صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية

عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما المساعدة في ملاحقة المتطرفين المتورطين في الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"، الذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا، و10 جرحى، وكشفت مصادر مطّلعة أنَّ ما لا يقل عن مسلحين ملثمين اثنين، تمكّنوا من الفرار، نفذا العملية باستخدام رشاش وقاذفة الصواريخ، في عملية غير مسبوقة ضد وسيلة إعلام في فرنسا، فيما أكّدت الشرطة الفرنسية أنّ القتلى بينهم صحافيون ورجال أمن، و5 من الجرحى حالتهم خطيرة.

جاء ذلك فيما تمَّ إخلاء مقر مؤسسة إعلامية في العاصمة الإسبانية مدريد، بعد تلقيها طردًا مشبوهًا.

ووصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، حيث أعلن عن قراره مراجعة إجراءات الأمن في فرنسا كافة، ورفع درجة التأهب لمكافحة التطرف لأعلى مستوى، مؤكّدًا أنَّ الهجوم على الصحيفة يعتبر "إرهابيًا".

وأعلنت الرئاسة الفرنسية عن اجتماع عاجل، برئاسة هولاند، لبحث تداعيات حادث "شارلي إيبدو"، فيما أكّد رئيس الوزراء الفرنسي أنَّ بلاده أفشلت هجمات متطرفة عدة، في الأسابيع الأخيرة.

وفي السياق نفسه، أكّدت الداخلية الفرنسية أنَّ كل أجهزة الأمن مجندة للقبض على منفذي الهجوم، معلنة عن تشديد الإجراءات الأمنية في محيط المنشآت الحيوية والمؤسسات الإعلامية.

من جانبه، دان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الهجوم، ووصفه بالهمجي، معلنًا عن مساندة بلاده لفرنسا في مواجهة "التطرف".

وعربيًّا، أعلن "الأزهر الشريف" في مصر، والجامعة العربية، عن إدانتهما للاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية.

وكشف مصدر قريب من التحقيق أنّه "قرابة الساعة 11,30 بتوقيت باريس، 13,30 توقيت غرينتش، اقتحم رجلان يحملان كلاشنيكوف، وقاذفة صواريخ، مقر صحيفة (شارلي إيبدو) الساخرة، في الدائرة الحادية عشرة من باريس، وحصل تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن".

وأصيب شرطي بنيران المسلحين لدى مغادرتهما المكان، قبل أن يرغما سائقًا على الخروج من سيارته عند باب بانتان، ويصدمان بها أحد المارة.

يذكر أنَّ "شارلي إيبدو" عنونت عددها الأخير، الأربعاء، بـ"توقعات المنجم ويلبيك: في العام 2015 أفقد أسناني... وفي 2022 أصوم شهر رمضان!"، بالتزامن مع صدور رواية الكاتب المثيرة للجدل "سوميسيون" (الاستسلام)، عن أسلمة المجتمع الفرنسي.

وأظهرت الصحيفة، في وقت سابق، على غلاف لها، رجلًا ملثمًا يرتدى ملابس أشبه بالتي يرتديها عناصر "داعش"، ويحمل سيفًا يقطع به رأس رسول المسلمين محمد (صلى الله عليهم وسلم)، وهو يتفوه بكلمات بها إساءة بالغة للرسول، تحت عنوان "عودة محمد".

يذكر أنَّ "شارلي إيبدو" المغمورة تخصصت في السخرية، والانتقاد، وهي قريبة من اليسار الفرنسي الحاكم، وسبق لها أن هاجمت الرسول الكريم في رسوم كاريكاتورية عديدة، لاسيما عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، على برجي مركز التجارة العالمي.