ذكر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، الدكتور نبيل شعث، أنَّ مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي سيبحث، مساء السبت، آلية تفعيل عمل الصندوق الدوّار لدعم السلطة الفلسطينية في مواجهة القرصنة الإسرائيلية على أموال الضرائب الفلسطينية. وأضاف شعث، خلال تصريح لصحيفة "الأيام" المحلية: "نحن على اتصال بهذه الدول جميعًا لكي يخرج هذا الاجتماع بآلية يمكن تفعيلها في وقت قريب للوقوف إلى جانب السلطة الفلسطينية".

ولفت شعث إلى أنه "كان تفاوض على الصندوق مع دول الاتحاد الأوروبي لدى توليه وزارتي التعاون الدولي والخارجي ووقع على اتفاقين بشأنه في العامين 1996 و1998، والاتفاق الذي وقعناه العام 1998 كان مفتوحًا ولهذا سميناه "دوار" وبموجبه فإنه عندما لا تحوِّل لنا إسرائيل أموالنا يقوم الاتحاد الأوروبي بالدفع ويحصلوا من إسرائيل، وعندما تدفع إسرائيل يفتح الصندوق مرة أخرى لدفعة جديدة، وبالتالي هو مستمر طالما إسرائيل تدفع، ما يتم دفعه من خلال الصندوق ليس منحة وإنما قرض من دون فائدة ويستوجب دفعه عندما تقوم إسرائيل بسداد ما عليها".

ثم تابع: "أصبح الصندوق دوارًا منذ العام 1998 وقد استخدمناه مرات عدّة، كلها في عهد حكومات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ فهو من يسرق الأموال".

وأشار شعث إلى أنه تم طرح الموضوع خلال الجولة الأخيرة للرئيس محمود عباس، رافقه خلالها الأول، في عدد من الدول الأوروبية قبل أسبوع، مضيفًا: "تم طرح الموضوع مع رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، ومع المسؤول العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي موغيريني ورؤساء وزراء السويد ولوكمسبرغ وبلجيكا، فكان هناك تفهمًأ بأنَّ هذا التزام أوروبي العام 1998 وإنهم يتفهمون الحاجة الماسة إليه ولكنهم سيدرسون آلية تمويل الصندوق".

ولفت في هذا الصدد إلى أنه بحلول، السبت، تكون قيمة الأموال المحتجزة من قِبل إسرائيل نحو 450 مليون دولارًا.

وأكمل: "الأوروبيون سيدرسون كيفية تمويل هذا الصندوق؛ لأن هذا سيعني مطالبة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تمويل الصندوق وهو ما سيتم دراسته في الاجتماع مساء السبت".

ومن جهة ثانية، رحّب شعث بتصويت البرلمان الإيطالي على قرار يدعو الحكومة الإيطالية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلًا: "تصويت البرلمان الإيطالي هو خبر مفرح للشعب الفلسطيني، وجاء بعد فترة طويلة من العمل والاتصالات الحثيثة التي لعبت فيها سفيرتنا مي كيلة دورًا كبيرًا وساندتها مفوضية العلاقات الدولية في حركة فتح".

وأضاف: "معنى هذا الاعتراف من قِبل دولة قريبة منا وصديقة لنا هي أنَّ الدول الأوروبية ستستمر في حملة الاعترافات التي تعطي للدولة شرعية أكبر ودعمًا أكبر في مواجهة ما تقوم به إسرائيل من جرائم وسرقة أموالنا وأراضينا ومياهنا ومصادرنا الطبيعية، نحن نحيي البرلمان الإيطالي والشعب الإيطالي على هذا الدعم القوي لنا".

أجرى شعث، أخيرًا، جولة إلى إيطاليا لإقناع الأحزاب الإيطالية بالتصويت لصالح القرار.

ولفت إلى أنه سيتبع ذلك اعترافات من قِبل البرلمانات في اليونان والدنمرك والكثير من الدول الأوروبية الأخرى.

كان الرئيس محمود عباس طلب رسميًا من الاتحاد تفعيل الصندوق الدوّار، والذي بموجبه يدفع الاتحاد الأوروبي قيمة العائدات الضريبية التي تحتجزها إسرائيل عن الفلسطينيين كقرض دون فوائد، على أنَّ يستردها عند تحصيلها من الجانب الإسرائيلي.

وجرى توقيع اتفاقية الصندوق الدوّار العام 1995، وسبق أنَّ تم تفعيلها نهاية العام 1995 ومطلع 1996، والمرة الثانية منذ العام 1998 وحتى العام 2001.