القدس – محمد حبيب
جدد نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن "تأييد الولايات المتحدة الكامل وغير القابل للتساؤل لحليفتها الأولى إسرائيل"، مؤكدًا خلال حفل عشاء كبير نظمته السفارة الإسرائيلية في واشنطن للاحتفال بالذكرى الـ67 لما يسمى "عيد استقلال إسرائيل"، لمستمعيه ومن بينهم عدد كبير من أعضاء الكونغرس الأميركي وكتاب وصحافيون ومثقفون "إن أميركا لا تساوم على أمن إسرائيل".
وأكد بايدن الذي كان قد وصف نتنياهو في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بحسب مصدر صحافي أميركي بـ"الجبان"، أن ما شهدته العلاقات الأميركية الإسرائيلية لا يخرج عن كونه "خلاف عائلي سرعان ما يتبدد".
وتحاول الإدارة حشد التأييد لاتفاق متوقع مع إيران من أجل حل مسالة برنامجها النووي عبر المفاوضات بين طهران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إذ تم التوصل إلى "اتفاق إطار" في بداية الشهر الجاري، وبات مرجحا التوصل للاتفاق بحلول الـ30 من شهر حزيران/يونيو المقبل، خاصة بين الأوساط اليهودية الأميركية حيث يلقى الاتفاق معارضة بالغة.
وأوضح بايدن في حديثه للجمع المحتفل بتلك الذكرى التي يعرفها الفلسطينيون والمؤيدون للحق والعدالة في العالم بـ"النكبة الفلسطينية" أن حكومته لا ترى حلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا عبر حل الدولتين "دولة إسرائيل آمنة وفلسطين مستقلة"، خلافا لما أكده نتنياهو الشهر الماضي بأنه لا يؤيد قيام دولة فلسطينية، ما أثار غضب الإدارة آنذاك حيث أرسلت مدير موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدوناه للخطاب أمام مؤتمر المنظمة الصهيونية الليبرالية "جي ستريت" التي تؤيد حل الدولتين، وانتقد نتنياهو بقوله "لا بد لهذا الاحتلال الذي استمر 50 عاما أن ينتهي".
ويدور الحديث في واشنطن عن مساعي أوباما لترطيب الأجواء مع "إسرائيل" وفي الوقت ذاته تفادي لقاء قبل توقيع الاتفاق مع إيران آخر حزيران/يونيو المقبل والذي تتخلى بمقتضاه طهران عن طموحاتها في امتلاك السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الخانقة المفروضة عليها منذ عقود.
ويشار إلى أن أوباما أخبر زعماء اليهود الأميركيين الذين التقاهم في البيت الأبيض الأسبوع الماضي في محاولة منه لطمأنتهم على التزامه العميق تجاه إسرائيل، بأنه لا ينوي دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض أو لقاءه شخصيا قبل التوقيع على الاتفاق النووي المفترض مع إيران في نهاية حزيران/يونيو المقبل وذلك لأن "أي لقاء مباشر في البيت الأبيض سينتهي على الأرجح بانتقادات علنية من نتياهو لسياسة الإدارة الأمريكية" وإنه حتى ذلك الحين سيكتفي بالحديث مع رئيس وزراء "إسرائيل" عبر الهاتف، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
ويستنتج العديد من المراقبين للعلاقات الأميركية الإسرائيلية أن اللقاء بين أوباما وزعماء الجالية الأميركية اليهودية يثبت أن الخلافات السياسية الرئيسية، التي تفاقمت نتيجة انعدام الثقة ما تزال قائمة بين الرئيس الأميركي ونتنياهو، "مما يجعل المصالحة العلنية الشاملة غير مرجحة في الوقت الراهن"، بحسب الصحيفة.
وأعرب البيت الأبيض في وقت سابق، عن غضبه تجاه قرار نتنياهو إلقاء خطاب أمام الكونغرس للتنديد بالاتفاق المنشود مع إيران بالتآمر مع رئيس مجلس النواب الأميركي جون بوينر وسفير "إسرائيل" في واشنطن رون ديرمر دون علم أوباما، وشغل الخلاف بين الرجلين اهتمام الرأي العام الشهر الماضي قبل وبعد الانتخابات الإسرائيلية، عندما أعرب الرئيس أوباما وإدارته عن الاستياء الشديد من تصريحات نتنياهو التي عارض فيها قيام دولة فلسطينية.
ويعمل البيت الأبيض على حملة مكثفة لتهدئة مخاوف الجماعات اليهودية الأميركية وأعضاء الكونغرس المؤيدين لإسرائيل حول الاتفاق النووي مع إيران، والحد من التداعيات السياسية المحتملة بالنسبة للديمقراطيين لما أصبح خلافاً مريراً في العلاقات الأمريكية والإسرائيلية.
ويذكر أن أوباما ركز في الأسابيع القليلة الماضية على الحديث عن "إخلاصه الشديد لإسرائيل بينما أمضى ساعات في الاجتماع بشكل خاص مع الزعماء اليهود في البيت الأبيض دون أي إشارة إلى إعادة تقييم سياسته"، بحسب تصريح أحد هؤلاء لصحيفة "نيويورك تايمز".