البيت الأبيض

كشف البيت الأبيض أخيرًا، النقاب عن شريط مسجل يظهر فيه رئيس الولايات المتحدة الأميركية رونالد ريغن، في محاولة لتهدئة رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق مارغريت تاتشر، بعد الغزو الأميركي لغرينادا في الكومنولث، دون سابق إنذار. وفي تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1983، أمر الرئيس الأميركي آنذاك، قواته بغزو جرز الكاريبي، بعد الإطاحة برئيس الوزراء موريس بيشوب وقتله، الأمر الذي أثار انتقادات شديدة اللهجة من بريطانيا وكندا وترينيداد وتوباغو.

وبيّن التسجيل أنَّ في الوقت الذي احتدم فيه القتال، اعتذار الرئيس ريغان للمرأة الحديدية حليفته الدولية الأقرب، متحدثًا بكلمات لا تخلو من سحر خطابته المعتاد قائلًا "إذا كنت هناك يا مارغريت، لكنت قد بقيت في بلدي قبيل الإقدام على ذلك"، فيما جاء رد مارغريت حاسمًا، حيث قالت "لم يكن هناك داعٍ لفعل ذلك على الإطلاق".

وحاول ريغان أثناء الحديث المطول، توضيح حقيقة أنَّ بلاده، كانت تخشى الإفصاح عن أمر الغزو سابقًا، لأي شخص أو دولة كانت وعلى رأسهم دول الكاريبي، خشية الوشاية بقرار الغزو.

وأضاف ريغان في حديثه مع تاتشر "بالمناسبة، دعيني أنقل لك كم كنا حريصين على  عدم إعطاء أية إجابات حالية وواضحة  لدول الكاريبي، لقد أخبرناهم أننا نخطط لفعل ذلك؛ لكننا كنا نخشى من هذه المصادر وما يمكنها أن تفعله، فقد كان بإمكانها أن تقدم على إلغاء المهمة، ما يعرض حياة المدنيين للخطر؛ لكن بمرور الوقت انقضت ساعة الصفر، وكانت قواتنا في طريقها إلى هناك ، أرغب في إعلامك أنه لم يكن لدينا ذلك الشعور بانعدام الثقة، فنهايتكم هي نهايتنا بالتأكيد".

وكانت لهذه الكلمات الخاصة بخشية تسريب الأمر وافتضاحه تأثير السحر على تاتشر، التي عبَّرت عن مخاوف مماثلة  كانت تخشاها أثناء الأمر بغزو جزر فوكلاند، موضحة "أعلم جيدًا بشأن هذه الأمور الحساسة وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بغزو  جزر فوكلاند؛ لهذا لن أتحدث كثيرًا عن الأمر حتى في هذا الاتصال السري، حيث أنَّ شيئًا لن يُغيّر ما حدث، أعلم ذلك جيدًا فالقوات في طريقها إلى جزر الكاريبي، وأنا آمل أن تنجح العملية".

يُذكر أنَّ الكاتب ويليم دولي، هو المسؤول الرئيسي عن كشف التسجيل الصوتي، حيث كان قد صرَّح بأنه "حتى الآن كان يُعتقد أنه تمَّ إيقاف عمليات التسجيل في عهد نيكسون؛ ولكن ما توصلت إليه أثبت عكس ذلك تمامًا".

ووصف الصحافي المحادثة المطولة بأنَّها "أحد أبرز المحادثات الرئاسية السرية، حيث كان ريغان واقعًا في أزمات عدة".