفرض علينا جميعًا أن نكون تضحياتهم، مناشدة بضرورة تحويل انتفاضة الشباب العفوية إلى حالة منظمة تشارك فيها القوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات الرسمية والمجتمعية، بما يفتح على مواجهة شاملة مع هذا الاحتلال "الكولنيالي" العنصري المجرم.
وأشارت إلى أنّ الاحتلال الصهيوني وقيادته المتطرفة والمتشددة كما كل مرة تحاول استثمار تصاعد عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي، واستمرار العدوان والممارسات والإجراءات ضد أبناء شعبنا ملفًا من ملفات التفاوض لاستمالة الأحزاب الصهيونية للانضمام إلى الحكومة، مركزة على أنّ هذا يؤكد الحاجة الماسة إلى توحيد طاقات شعبنا في مواجهة الإجرام الصهيوني، واستثمار جميع الإمكانات بما فيها التوجه الجدي إلى المؤسسات الدولية وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية؛ لإدانة هذا الاحتلال وقياداته المجرمة.