غزة – محمد حبيب
أثار اغتيال جيش الاحتلال للأسير المحرر معتز حجازي فجر الخميس، ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية الفلسطينية الرسمية والشعبية، التي دعا معظمها إلى تفعيل دور المقاومة المسلحة وإشعال فتيل انتفاضة ثالثة.
وأكد الأمين العام لحركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، أنَّ "الشعب الفلسطيني بأسره في حالة انتفاضة وخصوصًا في القدس ردًا على الإجرام و التنكيل الإسرائيلي، و ما يتعرض له المسجد الأقصى من إغلاق غير مسبوق و تهويد واستباحة".
وأشار البرغوثي في تصريح صحافي مساء الخميس، إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي "بسياسته الاستيطانية ومحاولاته تكريس نظام الاستعباد العنصري للشعب الفلسطيني قد استفزت مشاعر الشعب الفلسطيني بأسره".
وأضاف أنَّ "الانتفاضة الثالثة التي تتصاعد على شكل موجات متتالية ستستمر ولن يوقفها القمع الإسرائيلي مهما بلغت وحشيته، لاسيما الاغتيال الوحشي الذي نفذه جيش الاحتلال للشاب معتز حجازي والذي يدل على أنَّ إسرائيل تتبع شريعة الغاب و لا تفهم لغة القانون".
ودعا البرغوثي الشعب الفلسطيني بأسره إلى النهوض الجمعة للدفاع عن المسجد الأقصى وعن كرامة الشعب الفلسطيني وحريته.
ومن جهته، انتقد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق الخميس، المواقف العربية إزاء تصاعد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وأوضح أبو مرزوق على هامش افتتاح مركز العيادات الطبي "اندونيسيا-إخلاص" جنوب شرق مدينة غزة، "نرى القدس تنتهك يوميًا، وهي تنادي الأمة أن تستيقظ من نومها وأن تدافع عنها، وتدفع الغالي والرخيص لنصرتها، لكن للأسف هناك خطاب ليِّن اتجاه الأعداء من بعض العرب".
وأضاف أنَّ المطلوب من أبناء الأمة الإسلامية والعربية وزعاماتها هو المقاومة والجهاد للدفاع عن المسجد الأقصى، مشدّدً على أنَّه لن يحمي أبناء شعبنا ويمنع الاستيطان وتهويد المسجد الأقصى إلا تفعيل المقاومة "التي تعز الشعب الفلسطيني وتحمي الديار والمقدسات والأشخاص".
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي عادل سمارة، أنَّ "الوضع في الأراضي الفلسطينية خصوصًا في القدس والضفة المحتلة وصل درجة الغليان، كنتيجة حتمية للسياسات الإسرائيلية ضد الضفة والقدس، عملية اغتيال المتطرف يهودا غليك أعطت إشارة واضحة لانتفاضة مختلفة".
كما وتوقع سمارة في لقاء صحافي، أن تشهد الأيام المقبلة حالة غليان في جميع نقاط التماس مع قوات الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين، مشيرًا إلى أنَّ التصعيد الشعبي الفلسطيني لن يقف أمامه "عائق".
وبيّن أنَّ الحراك الحاصل في الضفة والقدس"حراك عفوي"، قائلًا "الانتفاضة لا يخطط لها بشكل حكومي أو على مستوى قرار حزبي إنما حالة شعبية عفوية تنتج على سياسات ظالمة"، مبديًا خشيته من وقوع صدام بين المنتفضين وقوات امن السلطة التي ستحاول إخماد أي تحركات شعبية.
ولفت إلى أنَّ المواطن الفلسطيني في الضفة المحتلة لا يحتاج إلى تعبئة لانتفاضة ثالثة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أنَّ الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والسياسات الإسرائيلية منذ احتلال الضفة والقدس في عام 1967م شكلت تعبئة كافية لدى المواطن الفلسطيني.
وتوقع أن تنتج عن الإجراءات الإسرائيلية التي تجري بعد عملية اغتيال يهودا غليك إلى مزيد من تأجيج الشارع الفلسطيني، قائلًا "على إثر الاعتداءات الإسرائيلية أتوقع تحرك لجان شعبية للتصدي لعربدة المستوطنين في الضفة والقدس".