القدس المحتلة – وليد أبوسرحان
جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الخميس الماضي، التزام واشنطن بحلّ الدولتين. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، مهنئًا إياه بفوزه بالانتخابات العامة. وهاتف اوباما، مساء الخميس الماضي، نتنياهو لتهنته بفوزه في انتخابات الكنيست، ولكنه أكد في الوقت ذاته بأن بلاده تدرس خيارات أخرى بعد تصريحات الأخير برفضه إقامة دولة فلسطين.
واستغل أوباما اتصاله لإعادة تأكيد التزام بلاده بحل الدولتين، الذي يضمن أمن "إسرائيل" إلى جانب قيام دولة فلسطينية سيادية وقابلة للحياة.
واعتبرت مصادر في تل أبيب أن المكالمة بين نتنياهو وأوباما لم تكن عادية، وأن أوباما كان أقرب إلى التهديد والوعيد وليس التهنئة.
وذكرت إذاعة جيش "الإسرائيلي" أن أجواء التوتر كانت واضحة بين الجانبين، ما ينذر بتصاعد الخلافات مستقبلاً وأن حالة من الذعر تسود الجانب "الإسرائيلي" من احتمالات اتخاذ موقف أميركي يعترف بالدولة الفلسطينية.
وبحسب ما نشره موقع "والاه" الإسرائيلي، الجمعة، فإن العامين المقبلين سيشهدان مزيدًا من التوتر في العلاقات بين الأدارة الأميركية ورئيس وزراء "إسرائيل".
ووفق الموقع، فبعد أن هنأ أوباما نتنياهو على فوزه بالانتخابات وتأكيده على استمرار دعم "إسرائيل" والتعاون معها، أكد الأول أن إدارته تبحث عن خيارات سياسة أخرى لعملية السلام في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا الموقف جاء نتيجة التصريحات التي صدرت عن نتنياهو برفضه حل الدولتين، وكذلك تصريحاته ضد الفلسطينيين في مناطق العام 48 يوم الانتخابات.
كما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول أميركي كبير أنّ الضرر الذي سببته مواقف نتنياهو خلال الانتخابات لا يمكن إصلاحه، وأشار إلى أن واشنطن تدرس خيارات من بينها ترك السلطة الفلسطينية تنهار ووضع نتنياهو أمام مواجهة النتائج، وتمرير قرار أمميّ يدين المستوطنات في مجلس الأمن.
كما تحدث المسؤول عن خيار ثالث وهو أن تؤيد واشنطن قرارًا في الأمم المتحدة يحددّ المعايير لاتفاق دائم لحل الدولتين، بحسب "هآرتس".
هذا وكانت صحيفة "واشنطن تايمز" ذكرت أن سياسات نتنياهو أدت إلى "تدهور علاقات "إسرائيل" بالحكومات الأوروبية والإدارة الأميركية" على حدٍ سواء.
كما اوضحت أن "فوز نتنياهو يفرض على أوباما مراجعة استراتيجيته في الشرق الاوسط والإقدام على بعض الإجراءات غير المسبوقة في العلاقات الثنائية، منها أنها قد تسعى إلى سحب اعترافها بسفير "إسرائيل" لديها، رون ديرمر، بسبب دوره في الترتيبات مع المعارضين الجمهوريين التي أدت إلى إلقاء نتنياهو خطابه أمام الكونغرس الشهر الجاري.
أما صحيفة "واشنطن بوست" فقد حذرت من أن يؤدي فوز نتنياهو إلى "حدوث قطيعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلاقات بين الحكومتين الأميركية و"الإسرائيلية" خلال الفترة المتبقية للرئيس أوباما في البيت الأبيض، ومناشدة إدارة أوباما بذل المزيد من جهودها لتهدئة مخاوف "إسرائيل" من العدوان الإيراني المستمر في الشرق الأوسط".
وشاطرتها الرأي صحيفة "نيويورك تايمز" التي حذرت من تدهور العلاقات بين أوباما ونتنياهو، معربة عن اعتقادها بأن الأول "لن يتكبد حتى عناء محاولة إصلاح الأمور بينهما.
وأضافت أن الخطوة الأميركية المقبلة ستتجسد في المحافل الدولية لإصدار قرار في مجلس الأمن يؤيد حل الدولتين، والذي سيكون بمثابة إعلان الولايات المتحدة وقفها الدفاع عن سياسات نتنياهو.
ونقلت الصحيفة على لسان "مسؤول بارز في البيت الأبيض،" القول: كان موقفنا على الصعيد الدولي يستند إلى فكرة دعم المفاوضات المباشرة بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين، ولكننا أصبحنا اليوم نعيش واقعًا ترفض فيه الحكومة "الإسرائيلية" المفاوضات المباشرة، وهو أمر نحتاج بالطبع إلى أخذه في عين الاعتبار لأي قرارات نصدرها من الآن فصاعدًا.
وأضافت نقلاً عن مسؤول بارز آخر قوله إن أوباما "لن يدخر جهدًا لإصلاح العلاقات مع نتنياهو، لكنه لن يضيّع وقته هباءً".