مهرجان حاشد في غزة

نظَّمت "الجبهة الشعبية" لتحرير فلسطين في محافظات غزة الاثنين، مهرجانًا تضامنيًا حاشدًا في إطار فعالياتها الإسنادية التي أقرَّتها ضمن حملة "التضامن مع القائد أحمد سعدات والمناضل العربي اللبناني جورج عبد الله".

وفي كلمة باسم "الجبهة"، نقل عضو اللجنة المركزية العامة علام الكعبي، تحيات الأمين العام الأسير أحمد سعدات، وأعضاء فرع "الجبهة" في سجون الاحتلال إلى الحضور الذين لبُّوا دعوة الدعم والإسناد لقضية الأسرى العادلة.

وأشار الكعبي، إلى أنَّ هذا المهرجان يأتي في إطار التضامن مع المناضل العربي الأممي جورج عبد الله المختطف في سجون الدولة الفرنسية منذ أكثر من 30 عامًا، كما توجَّه بخالص التحية إلى أهالي القدس "الذين حوّلوا أحياء القدس إلى كتلة من اللهب والانتفاضة في وجه الاحتلال ومستوطنيه".

وأشاد الكعبي، بصمود القائد أحمد سعدات والحركة الوطنية الأسيرة، معتبرًا أنَّهم الممثل والرمز الشرعي والأصيل لنضال شعبنا العادل لنيل الحرية والاستقلال والصورة المشرقة والسيادة الوطنية والمقاومة لكنس الاحتلال من كل شبر من الأرض المحتلة.

وأضاف "إنَّ الأسيرات والأسرى هم حماة شرعية المقاومة الفلسطينية، ومن يرمز إلى الجوهر الإنساني للقضية الوطنية الفلسطينية، لذلك جاء الوقت لننتصر لهذا القائد الكبير ولكل الأسيرات والأسرى، ولنسمع العالم صوتنا وصرختنا، ولنؤكد وقوفنا إلى جانبهم، إنَّ هذا هو وقت الوفاء وتجديد العهد لهم لتحريرهم".

وتابع "علينا التصدي وبحزم لكل الإجراءات التصعيدية الأخيرة التي تنفذها مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسيرات والأسرى وعلى نحو خاص أسرى الجبهة ورمزها وملهمها القائد أحمد سعدات".

وأوضح الكعبي، أنَّ عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال تجاوز الـ550 معتقلًا، وأنَّه تمَّ تجديد اعتقال العشرات لفترات مختلفة، الأمر الذي يعني أنَّ الاحتلال ماضٍ في سياساته التعسفية والعقابية.

وأفصح عن نقاش يجري داخل الحركة الوطنية الأسيرة بغرض مقاطعة المحاكم العسكرية وأنَّ وهناك موقف يتبلور داخل فرع الجبهة في السجون لمواجهة قرار منع ذوي الأسرى من زيارتهم، والتضييق عليهم في الأمور الحياتية والمعيشية، واستمرار سياسة القمع والتفتيش والعقوبات الجماعية، والحرمان من الكنتين.

كما أعرب الكعبي عن استنكاره الشديد لسماح إدارة مصلحة السجون إدخال السلاح مع الجنود وقت المداهمات والتفتيش، و للقرار الذي صدر أخيرًا بتمديد الإجراءات التعسفية بحق سعدات بمنعه من رؤية ذويه ومنع زيارة المحامي عنه.

وصرّح بأنَّ "قضية الأسرى تحتاج إلى خطوات كفاحية وإسناد خارجي وتسليط الضوء إعلاميًا على كل ما يتعلق بالحركة الأسيرة والاعتقالات اليومية

الإدارية" مشددًا على أهمية إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط الذي جرى اعتقالهم أخيرًا.

ونوَّه الكعبي إلى أنَّ ما تقوم به الجهات الرسمية المسؤولة عن ملف الأسرى في هذا الإطار لا يرتقي إلى المستوى المطلوب، بل وأحيانًا يشكّل عقبة

في طريق تحرر الأسرى أو تشويهًا لحقيقة نضالهم وصمودهم والقفز على تضحياتهم ومعاناتهم، وإزاء ذلك طالب بوقف الرهان على وعود الاحتلال بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين أو إخضاعها للمزاد والمفاوضات أو للابتزاز.

كما طالب بضرورة أن تشمل أي صفقة تبادل أسرى مقبلة قضية الأسرى القدامى، وأسرى الأهالي في الـ48 والقدس، والمرضى، والأسيرات، والأسرى العرب، مشددًا على ضرورة أن تشمل هذه الصفقة المناضل العربي جورج عبد الله الموجود في السجون الفرنسية التي ترفض السلطات الفرنسية إطلاق سراحه.

وفي ختام كلمته، دعا الكعبي كل القوى الوطنية والإسلامية والقوى العربية وأحرار العالم للمشاركة الواسعة في نشاطات دعم وإسناد الأسرى ومع حملة التضامن مع القائد أحمد سعدات والمناضل العربي جورج عبد الله، بمختلف الأشكال والدعم السياسي والإعلامي والنضالي والمالي، وتنظيم المسيرات الشعبية والجماهيرية والندوات العامة والوقفات الاحتجاجية على امتداد الوطن المحتل وفي المنافي والشتات.

وفي كلمة باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، وجَّه منسق اللجنة وعضو المكتب السياسي لـ"الجبهة العربية" أحمد سلامة، التحية إلى الأسرى، قائلًا "أسرانا الأبطال أنتم من تبثوا فينا العزيمة والإصرار وتعلموننا أنَّ الإرادة الحرة لا يمكن أن تكسر وأن المناضل الحق لا يمكن أن يحني هامته مهما بلغت سياسات القتل والبطش والتعذيب وإنه سيبقى متمسكاً بأهدافه أو أن يقضي دونها بشرف وكرامة".

وأشار إلى أنَّ ما تمارسه إدارة السجون الإسرائيلية من عدوان متواصل على أسرانا يكشف الوجه الحقيقي اللا إنساني واللا أخلاقي لحكومة الاحتلال

التي تستخدم قضية الأسرى البواسل ورقة ابتزاز للشعب الفلسطيني.

كما تعرَّض سلامة في حديثه إلى الإجراءات والاعتداءات المتكررة بحق الأسرى وذكر منها العزل الانفرادي، اقتحام الغرف الاعتداءات الجسدية والضرب المبرح إضافة إلى استخدام السلاح الناري المخالف للقوانين والأعراف الدولية وسوء الطعام المقدم وسياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي أودى بحياة الكثيرون.

وتعهَّد باستمرار مساندة القائد أحمد سعدات وكل الأسرى الذين يتعرضون إلى أبشع الانتهاكات في معركتهم داخل السجون.

كما طالب بضرورة تفعيل كل القوانين والاتفاقات الدولية التي تحمي الأسرى وعلى رأسها اتفاق "جنيف" الرابع والبروتوكولات الملحقة المتعلقة

بقواعد معاملة المعتقلين التي وقع عليها الاحتلال الإسرائيلي.