فعالية تحليق الطائرات الورقية في ذكرى "تسونامي"

شارك أكثر من ألف طالب وطالبة من اللاجئين الفلسطينيين في مدارس "الأونروا" في قطاع غزة في فعالية تحليق الطائرات الورقية في مدينة خان يونس جنوب القطاع، مساء الاثنين، إحياءً للذكرى الرابعة لأقوى زلزال يضرب اليابان على الإطلاق، والذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في أضرار هائلة.

وتخلل الفعالية العديد من الفقرات، من بينها، الدبكة الشعبية الفلسطينية للأطفال، وتقديم أطباق ورقية صنعها أطفال غزة للوفد الياباني الضيف، وقام الأطفال في ختام الفعالية بتطيير الأطباق، التي رسموا عليها الأعلام الفلسطينية واليابانية والكلمات والعبارات التضامنية مع الضحايا.

وحضر الفعالية التي أقيمت بجوار الحي الياباني لإسكان اللاجئين الفلسطينيين في غرب خان يونس، وفد رسمي من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ضم مدير العلميات روبرت تيرنر، ووفد من السفارة اليابانية في فلسطين برئاسة السفير شونيا ماتسورا، ولفيف من الوفود والعاملين في المؤسسات الأجنبية المانحة في القطاع.

وقالت الطفلة مجد منصور ": "جئنا اليوم لنشارك بهذه الفعالية لنعبر عن تضامننا وحُبنا وتعاطفنا الكامل، مع شعب اليابان، الذي قُتل منه الكثير، خلال الزلزال (تسونامي المُدمر) الذي ضرب بلادهم عام 2011م".

وأضافت الطفلة منصور "هم قاموا بالأمس بالتضامن معنا من خلال تطيير الآلاف من الطائرات الورقية، كذلك يقدمون الدعم لنا باستمرار، فكيف لا نتضامن معهم، لاسيما في ذكرى مؤلمة وحزينة عليهم، وهي ذكرى تسونامي، وما نقدمه لا يعدوا سوى شيء معنوي بسيط مقابل ما يقدمونه لنا".

وتوجهت بالشكر لليابان التي تقف بجوار الشعب الفلسطيني، ولكل من قام بإنجاح فعالية تطيير الأطباق الورقية تحت شعار (طائرات الأمل في سماء واحدة في غزة واليابان)، مطالبة دول العالم كافة بأن يمنحوا أطفال فلسطين حقهم بالتعبير عما بداخلهم، وسماع ما يعانونه، ومنحهم الحرية والكرامة والأمان.

وتابعت الطالبة ديما عرفات: نتمنى من خلال الفعالية أن تصل رسالة التضامن لليابان، وبقية دول العالم، بأنَّ أطفال غزة لن ينسوا من شاركهم الألم والمعاناة، ووقف معهم، وهم يشعرون بغيرهم، رغم ما يمرون به.

وعبرت الطالبة عرفات عن أملها بأن يُرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وينتهي العدوان الإسرائيلي عليهم، ويعيشوا حياةً كريمةً بهدوء وآمان وطمأنينة بعيدًا عن جو الحرب، والتضييق، كما بقية أطفال العالم الذين يعيشون في أمن وآمان وهذا حق طبيعي لهم.

بدوره، عبر عضو مجلس المستشارين الياباني موتوهيرو أونو عن سروره البالغ للاحتفال بفعالية تحليق الطائرات الورقية (طائرات الأمل الورقية تحلق في سماء واحدة في غزة واليابان)، معربًا عن خالص تقديره لـ (الأونروا) ومؤسسة (RESULTS) اليابانية للتفاني في تفعيل التواصل بين الشعب الياباني والفلسطيني في قطاع غزة.

وأضاف أونو: عشت شخصيًا لأكثر من عشر سنوات في منطقة الشرق الأوسط، واندلعت عدد من الصراعات، لذلك فإنني على معرفة وثيقة بالتحديات، والاحتياجات الإنسانية للاجئين، وأتفق تمامًا مع مفهوم هذه الفعالية التي تقيمونها هنا اليوم، وسأبذل قصارى جهدي لحشد المزيد من الدعم للاجئين.

