الاحتلال الإسرائيلي

قرر الإحتلال الإسرائيلي، تسليم قائمة بأسماء 119 شهيدًا للجهات الفلسطينية المعنية، تمهيدًا لنقل رفاتهم لذويهم بعد سنوات طويلة من احتجازها، في مقابر الأرقام السرية.
 
وأكد منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والمفقودين سالم خلة، اليوم السبت، أنَّ قوات الإحتلال ستسلم الحملة خلال أيام معدودات قائمة بأسماء هؤلاء الشهداء الذين لا تزال قوات جيش الإحتلال تحتجز جثامينهم في مقابر الأرقام.
 
وقال خلة: "أفادنا جيش الإحتلال والمستشارية القضائيية، أنَّه وخلال الأيام القليلة المقبلة سيسلموننا قائمة بأسماء الشهداء الذين سيتم استخراج جثامينهم، لإجراء فحوصات الحمض النووي "DNA" للشهداء ولعائلاتهم، لنشرع بعد ذلك باستلام هذه الجثامين خلال الأسابيع المقبلة إن شاء الله".
 
وأوضح خلة، أنَّ الحملة ستكون قريبًا مع إنجاز الدفعة النوعية الثالثة، لتبدء بعدها في معركة من نوع جديد، إذ انَّ دولة الإحتلال تدعّي أنَّ كل ما تبقى لديها 11 جثمان شهيد، في حين أنَّ توثيق الحملة يؤكّد وجود 242 جثمان شهيد.
 
وأشار إلى أنَّ الفارق بين توثيق الحملة، وبين الأرقام الموجودة لدى دولة الإحتلال 143 جثمان شهيد، إذ سنخوض معركة جديدة ستكون على الصعيد الدولي في أروقة محكمة الجنايات الدولية،  وبدأنا في التحضير لهذه الدعوى من خلال محامين مختصين في القانون الدولي.
 
وتابع خلة: "إسرائيل بهذا الأمر ترتكب جريمة مزدوجة، ليس فقط باحتجاز جثامين الشهداء من دون حد أدنى من احترام كرامة الموتى، بل أنها قد أضاعت هذه الجثامين من خلال توكيل شركات أمن إسرائيلية خاص لدفن الشهداء، وحين سئلت أين دفنت الجثامين، أوضحت الشركة الإسرائيلية أنها لم تكن توثق عمليات الدفن".
 
وبيّن خلة، أنَّ دولة الاحتلال تظهر عنصريتها الواضحة، لتقول لنا أنَّه كبت هذه الجثامين، هذه جريمة جديدة يجب أن تحاسب عليها.
 
وشدّد  على أن سلطات الإحتلال ارتكبت جريمة إضافية، تتمثل في سرقة أعضاء الشهداء، وهذا ما وّثق من خلال الجثامين التي سُلمت.
 
ولفت إلى أنَّ دولة الإحتلال ترتكب العديد من الجرائم، أولها الجريمة الأصلية باحتجاز الجثامين، ودفنها في مدافن لا تتوافر فيها الحد الأدنى لدفن الجثامين، إذ تدفن في مقابر لا يزيد عمقها عن 50 سم، وهي متراصة ومتقاربة، وجرفت بفعل عوامل الطبيعة، وضاعت بعض الجثامين، واختلطت عظام الشهداء.
 
ونوْه: "كل ذلك يندرج في إطار جرائم الحرب، والتي على حكام دولة الاحتلال أن يدفعوا ثمنها غاليًا وقاسيًا عندما يجلب هؤلاء المحتلين إلى محكمة الجنايات الدولية".
 
يذكر أنَّ مقابر الأرقام هي عبارة عن اسم رمزي لمجموعة كبيرة من المقابر السرية التي أنشأتها دولة الإحتلال من لدفن جثث الضحايا والأسرى بها، إذ وجدت مقابر الأرقام منذ زمن بعيد، والآن يحتجز فيها أعدادًا كبيرة من جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب.
 
وسميت مقابر الأرقام بهذا الاسم؛ لأنَّ كل قبر منها يحوي على رقم خاص به لا يتكرر مع آخر، وكل رقم من هذه الأرقام دال على ضحية معينة، ويرتبط رقم قبره بملف عن المدفون وحياته مع السلطات الإسرائيلية.