غزة – محمد حبيب
صرَّح مستشار الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال يعقوب عميدرور، بأنَّ "كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تعمل بعد الحرب الأخيرة في قطاع غزة على تطوير بنيتها الهرمية والتنظيمية بشكل مثير جدًا" على حدّ تعبيره.
ونقل موقع "أزرائيل ديفينس" العبري عن الجنرال الإسرائيليّ قوله، إنَّ "تحديات إسرائيل للعام 2015، امتلاك حماس لـ3500 صاروخ بعد عملية الجرف الصامد على قطاع غزة صيف 2014، فضلًا عن تطويرها منظومة الأنفاق الهجومية بشكل كبير".
وأشار عميدرور إلى أنّ "حركة حماس ستعتمد على تطوير قدراتها الصاروخية بشكل ذاتي وبخاصة فيما يتعلق بالتزود بالصواريخ وذلك بعد التشديد المصري على قطاع غزة"، وشدّدّ على أنّ "حركة حماس تقوم بتطوير بينتها العسكرية، الأمر الذي يؤكّد على أنّها ستتطور لتمتلك مفاجئات جديدة مختلفة عن الحرب الأخيرة، متوقعًا أنْ تفاجئ حماس "إسرائيل" بعمليات نوعيّة لم تستطع تنفيذها خلال الحرب الأخيرة"، حسبما ذكر.
وأضاف عميدرور، إنّ "القيادة العسكريّة لحركة حماس التي يقودها مروان عيسى ومساعده أيمن نوفل تعمل على تجديد البنية الهرمية العسكرية للقيادة في جنوب القطاع بعد اغتيال رائد العطار ومساعديه خلال الحرب الأخيرة"، داعيًا جيش الاحتلال لأنْ يكون جاهزًا للقتال البريّ وقتال الشوارع في لبنان وإلى حرب استنزاف في غزة وإلى عملية في إيران، مشيرًا إلى أنّ ذلك ليس سهلًا أو رخيصًا.
وأكد أنَّ "إسرائيل تأخذ في الحسبان تهديد حماس المتصاعد، والتي بنيت بمساعدة إيرانية ولديها إمكانيات عسكرية لا بأس بها، والأكثر أهمية منها هي إمكانية الإنتاج الذاتي للصواريخ والقذائف بعيدة المدى ومنظومة الأنفاق باتجاه دولة إسرائيل".
والسؤال الكبير، برأيه، هو "بأي وتيرة ستعيد حماس لنفسها الإمكانات التي خسرتها، فالسلطة الحالية في مصر هي العقبة الكبرى بالنسبة إليها، ويوجد لحماس أيضًا بنية هرمية عسكرية منظمة وتثبت إمكانيات التعلم والتطوير بشكل مثير، وهي تفهم أيضًا أنها في الحملة الأخيرة فشلت أغلبية المفاجآت التي أعدتها، وأنها لا بدّ من تحضير نفسها بشكل أفضل في المستقبل".
وتابع الجنرال الإسرائيليّ: "إلى جانب حماس تعمل منظمة الجهاد الإسلامي التي أقيمت من قبل إيران ويتم تفعيلها إلى حد كبير على أيدي إيران، هي منظمة صغيرة تعتبر جودة الصواريخ والقذائف التي تملكها أقل من تلك التي لدى حماس، لكنها ليست منظمة هامشية عديمة الأهمية".
ونوَّه بأنَّه "في حدود سيناء وهضبة الجولان على الجيش الإسرائيلي أنْ يأخذ في الحسبان تزايد المنظمات المتطرفة التي يرتبط بعضها بداعش وتعمل جميعها على تحسين قدراتها وتقوية نفسها".
وقال أيضًا: "حاولت قبل بضعة أيام تلخيص الوضع الأمني لدولة "إسرائيل" في بداية السنة الجديدة، وعندما بدأت في تعداد التهديدات لاحظت أنّ أيّ جيش حقيقي لا يظهر في صورة التهديدات الآنية، مع أنه ما زالت هناك دول في المنطقة لها جيوش وعلى رأسها مصر، ولكن لا يبدو أنّ "إسرائيل" هي التي تقف في سلم اهتمامات الجيش المصري".
وأضاف: "كما أنّهم لم يضمنوا بعد سيطرتهم على مصر نفسها ولم يجدوا حلولاً لمشاكلها"، وبرأيه، فإنّ "باقي الجيوش في المنطقة لم تعد ذات جدوى من نواح عديدة، فالجيش السوريّ يركز قوته في القتال ضد مواطنيه، ولكن توجد لديه وسائل قتالية غير قليلة، مع أنّ وحداته العسكرية قد تضررت، والروح المعنوية لديه منخفضة جدًا والكثير من قادته قلقون على حياتهم عند انتهاء الحرب لمصلحة الطرف الآخر".