وأوضح سفير اليابان شونيا ماتسورا، أنَّ بلاده تود أن تعرب عن تقديرها للتشجيع والتضامن الذي أبداه اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة تجاه ضحايا الزلزال والتسونامي في اليابان. ما يزال أطفال غزة يعانون الكثير جراء الحصار والتضييق.

وأضاف ماتسورا الذي تلقى طائرتين ورقيتين مصنوعتين يدويًا من أطفال اللاجئين الفلسطينيين كهدية لشعب اليابان "تود اليابان إظهار تضامنها معهم وستواصل جهودها لمساعدتهم على تخفيف معاناتهم".

وأشار تيرنر إلى أنَّ "فعالية طائرات الأمل الورقية يتم إحياؤها للمرة الرابعة في غزة، لإظهار الدعم والتضامن مع ضحايا تسوماني والزلزال الذي ضرب اليابان العام 2011م، وتظهر كيف أن أهالي غزة ما تزال لديهم القدرة على إلهام العالم".

وأضاف تيرنر "تم إقامة هذه الفعالية في 22 مدينة في العالم العام 2012م، وتم استلهامها من الفعالية التي أقيمت في غزة لتحطيم الرقم القياسي العالمي في موسعة "غينتس" للأرقام القاسية لتطيير الطائرات الورقية في العام 2011م".

وتابع: جهود الأطفال في غزة، أدت إلى عدد من الفعاليات، التي تم تنظيمها في اليابان لتقول شكرًا لأهل غزة على ما يقدموه من دعم، وإن حدث اليوم يسلط الضوء أيضًا على العلاقة الوثيقة التي تتمتع بها "أونروا" في غزة مع اليابان.

واستطرد: قامت اليابان لسنوات عديدة بتقديم الدعم لبرامجنا التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين في غزة، حتى عندما كانت البلاد ما تزال تتعافى من أثار الزلزال وتسونامي، وذلك يتضمن تمويل أكثر من مشروع إسكان للاجئين الفلسطينيين ممن هدمت منازلهم في خان يونس.

ولفت تيرنر إلى أنَّ "أونروا" تبقى ممتنة لليابان لدعمهم المستمر لأهالي غزة، وللعلاقة الوطيدة التي تربطنا معًا، بما في ذلك الإعلان عن المساهمة بقيمة 21 مليون دولار أمريكي للرعاية الصحية وإصلاح المأوي في غزة.

ونوه إلى أنَّ آلاف الأطفال من مدارس "الأونروا" يقفون هنا اليوم عند الحي الياباني لإرسال رسائل ملؤها الدعم والتضامن مع أطفال اليابان، كما ويشاركنا في هذه السنة حوالي 200 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، فعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها الأطفال أرادوا أن يشاركوا بقية الأطفال ويطيروا طائراتهم الورقية ويرسلوا رسائل تضامن مع شعب اليابان.

وشدد على أنَّ اللجوء الذي عانى منه الأطفال هنا الصيف الماضي، بسبب أحداث الصراع، يجعلهم يدركون وبشكل كامل شعور عدم القدرة على العودة للمنزل، وهو نفس الشعور الذي يشعر به نفسه أطفال اليابان عندما دمر منازلهم تسونامي، الأسباب تختلف لكن للأسف تبقى النتيجة ذاتها.

وعبر تيرنر عن أمله أن تبعث هذه الطائرات الورقية المُحلقة في السماء اليوم رسالة لكل العالم بأن أطفال غزة يستحقون أن يتمتعوا بالطفولة التي يتمتع بها الأطفال الآخرين، وأن يعيشوا بكرامة واحترام كامل لكافة حقوقهم والتي فقط يمكن أن تتحق بانتهاء الحصار.