وزارة الأوقاف

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن الاحتلال الإسرائيلي يحشد كل قواه بكافة الأشكال الإعلامية والسياسية وبالقوة وبالتضليل والخداع، لتهويد مدينة القدس بكافة مكوناتها سواء المسجد الأقصى في ساحاته المعروفة أو المقابر وحائط البراق وأي إرث وتراث ومعلم.

وأكدت الوزارة في تقرير لها الثلاثاء ووصل "فلسطين اليوم" نسخة منه أن الاحتلال يحيك ضد المدينة المقدسة حملات ومخططات تهويدية، متعاقبة ومتتالية، إلا أن الشعب الفلسطيني والصامدين والمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى أقوى من جبروتهم، وأقدر على حمل الأمانة  والدفاع عن أولى القبلتين.

وجاء في التقرير، "في أعقاب وعد بلفور؛ ظهرت كتابات يهودية صهيونية في الصحف الغربية تدعو إلى إقامة هيكل باطلهم المزعوم، حتى وصل الأمر في 1928م إلى إقامة اليهود لستار يفصل بين الرجال والنساء عند حائط البراق، كما نفخوا في أبواقهم هناك، وبعد حرب حزيران/يونيو في عام 1967، واحتلال إسرائيل للقدس الشرقية، كانت أولى إجراءاتها العدوانية تهويد حائط البراق وتوسيع ساحته الرئيسية بهدم حارة المغاربة المقابلة للحائط، والادعاء في الإعلام بأن حائط البراق والذي يمثل الجدار الغربي للحرم الشريف من بقايا هيكل سليمان  المزعوم".

 وبيّنت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي نظم أخيرًا فعاليات تهويدية إلكترونية مستعملًا التقنيات الحديثة، خاصة في منطقة حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك، بهدف توسيع دائرة التهويد، وجذب السياح الأجانب وجيل الشباب اليهودي، وترافقت هذه الفعاليات التهويدية مع تزوير للتاريخ وتضليل واسع وتحريف حول المعالم الإسلامية والعربية خاصة بما يتعلق بحائط البراق، حيث صادقت ما تسمى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء، التابعة لبلدية القدس المحتلة، على مخطط لبناء ضخم في ساحة حائط البراق، قرب جسر باب المغاربة في المسجد الأقصى المبارك يطلق عليه اسم 'بيت هليباه'، وأن مساحة البناء في هذا المخطط ستصل إلى قرابة 3700 متر مربع، ويتكون من ثلاثة طوابق، بالإضافة إلى طابقين تحت الأرض، وسيكون البناء معدًّا لاستخدام المغتصبين الذين يزورون حائط البراق بالإضافة إلى السياح الأجانب؛ حيث سيتضمن قاعات استقبال ومركز معلومات ومعرضًا للآثار.

وعلى الصعيد الإعلامي قالت الوزارة، عمد الاحتلال وشركاته إلى نشر الإعلانات لبرنامج تلفزيوني يتمحور حول" الموضة والأزياء"، تضمن وضع صور فاضحة لنساء على خلفية صورة حائط البراق وغيرها الكثير داخليًا وخارجيًا عبر بث سموم إخبارية تضليلية حول حائط البراق.

وأضافت أن الاحتلال يبتكر أساليب جديدة لتهويد المعالم والأوقاف الإسلامية في القدس ومحيط المسجد الأقصى؛ حيث تزايد في الفترة الأخيرة ما يعرف باسم "التعميد التوراتي" عند حائط البراق مجانًا للصبية اليهود.

وتابعت أن الخطط التهويدية بمسميات مختلفة وبذرائع متنوعة، كثيرة ومتعددة منها خطط إقامة كنيس يهودي، يرتبط بالأنفاق التي سبق وحفرتها قوات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى غرب حائط البراق، ملاصقًا للمدرسة التنكزية، ويحوي هذا المخطط على مدرسة دينية وكنيس يهودي، ومركز شرطة عملياتي متقدم، وقاعات للإثراء التهويدي، وقاعة استقبال، ومداخل عريضة ومتعددة لزوار النفق الغربي، وعشرات الوحدات الصحية '"مامات عامة"، وغرف التشغيل والصيانة، والمخطط عبارة عن عمليات توسعة وترميم وتغيير لمبنى قائم على ثلاثة طوابق، هو في الأصل مبنى يقع ضمن حدود حي المغاربة المشهور، والمبنى عبارة عن بناء حكومي إسلامي تاريخي وعقارات وقفية، من الحقبة الإسلامية المتقدمة ومن الفترة المملوكية والأيوبية والعثمانية.

وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال استولت على المبنى المذكور بعد احتلاله عام 1967 م وأطلقت عليه اسم "بيت شتراوس"، واستعملته كمدخل رئيسي لنفق الجدار الغربي  بالإضافة إلى مكاتب لمؤسسات تهويدية. وهناك مخطط لبناء جسر للمشاة يربط بين مركز الزوار الاستيطاني في "مدينة داود" وصولًا إلى نفق ساحة البراق. ولم يصل الحد إلى نهايته بل هناك مشروع القطار الهوائي بطول 1500 متر فوق المسجد الأقصى، والذي سينطلق من أعالي جبل الزيتون ليحلق فوق الأقصى وأسواره من الجهة الجنوبية الشرقية حتى يصل إلى ساحة البراق وتل باب المغاربة وحارة الشرف.

وتابعت أن الاحتلال وأذرعه التي تعمل على الأرض ماضية بحفرياتها وأنفاقها تحت الأرض وهو ما ينذر بكارثة حقيقية، وبواكيرها الانهيارات المتتالية  أسفل المسجد الأقصى ومحيطة، وحدوث انهيار في ساحة حائط البراق، وتتواصل المخططات التي تقودها جمعية 'العاد' الاستيطانية المتطرفة لبناء جسر للمشاة يربط بين مركز الزوار الاستيطاني في "مدينة داود" وصولًا إلى نفق ساحة البراق. وخطط لإنشاء كنيس يهودي تحت الأرض تخصص للمصليات اليهوديات أسفل ساحة البراق، ناهيك عن الدعوات المثارة باستمرار لهدم جسر باب المغاربة بين ساحة حائط البراق وباحات الحرم القدسي، إضافة إلى الحفريات والأنفاق المستترة أسفل المنطقة المذكورة.

والمخطط لبناء 'متحف يهودي' على أنقاض مبان وآثار إسلامية في الجهة الشمالية الغربية لساحة البراق غرب المسجد الأقصى، ويتضمن هذا المخطط إقامة بوابات ضخمة وأنفاقًا تحت أسوار البلدة القديمة وصولًا إلى المسجد الأقصى، وأخرى تقضي إلى توسيع مكان صلاة النساء اليهوديات في ساحة البراق، ومخطط لإقامة مصعد متطور في حائط البراق للتسهيل على المصليين اليهود.

وأوضحت الوزارة أن هذا جزء يسير لما يحاك وحيك ضد القدس والبراق من حفريات وأنفاق وكنس واستحداثات وطمس للمعالم الإسلامية والعربية، وتغيير للأسماء والأشكال، وجملة من المشاريع السياحية، والبنايات الشاهقة، والقلاع، من أجل تسليط الضوء على ما يحدث ولفضح ممارسات الاحتلال، وتعريته، لتصبح الصورة مكتملة للعالم أجمع حول ما تفعله إسرائيل في الأراضي المحتلة.