القدس – محمد حبيب
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر الخميس، أن مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية نسيم بن شطريت أرسل الأربعاء، رسالة إلى وزير الخارجية المنتهية ولايته افيغدور ليبرمان حذّره فيها من أن اسرائيل ستدفع "ثمناً باهظًا" في العديد من القضايا الأمنية والسياسية بسبب الأزمة الخطيرة المستمرة والعلنية في العلاقات مع الإدارة الأميركية. ودعا بن شطريت في رسالته إلى القيام بإجراء سريع لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأكدت "هآرتس" أن نسخة من الرسالة الموجهة لليبرمان وصلتها، مشيرة إلى أنّ بن شطريت يفصّل فيها موقف المستوى المهني في الخارجية الإسرائيلية تجاه سلسلة القضايا التي على إسرائيل مواجهتها خلال الأسابيع القريبة المقبلة فور تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وأوضحت أنّ بن شطريت شدد على أنّ التنسيق الوثيق مع الإدارة الأميركية هو أمر حيوي لإسرائيل ويرتبط بصورة مباشرة بقدرة إسرائيل على مواجهة جميع التحديات السياسية والأمنية التي تنتصب أمامها.
وأضافت أنّ بن شطريت أشار إلى أنّ من بين القضايا التي ستواجهها إسرائيل ربما قبل توقيع الاتفاق مع إيران في الـ 30 من حزيران/يونيو المقبل، هي مشروع القرار أمام مجلس الأمن الذي ستبادر له فرنسا والمتعلق بمطالبة الفلسطينيين الاعتراف بهم كدولة كامل العضوية في الأمم المتحدة، مضيفًا أنّ من شأن مشروع القرار أن يحدد مؤشرات لحل القضايا الجوهرية المطروحة مثل حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية على اساس حدود العام 67 مع تبادل للمناطق.
وبينّت أنّه وحسب رسالة بن شطريت فإن القضية الثانية التي على إسرائيل مواجهتها، هي الدعوى الفلسطينية ضد إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، فيما تتناول القضية الثالثة الضغط على إسرائيل بخصوص الموضوع النووي الإيراني في إطار الميثاق لمنع انتشار الأسلحة النووية وكذلك مواجهة المبادرة ضد إسرائيل والمطروحة من قبل الوكالة الدولية للطاقة.
بالإضافة إلى ذلك ذكر بن شطريت أن من بين القضايا الهامة التي ستضطر إسرائيل إلى مواجهتها هي بلورة موقف واضح فيما يتعلق بتسليح "حزب الله" الآخذ بالتعاظم على الحدود الشمالية، حيث وصف بن شطريت هذه المسألة "بالمصيرية والأكثر إلحاحًا أمام إسرائيل"، واعتبر أن مواجهة هذه المشكلة بدون التنسيق مع الولايات المتحدة هي مهمة غير ممكنة.
ولفتت الصحيفة إلى أن بن شطريت لم يوضح في رسالته ما هي الخطوات التي ستؤدي إلى إصلاح سريع للعلاقات، فيما يعتقد مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة أنّ إحدى هذه الخطوات يتمثل في استبدال السفير الإسرائيلي الحالي في واشنطن رون درامر، الذين يتهمونه بالمسؤولية عن الأزمة الحالية في العلاقات مع الإدارة الأميركية بسبب دوره في دعوة نتنياهو لإلقاء الخطاب أمام الكونغرس الأميركي.
وأشار أحد كبار الموظفين في وزارة الخارجية إلى أن كتاب بن شطريت جاء نتيجة الشعور السيئ والتقارير السلبية الواردة من الممثليات الإسرائيلية في الخارج وتحديدًا من الولايات المتحدة، حيث تصل بشكل يومي رسائل من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة ومن أشخاص مناصرين لإسرائيل يُعبرون فيها عن قلقهم من خطورة الأزمة وعدم كبح جماحها.