غزة ـ محمد حبيب
ادعت وسائل إعلام اسرائيلية الجمعة أن حركة حماس، وبعد ثلاثة شهور من الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، تعيد بناء الأنفاق الهجومية التي حفرت باتجاه إسرائيل وجرى تدميرها خلال الحرب، من خلال السيطرة على الأسمنت الذي يدخل من إسرائيل إلى قطاع غزة. وفي تقرير نشرته "يديعوت أحرونوت" الجمعة، كتبت الصحيفة أن حركة حماس أدركت، من خلال استخلاص العبر من الحرب الأخيرة، أن الأنفاق الهجومية تشكل أحد المركبات الأساسية للقتال ضد إسرائيل، ولذلك قرر الذراع العسكري التقدم في هذا الاتجاه.
وصرحت مصادر فلسطينية في قطاع غزة لـ"يديعوت أحرونوت" أنه في أعقاب نشوء سوق سوداء للإسمنت الذي يدخل القطاع عن طريق إسرائيل تمكنت حركة حماس من السيطرة عليه لاستخدامه لأغراض عسكرية، مثل بناء الجدران الإسمنتية للأنفاق.
وأضاف التقرير أن حماس بدأت الاستعداد للجولة القتالية المقبلة، وفي هذا الإطار، وعدا عن إعادة بناء الأنفاق الهجومية، بدأت بتجديد إنتاج الصواريخ من مواد يتم تهريبها من مصر عن طريق البحر، وخاصة عن طريق أنفاق رفح. وبحسب التقرير فإنه رغم الحملة المصرية المتواصلة في سيناء وعلى الحدود مع قطاع غزة فلا يزال هناك العشرات من الأنفاق النشطة.
كما قال التقرير أن حركة حماس أجرت في الأسابيع الأخيرة عشرات التجارب على إطلاق صواريخ باتجاه البحر، وأن كمية الصواريخ الموجودة لدى حماس تقدر بالآلاف، وأنها لا تزال بعيدة عن الكمية التي كانت متوفرة لديها قبل الحرب العدوانية الأخيرة.
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن حركة حماس، وفي أعقاب نجاحات "القبة الحديدية" في اعتراض الصواريخ، أن قذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى فعالة أكثر بكثير من الصواريخ المتوسطة المدى التي تصل إلى منطقة المركز، حيث أنه لا يوجد لدى "إسرائيل" حل عملاني لمواجهة قذائف الهاون.
وتابع التقرير أن حركة حماس تبلور نظرية قتالية للمعركة القادمة، بموجبها تدخل مجموعات كبيرة من المقاتلين عن طريق الأنفاق لنقل ساحة المعركة إلى داخل "إسرائيل"، وليس فقط في داخل القطاع.
كما أشار إلى أنه تم تعيين قائدين جديدين في كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، خلفا للشهيدين رائد العطار ومحمد أبو شمالة، اللذين سقطا في الحرب الأخيرة.
وكتبت الصحيفة أن "إعادة إعمار قطاع غزة يجري الآن ببطء شديد، وأن قيادة حماس العسكرية والسياسية تتحدث صراحة عن المعركة القادمة، وأنه من الممكن أن يكون ذلك مرتبطا بمدى التقدم في إعادة الإعمار، لأن الضغط المدني على حركة حماس في القطاع من الممكن أن يدفع الحركة إلى توجيه الأضواء باتجاه "إسرائيل" من خلال مواجهة عسكرية أخرى".